تاريخ النشر2010 21 August ساعة 11:36
رقم : 23929
مسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني لوكالة أنباء التقريب (تنا):

ايران تؤمن بامكانية ايجاد تركيبة اسلامية كالاتحاد الأوروبي

الاختلافات بين الدول الاسلامية لم تصل الى مستوى الخلافات الأوروبية ولم تندلع حرب بين الدول الاسلامية كالحربين العالميتين
علي باقري
علي باقري



خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) – طهران
ربما لا يرى البعض أن اثارة الخلافات المذهبية والطائفية سواء الداخلية أو بين الدول تؤثر بصورة مباشرة على الأمن القومي للبلدان وتخل باستقرارها بل وتجعلها على شفا الحرب سواء الأهلية أو مع سائر الدول، بل يعتقدون عكس ذلك ولا يرون انهم يثيرون الخلافات وانما يسعون الى توعية الأمة ورفع مستوى ثقافتها، وحول مدى ارتباط القضايا المذهبية بالأمن القومي والاقليمي للدول اجرينا الحوار التالي مع الدكتور علي باقري مساعد الشؤون الدولية للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، وسألنا باقري حول مدى تأثير الانسجام بين الدول الاسلامية على استقرارها السياسي والأمني فاجاب: 

تؤمن الجمهورية الاسلامية بنظرية (ولاشك أنها لم تخرج عن اطار النظرية رغم انه يمكن تفعيلها وتنفيذها) وهي أنه يمكن ايجاد تركيبة بين الدول الاسلامية كالتركيبة القائمة في أوروبا، فعندما تسافر الى أوروبا وتنتقل من بلد الى آخر لا تلتفت الى أنك اجتزت الحدود ولكن عندما تراجع تاريخ البلدان الأوروبية بل وحتى تاريخهم
المعاصر فستجد بحرا من الخلافات ولم تكن الخلافات بسيطة والنزاعات طفيفة بين المانيا وفرنسا بل حرب اشعلت العالم كله خاصة وان الحرب العالمية الأولى والثانية وقعت بين الدول الأوروبية، هذا بينما الاختلافات بين الدول الاسلامية لم تصل الى مستوى الخلافات الأوروبية ولم تندلع حرب بين الدول الاسلامية كالحربين العالميتين والجمهورية الاسلامية تؤمن بأنه يمكن ايجاد أجواء بين الدول الاسلامية كالأجواء بين الدول الأوروبية، فأوروبا التي وصلت خلافاتها الى حرب طاحنة نجحت في الاتحاد بينها بينما لا توجد خلافات كبيرة بين الدول الاسلامية مشيرا على سبيل المثال توافد الزوار الايرانيين على العراق والعراقيين على ايران ولا يشعر الايراني ولا العراقي بأنه يزور بلدا عدوا رغم أن الشعبين خاضا حربا استمرت ٨ سنوات، وهذا الشعور لم يتولد بعد سقوط النظام العراقي السابق وانما كان الايرانيون يشعرون بذلك حتى عندما كانوا يزورن العراق بعد الحرب وفي عهد النظام السابق. 

ودعا باقري الى ضرورة أن يصل الانسجام والعلاقة بين الدول الاسلامية الى مستوى أن يتنقل الايراني الى العراق والى الكويت والى سائر الدول الاسلامية وكذلك الحال ان يتنقل المسلمون بين الدول الاسلامية دون أن تواجههم حدود أو عراقيل او تأشيرات،
وهذا ليس مستحيلا بل يمكن تنفيذه وآليات تنفيذه موجودة فعلى سبيل المثال فان الدول الاسلامية ارتبطت فيما بينها نتيجة المصالح الاقتصادية المشتركة كوجود النفط والطاقة في هذه الدول، وهناك الكثير من القضايا التي تشترك فيها الدول الاسلامية وتكون احدى ركائز الوحدة والانسجام بينها الأمر الذي يخدم بشكل مباشر مصالح هذه الدول كلها كما انه ينعكس بشكل ايجابي على استقرار المنطقة والسلام العالمي "والتحرك بهذا الاتجاه ليس مستحيلا ومع أنه يبدو أمرا صعبا مع الظروف الحالية ولكن لو قمنا بتهيئة الأرضية لذلك وهي المهمة التي تقع على عاتق الجميع بما فيهم وسائل الاعلام التي تسعى الى التقريب بين الرأي العام لدول المنطقة عندها يمكن أن يولد مثل هذا المشروع". 

ونبه باقري الى أن التقارب بين المذاهب الاسلامية لا يدخل ضمن نطاق مسؤوليات المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني الا أن كافة أركان نظام الجمهورية الاسلامية تؤمن بشدة بضرورة الانسجام بين الدول الاسلامية وان ايران لا تؤمن بذلك وحسب بل أنها تتحرك نحو ذلك وقطعت خطوات كثيرة بهذا الخصوص "ولا أريد المبالغة في هذا الموضوع ولا تضليل الرأي العام الا أن هناك العديد من الدول تؤمن بهذه النظرية الا أنه ينبغي قطع الخطوات اللازمة لذلك من بينها اقناع الرأي العام في المنطقة بهذه الفكرة ليتبناها ويطالب بتنفيذها. 

وبخصوص الذين
يحاولون اثارة الخلافات الطائفية هل أن المجلس وضع قوانين بهذا الشأن؟ اجاب باقري بأنه لا توجد قوانين تتطرق الى القضايا بالتفصيل او انها تستهدف فئة أو قومية أو مذهب خاص وانما هناك قوانين عامة تمنع اثارة النعرات القومية والطائفية وتعاقب كل من يقوم بها سواء وسيلة اعلامية أو مؤسسة معينة وغير ذلك. 

وحول طبيعة العلاقة القائمة بين ايران والسعودية ومصر مع الأخذ بنظر الاعتبار ان البلدان الثلاثة تمثل ثلاثة مذاهب كبرى في العالم الاسلامي قال باقري: ان هذه من مسلمات مطالب العالم الاسلامي و هي الدعوة الى توثيق وتوطيد العلاقة بين كبريات الدول الاسلامية التي تملك تأثيرا ونفوذا في العالم الاسلامي ولدى الجمهورية الاسلامية ارادة راسخة لبلورة مثل هذه الفكرة وقد قدمت مقترحات بهذا الخصوص ولكن للأسف فان قوى الهيمنة تسعى للحؤول دون تقارب الدول الاسلامية بل تثير الخلافات بينها، ولكن عندما تعقد اجتماعات مشتركة بين الدول الاسلامية لا نرى وجود لمثل هذه الخلافات والانقسامات. 

وبشأن تفعيل دور منظمة المؤتمر الاسلامي قال باقري: وقعت مستجدات وأحداث كثيرة تستوجب تفعيل دور منظمة المؤتمر الاسلامي منوها الى أن الكيان الصهيوني شن حربا همجية استمرت ٢٢ ضد غزة لأجل لا شيء، بينما تبلور فكرة تأسيس منظمة المؤتمر على اساس التصدي للعدوان الصهيوني وأعتقد أن أحدى وسائل تفعيل المنظمة هو أن يجعل الخطر الاسرائيلي في مقدمة الأخطار التي توجه العالم الاسلامي وأن
يتم تعبأة الرأي العام في العام الاسلامي نحو هذا الخطر، اننا نرى أن بعض الدول الاسلامية التي لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني لم تقدم على أية خطوة تجاه هذه العلاقة عندما ارتكب الكيان الصهيوني مجازر ضد الفلسطينيين خلال حربه ضد غزة بينما فنزويلا تقوم بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني على الرغم من أن هذا البلد ليس مسلما ولا ندري ان كان فيه مسلمين او لا.
 
وأضاف: لقد أقدمت الجمهورية الاسلامية على خطوتين في هذا الصدد فقامت بشكل منفرد باثارة المجازر والانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين في المنظمات الدولية كما انها سلطت الضوء على الترسانة النووية التي يمتلكها هذا الكيان، أما الخطوة الثانية فهي تحركات الجمهورية الاسلامية في منظمة المؤتمر الاسلامي التي تصب في أغلبها في اطار التصدي لجرائم وممارسات الكيان الصهيوني، ولكن هل تكفي هذه التحركات والخطوات؟ بالطبع كلا، وأشار باقري الى أن الجهود التي بذلتها ايران وقطر وسوريا حركت المجتمع الدولي والرأي العام العالمي كله وتساءل فما بالك اذا كانت كل الدول تحركت، ومما لاشك فيه أن تأثير ذلك سيتضاعف اذا ادرج ضمن جدول اعمال منظمة المؤتمر الاسلامي، وأعرب عن اعتقاده بأن وسائل اعلام الدول الاسلامية بامكانها أن تلعب دورا مؤثرا بهذا الخصوص.
اجرى الحوار: صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcgyy9x.ak9wx4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز