شيخ الأزهر: أرفض لقاء أيً من رموز إسرائيل .. والمتطرفون مرجعيتهم "فقهاء البادية"
وكالة أنباء التقريب (تنا)
وقال: "أنا لن استطيع أن استقبل الحاخامات ولن أصافح رئيس إسرائيل شمعون بيريز أو من ينوب عنه في أي تواجد له بالمحافل الدولية سواء بالداخل او بالخارج، ولا أن أتواجد معه في مكان واحد".
شارک :
أوضح شيخ الأزهر: "إن موقفي هذا من بيريز ليس لأنه يهودي، ولكن لأنه أحد الذين خططوا لعدوان إسرائيل الصارخ على الشعب الفلسطيني والاستيلاء على القدس التي هي واحدة من أهم المقدسات الإسلامية التي أشعر بقيمتها الهائلة".
وتابع "ولو أنني صافحته فسوف أحقق له مكسبا لأن المعنى أن الأزهر صافح إسرائيل، وسيكون ذلك خصما من رصيدي وخصما من رصيد الأزهر، لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات وهو أمر لا أقره إلا أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة".
وذكرت تقارير صحفية أن مسؤولين بارزين كانوا يعدون العدة من أجل إقناع الشيخ الطيب بالسير على هدي سلفه الشيخ محمد سيد طنطاوي رئيس الأزهر السابق والذي كان يفتح ذراعيه مرحباً بالمسؤولين الإسرائيليين وسبق وتعرض لهجوم واسع حينما اتهم بالتطبيع مع إسرائيل حينما صافح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز غير أنه نفى فيما بعد علمه به وأن لو عرفه لما أقدم على ذلك. غير أن الطيب الذي يصغر طنطاوي بنحو عقدين من الزمن يبدو حجر عثرة في وجه نظام الحكم الذي يضع مرضاة الإسرائيليين على قائمة اولوياته.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أن الإسلام دين الوسطية (العدل)، وأن هذه الوسطية ليست وسطية أرسطو الذي يعتبر الفضيلة وسطا بين رذيلتين، ولا هي وسطية رياضية أو حسابية، وإنما هي وسطية أخلاقية اجتماعية كونية تنظر إلى الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين.
وحذر الطيب من صعود دور جماعات المتطرفين التي انتشرت في أرجاء كثيرة من العالم العربي، لافتا إلى أن هذه الجماعات تستقي فكرها من فقهاء البادية وتتهم الجميع بالكفر وتسعى إلى نشر الخراب والفتنة في العالم الإسلامي باسم الصحوة الإسلامية المقبلة خدمة لمصالح من يريدون أن يظل العالم الإسلامي مهمشا منقسما على نفسه بعيدا عن صحيح الدين الحنيف غارقا في الجهل والتخلف. ولفت شيخ الأزهر إلى أن السبب الرئيسي في تنامي دور هذه الجماعات هو انحسار دور الأزهر وتعطل رسالته في أن يكون منارة الإسلام المعتدل والمرجعية الأساسية لوسطية الدين الحنيف حيث تم حصاره كي لا يكون فعالاً في اداء الرسالة التي من أجلها أنشئ.
وقد رحب رموز المعارضة المصرية بقرار الطيب معتبرين إياه خطوة شديدة الأهمية في طريق عودة الأزهر لدوره الرائد في مجال المقاومة والدعوة للنضال ضد المحتل الإسرائيلي والإنتقال من خندق المهادنين وفريق ما يعرف بتيار الاعتدال إلى خندق المجاهدين في سبيل الله الذين يسقطون حسابات السياسة التي أوردت الأمة إلى المهالك والعودة للطريق الصحيح.
وحول ما يردده الغرب بأن الإسلام انتشر بحد السيف، أجاب شيخ الأزهر قائلا: "ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها على العالم بحد السيف"، مشيرا إلى أن الإسلام يحض المسلم على أن يكون قويا قادرا على الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه لكنه لا يحرضه على العدوان على الآخر.