تشكيل مجالس التقريب المحلية في بريطانيا لتحقيق التضامن و الانسجام بين المسلمين

بداية يوضح آية الله الاراكي : تضمنت هذه الزيارة العديد من البرامج الرئيسية منها ، المشاركة في مؤتمر السلام و الوحدة الذي يعقد في اسكتلندا للسنة الثانية على التوالي . و قد حضر هذا المؤتمر نحو ٤٠٠ شخصية سياسية و دينية بارزة من اسكتلندا و من مناطق عديدة في بريطانيا ، اضافة الى عدد من الدول الاسلامية منها : مصر و العراق و لبنان و الكويت و دول أخرى . و كان من بين هذه الشخصيات السيد الكس سالموند رئيس الحكومة المحلية في اسكتلندا ، و السيدة جوهان لامونت زعيمة حزب العمال الاسكتلندي ، و السيد آرك بيشاب ماريوجي كانتي رئيس الكنائس الكاثوليكية في اسكتلندا . هذا فضلاً عن عدد كبير من العلماء المسلمين من الشيعة و السنة ، اضافة الى شخصيات اسلامية سياسية و جامعية ملفتة .

و أوضح آية الله الاراكي قائلاً : خلال المباحثات التي أجريناها العام الماضي مع الكس سالموند رئيس الحكومة المحلية على هامش انعقاد المؤتمر الاول ، كان قد طلب منا رسمياً العمل على تدوين اطروحة لتشكيل مجلس استشاري للاديان و المذاهب ، و لحسن الحظ قد تم اعداد هذه الاطروحة قبل أشهر و عرضها على السيد سالموند .

و حول مضمون هذه الاطروحة ، قال الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : لقد عرضنا في هذه الاطروحة اسلوب التعايش الاخوي القائم على القيم الانسانية و الاخلاقية ، و التي تتطابق مع الموازين الاسلامية ، و قد حظيت لحسن الحظ بترحيب و الثناء . و هذا العام ايضاً عرضنا العديد من المقترحات خلال كلمتنا في المؤتمر منها ، الاسراع في تشكيل المجلس الاستشاري للاديان و المذاهب و تجسيده عملياً . اضافة الى التعرف على التيارات المثيرة للفتنة و محاولة الحد من تحركاتها و تأثيرها .

و في جانب آخر من حواره أشار آية الله الاراكي الى الاجتماع المشترك بين علماء الدين الشيعة و السنة في اسكتلندا ، موضحاً بان اللقاء شهد تقديم العديد من المقترحات المخلصة من قبل الحاضرين ، منها تشكيل مجالس محلية للتقريب بدافع تحقيق المزيد من التناغم و الانسجام بين المسلمين في لندن و اسكتلندا و ويلز ، و أن يضطلع كل مجلس بدوره بمثابة سواعد تنفيذية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، تهدف الى تحقيق التضامن و الانسجام بين المسلمين في هذا البلد .

كما تطرق آية الله الاراكي الى مشاركته في الملتقى الاول للتحاد العالمي للنساء المسلمات الذي اقيم في بريطانيا ، الذي حضرته شخصيات نسوية نخبوية بارزة على الصعيد العلمي و النشاط الاجتماعي و الحقوقي ، ناعتاً الملتقى بالتحرك الهام و البارز على صعيد العالم الاسلامي ، و معرباً عن أمله في أن يشكل منطلقاً لتعزيز نشاطات التجمعات النسوية للمراة المسلمة باشراف و توجيه هذا الاتحاد .

و في معرض اجابته عن سؤال حول امكانية الاستفادة من الاوضاع القانونية المتاحة في الدول الغربية ، لملاحقة القنوات الفضائية قضائياً التي تتخذ ظاهراً اسلامياً و لا تكف عن إثارة الخلافات المذهبية و تأجيج نار افتنة الطائفية ، قال آية الله الاراكي : في الحقيقة أن من جملة الموضوعات التي تم مناقشتها خلال اجتماع علماء الدين الشيعة و السنة في اسكتلندا ، كان هذا الموضوع و هو موضوع مهم للغاية . و أنا اتصور أنه لو تم ترجمة مشروع تشكيل مجالس التقريب المحلية عملياً في نقاط مختلفة من بريطانيا ، سيكون من الممكن اتخاذ خطوات قانونية مؤثرة على صعيد الملاحقة القانونية لهذه القنوات الفضائية المغرضة و المعادية .

و أخيراً لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى الجهود التي تبذل لتأسيس قناة فضائية تكرس نشاطها لنشر و ترويج ثقافة التقريب و تعزيز اواصر التضامن و الوحدة بين المسلمين ، و أوضح بأن هذا المشروع سيرى النور عن قريب بعون الله و توفيقه .