أجرى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) مقابلة مع الشيخ محمد خير الطرشان إمام وخطيب جامع العثمان بدمشق وأستاذ القضايا الفكرية المعاصرة في مجمع الفتح الإسلامي وسأله عن رأيه في فتوى سماحة آية الله القائد السيد علي الخامنئي حول تحريم الإساءة إلى أمهات المؤمنين ورموز أهل السنة ، فأجاب قائلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص) وبعد إن الفتوى التي أصدرها سماحة السيد علي الخامنئي بتحريم الإساة إلى الصحابة (رض) أو المساس بأمهات المؤمنين زوجات رسول الله (ص) صدرت في التوقيت المناسب لتقطع الشك باليقين وتضع حداً لنشوء الفتنة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، وهي تدل على فهم عميق لخطورة ما يقوم به بعض مروجي الفتن في الأمة ممن يحرصون على تمزيق وحدتها وتشتيت شملها وهم أهل البدع والأهواء والشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة ،لقد جاءت هذه الفتوى لتعبر عن حرصٍ على وحدة المسلمين وتماسك صفوفهم ولتحذر من أسباب الفرقة بينهم ،وتكمن أهميتها كونها صادرة عن عالم من كبار علماء المسلمين ومن أبرز مراجع الشيعة وباعتباره المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية , فيعد كلامه قطعاً للفتنة ووضعاً لحد كبير من تمزق المسلمين في فتن لا تحسب عقباها، وأرى أن واجب الإعلام اليوم بعد صدرو هذه الفتوى أن يحذر من الإنجرار وراء دعوات غربية أو صهيونية للإيقاع بين المسلمين ، فبعض الفضائيات و التي انتشرت كالنار في الهشيم في الخارطة الإعلامية العربية أصبحت مقززة ومنحرفة إلى أبعد الحدود وهي تتبادل المهاترات وتثير النعرات المذهبية والطائفية في فضاء الأمة الإسلامية ، وبدلاً من أن تصب في سياق الحض على وحدة المسلمين وهداية الناس وتقديم الإسلام الحضاري في أبهى صوره،إنحرفت باتجاه نشر الكراهية والبغضاء والطائفية والعنصرية، أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الأمة وأن يبعد عن صفوفها أسباب الفرقة والتمزيق وأن يكلل جهود القائمين على التقريب بيننا بالتوفيق والسداد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
