فؤاد ابراهيم لـ" تنا " : مصطلح فتنة سنية ـ شيعية خطأ ... إنما فتنة وهابية ـ إسلامية
تنا ـ بيروت
فؤاد إبراهيم : الوهابية كفرقة لا يعنيهم السنة ولا قضايا السنة. كما هو واضح في كتاباتهم بانها تكفر السنة اكثر مما تكفر الشيعة .
شارک :
تشهد سوريا اليوم المزيد من الثّبات في الموقف الشّعبيّ لصالح الدّولة في ضوء نجاح المصالحات، وانتقالها إلى مناطق سوريّة عدّة اختبرت جرائم المجموعات المسلّحة التّكفيريّة؛ وقد استطاعت بصمودها تغيير معادلة التّدمير ونشر الفوضى الّتي رُسمت للمنطقة؛ فالتّحوّلات الجذريّة في موازين القوّة على الأرض لصالح الدّولة في سوريا، لاسيّما بعد مسلسل استعادة القصير، وريف اللاذقية، وبعض المواقع الهامة في الغوطة من المسلّحين الإرهابيّين؛ بالاضافة إلى حجم خسائر المسلّحين الضّخم في المعارك والمستمرّة حتّى الآن من العوامل الّتي حملت الأميرمي ومعه كلّ الغرب ودول الخليج المتورط في الحرب على سوريا إلى بدء البحث عن سبل مواجهة الإرهاب والتّوصل إلى تسوية سياسيّة، من دون أن نسقط ما يجري تداوله من تسريبات عن تحضير أميركيّ- غربيّ- خليجيّ للبديل العسكريّ.
الخبير والباحث في الشؤون السعودية د. فؤاد ابراهيم خصّ وكالة أنباء التّقريب "تنا" بمقابلة حول هذه التّحولات، ودور السّعودية في إشعال الفتنة في المنطقة بالارتكاز على فكرها الوهّابيّ التّكفيريّ ؛ وهذا نصّها:
س: إلى أيّ مدى يُمكن القول بأنّ صمود سوريا والمحور الّذي تنتمي اإيه كان له الدّور الكبير في تغيير المعادلات؛ أم أنّ الخطر الارهابيّ على الأمن القوميّ العالميّ حسب ما يصرّح قادة الدّول يوميًّا هو الذّي آل بالامور الى هنا؟ ج: لا شك أنّ الانجازات الميدانيّة على الأرض، وتقدّم قوات النّظام، وبسط سيطرتها على أغلب مناطق سوريا كان له الأثر الكبير في الوصول إلى هذه المعادلة، وهو ما دفع الأميركيّين والأوروبيين إلى تعديل مواقفهم، وإتخاذ خيارات جديدة. وهذا ما عبّرت عنه بوضوح تصريحات وزير الخّارجيّة الأميركيّ جون كيري من أنّ النّظام يحسّن وضعه وبدأ يبسط سيطرته على الأرض .
س: بالتّزامن مع الخيارات الجديدة المفترضة لدول العالم لجهة مكافحة الإرهاب، هل تتخلّى المملكة العربيّة السّعوديّة عن تبنّي الفكر الوهّابيّ الّذي يولّد التّكفير والإرهاب؟ ج: أوّلًا لا يمكن للمملكة العربيّة السّعوديّة التّخلّي عنه لأنّه الأيديولوجيا المشرعنة لها كسلطة؛ وثانيًا هي كانت دائمًا تلقي مسؤوليّة الأعمال الإرهابيّة في العالم على الاخوان المسلمين، كما فعلت بعد أحداث ١١ ايلول؛ وحملّتهم كذلك مسؤوليّة التّطرف الموجود داخل المملكة؛ لذلك أعتقد أنّها لن تتخلّى عن هذا الفكر؛ فهي تستفيد منه . لكن هي اليوم مضطّرة لإجراء مراجعة ، والعالم مطالب بوضع الإصبع على هذا الدّاء، لأنّ الوهّابيّة هي منبع التّطرف من النّاحية الفكريّة والأيديولوجيّة؛ ولو نظرنا إلى أدبيّات الجّماعات التّكفيريّة في العالم لوجدنا ذاتها مبادئ ومعتقدات الفكر الوهّابيّ.
س: هل يضغط العالم بهذا الاتّجاه، ومن أين ستبدأ المملكة لو إفترضنا أنّها ستخطو هذه الخطوة؟ ج: إذا كان هناك نهضة وإرادة دوليّة حقيقيّة اليوم لمحاربة الارهاب فيجب البدء من المناهج التّعليميّة، ومن الفكر الدّينيّ الّذي يُدرّس في المساجد، ومن الجّامعات؛ وبالتّالي يجب إخضاع المدرسة الوهّابيّة بأكملها للمراجعة، خصوصًا وأنّه اليوم يتمّ التّعاطي مع فكر محمد بن عبد الوهاب على أنّه فكر معصوم، وكتاباته تعادل القرآن والسّنّة النبويّة؛ مع العلم أنّه هو من أوقع الأمة في هذه الدّوامة من العنف.
س: جرى حديث في الاونة الاخيرة حول تغيير المناهج وتغير وزير التربية هل هذا مؤشر على البدء بالمراجعة التي تشيرون اليها؟ هذا كله كلام لمجرد الكلام ولا يوجد اي شيء جدي في هذا السبيل، لان التغيير اذا اريد له ان يتم لا يحصل فقط بتغيير وزير التربية والتعليم ، بالاضافة الى ان المناهج التعليمية للعام ٢٠١٤ هي نفسها وقد طبعتها المملكة وهي تدرسها الان.
