تاريخ النشر2010 31 July ساعة 12:14
رقم : 22017
حوار مع الخبير السياسي نزار حيدر

السياسة الأميركية في المنطقة ودولها

وكالة انباء التقريب (تنا) - خاص لا يشك احد أن الولايات المتحدة الأميركية احد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة بل في العالم برمته واذا لم نقل ان اميركا تتدخل في الشؤون الداخلية والسياسة الخارجية لدول المنطقة فمما لاشك فيه ان السياسة التي تمارسها واشنطن في المنطقة والقرارات التي تتخذها تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على دول المنطقة من هنا فقد اجرينا سلسلة حوارات مع الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ نزار حيدر مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن باعتباره مقيما في أميركا ومطلعا وخبيرا في الشؤون الأميركية الداخلية والخارجية وفي البداية تحدث الينا حول السياسة الأميركية في عموم المنطقة ثم عن السياسة الأميركية عن ابرز دول المنطقة بشكل مستقل:
السياسة الأميركية في المنطقة ودولها
 أولا: السياسة الأميركية في المنطقة
وحول سياسة العسكرتارية والتطرف التي مارسها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في المنطقة وشعار التغيير الذي رفعه الرئيس الأميركي الحالي باراك اوباما فهل يا ترى حدث فرق بين سياستي بوش وأوباما في المنطقة رد حيدر بالقول: بالتأكيد هناك فارق كبير في سياسة الرجلين ففي الوقت الذي كان شعار الرئيس بوش هو نشر الديمقراطية على اعتبار ان انظمتها مفرّخ للارهاب والجماعات والمدارس الارهابية
بينما تنازل الرئيس أوباما عن هذه النظرية ولم يعد مهتما كثيرا بفكرة نشر وتكريس وترسيخ الديمقراطية في المنطقة، لذلك نلاحظ حتى الملف العراقي تراجع بنسبة كبيرة من اهتمامات الادارة الأميركية الحالية. 

وبخصوص ما اذا كان بوش جادا في مشروع دمقرطة المنطقة ام انه كان يريد تحقيق أهداف أخرى من خلال الضغط على دول المنطقة بذريعة دمقرطتها لفت حيدر الى أن سياسة الدول بشكل عام تهدف الى تحقيق مصالح خاصة بها أو ما يسمى بالمصالح القومية "ولكن من خلال متابعتي لنهج بوش وقتها تولدت لي قناعة ان شخص بوش كان يرید تحقيق هذا المشروع ولكن بعد فترة من بدئ تنفيذه والذي تزامن مع سقوط النظام العراقي السابق دخلت على الخط لوبيات ومجموعات ضغط مختلفة وغيرت هذا النهج واخص بالذكر تحديدا الاسرائيليين الذين غيروا ملامح المشروع وبدأوا يضغطون باتجاهات أخرى ويبعدون المشروع عن الهدف الرئيسي له وهو ارساء الديمقراطية في المنطقة من خلال الضغط على وزارة الخارجية واجهزة
المخابرات الأميركية". 

وفيما يتعلق بوقوع الحرب الصليبية – الاسلامية التي أعلن عنها بوش هل لا يزال النهج والنظرة قائمة في الوقت الراهن أعرب حيدر عن اعتقاده بأن من يسمون بالمحافظين الجدد الذين ابعدوا في الوقت الراهن عن السلطة هؤلاء لا يزالون يؤمنون بهذا الشيء ومقتنعون بشكل كبير جدا بأن اسرائيل هي التي يجب أن تتمدد وهي التي يجب ان تحكم والعراق وغير العراق خطر على اسرائيل وغير ذلك من الكلام الذي تحدثوا عنه باستمرار ولكن بما انهم ابعدوا عن السلطة فقد انحسر تأثيرهم "نعم انهم لا يزالون ينظرون لهذه الأفكار وينشرونها ويحاولون صنع جماعة ضغط باتجاه تحقيق هذه الأفكار ولكن لا يمتلكون قوة تنفيذية كما كان في فترة بوش". 