س: د. فؤاد من موقعك كباحث ومتابع دقيق لمسألة الفتنة السنية الشيعية، ولك مؤلفات عديدة حول الفكر الوهابي الراعي للارهاب، هل تعتقد ان الاعلام يخطء في استخدام المصطلحات والترويج للفتنة من حيث لا يدري حتى النخب تستعمل نفس التعابير، مع العلم ان النتيجة البحثية العلمية تقول ان الوهابية ليست مذهب اسلامي انما مشروع سلطوي استخدم بمساعدة اجهزة مخابرات للسيطرة على شبه الجزيرة العربية انذاك؟ نعم صحيح، لكن الوهابية تحاول وضع الاسلام السني في الواجهة والترويج ان السنة هم الممثل الوحيد للاسلام، وهي تستخدم المال وتستفز العصبيات من خلال استخراج بعض التفاصيل وتظهيرها واستعمالها في مواجهة الشيعة، وللاسف فقط جذبت اليها الكثيرين وحتى الذين كانوا معتدلين ، وهذا تجلى في بيان القاهرة ، المتضمن للغة مذهبية بحتة لغة خشبية ، ومع العلم ان الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر كان قد وصف الوهابيين بخوارج العصر نراه وغيره يوقعون على هكذا بيان. من هنا هناك ضرورة لفض هذه النزعة الوهابية لانهم كفرقة لا يعنيهم السنة ولا قضايا السنة. كما هو واضح في كتاباتهم بانها تكفر السنة اكثر مما تكفر الشيعة، انما شعورهم الاقلووي يجعلهم يتلطون وراء هذه الشعارات .
لذلك اعتقد انه يجب ان نبدأ بقراءة الواقع لتلك الفتنة التي هي خدعة وكذبة كبيرة، انما ما هو موجود فتنة اسلامية وهابية. بناء على هذا الخلاصة القيمة، لماذا لا تنظم المؤتمرات ويجتمع علماء الامة لتوضيح الامور وتبرئة الاسلام من هذا الضلال الواضح الذي يشوه الاسلام ؟؟
المشكلة تكمن في بعدين الاول ان السعودية تملك من المال والامكانات والاعلام ما يجعلها قادرة على تظهير المشكلات البسيطة والصغيرة واخفاء مشكلاتها.
البعد الاخر، غياب الشجاعة والجرأة من قبل بعض علماء الدين، ويؤسفني ان اقول علماء الدين السنة، لانه في الوقت الذي يملكون الشجاعة لمناقشة الخلافات السنية الشيعية، فانهم لا يفعلون مع الخلافات الوهابية الاسلامية، ولا يعبرون عن ارائهم اتجاه هذا الفكر المتطرف، وانا اتمنى ان يصبح هناك قدرة على تظهير هذه المواقف.
س: هناك احاديث كثيرة حول انجاز دراسات لتوسعة الحرم المكي المشرف وضمنها هدم المسجد النبوي الشريف وباقي المعالم الدينية الموجودة داخل الحرم، هل تفعلها المملكة ؟؟ العائلة المالكة في السعودية كدولة حاولت ان تضفي على سلطتها شرعية دينية من خلال وجود الحرمين الشريفين ، وبذلك رغم كل الارتكابات التي تقوم بها هي تتلطى خلف هذا الغطاء ، حتى انك تلاحظ كثرة استعمال العبارات الدينية في كلام الحكام لانهم يعتبرون ان هذه الصبغة تحميهم.
مع هذا هناك مخطط ومدعوم من قبل العلماء الوهابيين وما يحول دون تنفيذه هو اجماع اسلامي عام سينفجر في كل مكان لو قامت السلطات بفعلتها، وحسب المخطط هم مقررين ان يخرجوا قبر النبي الاكرم ص من المسجد ، وهم يحاولون الان ان يتحايلوا في التنفيذ لتهميش القبر وحتى جعل القبة الخضراء في اخر المسجد .
س :ماذا يفعل الازهر الشريف ازاء هذا المخطط الخطير؟ اعتقد ان هذه قضية انسانية عامة لا تقتصر على الازهر الشريف فقط ، بل يجب على كل المؤسسات الدينية اتخاذ موقف اسلامي موحد حيال هذا المشروع.
عبد الرحمن الهدلق مدير دائرة الامن الفكري والانترنت في مقابلة له شدد على ان الامر الملكي سيطبق على المقاتلين وعلى اللبراليين لانهما خطر على المملكة، هل ابعاد هذا القرار هو التبرير للسطلة القضاء على معارضين سياسيين وغيرهم من نشطاء الرأي ؟؟؟ في الواقع وضع تفسير موسع لهذا الحد للقرار الملكي هو محاولة لضرب كل الخصوم ، وهذه عادة قبيحة تستخدمها المملكة لذلك هم يوجهون القرار كما يريدون خدمة لمصالحهم .
مع العلم ان القرار واضح في تخصيص المقاتلين مدنيين و عسكريين ، والقرار بالمناسبة اراد ان يقول لهم لا تعودوا الى المملكة الى ان تفنوا في الحرب ، لذلك اعتقد ان مسألة الارهاب سوف تطول لانه ليس هناك من خيار امام المقاتلين الا الموت .