وبخصوص ما ذكره ان سياسة اوباما تختلف عن سياسة بوش فما هي أبرز معالم هذا الاختلاف قال حيدر "نحن نعرف ان أوباما ورث مشاكل عويصة من سلفه بوش خاصة على الصعيد الداخلي وتأريخيا فان الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه اوباما معروف هنا في أميركا انه كلما وصل الى البيت الأبيض يغض النظر عن ملفات خارج الحدود (الدولية والاقليمية وما أشبه) ويكرسون كل أو جل جهدهم على الداخل الأميركي، في قضايا
التعليم والاقتصاد والصحة والأمن وما الى ذلك، وبما أن اوباما ورث مشاكل كبيرة من سلفه بوش تبدأ بالمشكلة الاقتصادية التي تكبر يوما بعد آخر ولم يلوح في الأفق لحد الآن اي حل ناجح لها ولا تنتهي بمشكلة تورطه في الحروب التي شنها بوش في افغانستان والعراق، لذلك فان أوباما مهتم بالدرجة الأولى بحل المشاكل الداخلية خاصة وان اميركا تعرضت أو كادت تتعرض لعمليات ارهابية في عقر دارها الأمر الذي يتعارض مع ما كان يقوله بوش بان الهدف من الحروب التي شنها هو ابعاد شبح الارهاب عن اميركا، لذلك فان انشغال اوباما بالقضايا الداخلية لن تمنحه فرصة للاهتمام بالقضايا الدولية".
وحول سياسة التغيير ايضا لأوباما فيبدو انها لا تطال الجرائم والمجازر التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والتهديدات التي يطلقها ضد دول المنطقة رد حيدر بالقول: "الأميركيون عندما يريدون وضع صفة لدولة قريبة الى أميركا يقولون أنها الولاية الواحد والخمسين لأميركا تعبيرا عن العلاقة الحميمة بين تلك الدولة وأميركا ولكن عندما يتحدثون عن اسرائيل يقولون أن اميركا ولاية في اسرائيل، فاللوبي الصهيوني يسيطر بشكل كامل على كل مناحي الحياة في اميركا سواء السياسات الداخلية أو الخارجية،
وللانصاف اقول أن الرئيس اوباما سعى لاحداث بعض التغيير في هذه العلاقة وكلنا نتذكر كيف ان العلاقة بينه وبين الاسرائيليين مرت بحالة من التشنج والجمود والاثارات الاعلامية على الأقل وحاول ان يضغط على الحكومة الاسرائيلية في بعض سياساتها خاصة في موضوع الاستيطان وما أشبه لكنه جوبه بردة فعل لم يكن ربما يتوقعها ليس من اسرائيل وانما حتى من هنا في الولايات المتحدة الأميركية لذلك تراجع ثم استقبل رئيس وزراء اسرائيل في لقاء مطول وصف بالحميم". 

واستبعد حيدر حدوث تغيير في السياسة الأميركية تجاه اسرائيل ويعود ذلك لأسباب كثيرة احدها سيطرة اللوبي الصهيوني وهناك سبب آخر لهذه السياسة هو غياب اللوبي العربي والاسلامي ان صح التعبير لذلك فان اميركا لا تجد امامها سوى اسرائيل وعندما تحاور اسرائيل اميركا فانها تحاورها الند للند بينما يأتي مسؤولو دول المنطقة الى اميركا منبطحون وقبل أن يأتوا الى اميركيا يبعثون برسائل يعربون خلالها عن استعدادهم الكامل لتنفيذ ما تطلبه منهم الادارة الأميركية "لذلك لا تلمس الادارة الأميركية هنا من العرب وقادة البلدان الاسلامية ممانعة او حوار او نقاش فلماذا تهتم بهم ولماذا تتنازل لم او تدافع عنهم". 

وسألنا حيدر بأنه هذا سلوك أميركا تجاه حكومات المنطقة وماذا بالنسبة للشعوب الا تولي الادارة
اهمية لمشاعر ومواقف شعوب المنطقة التي تزداد يوما بعد آخر بغضا لأميركا نتيجة انحيازها لاسرائيل؟ فاجاب: حاول اوباما ان ينفتح على شعوب المنطقة ويتحدث معهم مباشرة وقد خطى خطوتين تجاه ذلك بزيارته لتركيا ومصر فقد وجه خطابه بشكل مباشر الى شعوب المنطقة كما انه يوجه بين فترة واخرى من اميركا خطابا للمسلمين ولكن هذا لا يكفي فطبيعة الحكم القائم في بلدان المنطقة لا تسمح باقامة علاقة مباشرة والاتصال مع الشعوب فعلى سبيل المثال ليس هناك منظمات مجتمع مدني حقيقية أو شخصيات سياسية وفكرية منفصلة عن الأنظمة لتتحدث اليها الادارة الأميركية او المؤسسات الأميركية، اضافة الى ذلك فان الحكومات الأميركية المتعاقبة اعتادت على دعم اسرائيل والحكومات الديكتاتورية في المنطقة مما أثر على سمعة أميركا بين شعوب المنطقة وتسبب بالقطيعة بين هذه الشعوب والادارات الأميركية المتعاقبة.
https://taghribnews.com/vdcd5z0x.yt0xf6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز