ناشط سياسي عراقي : امريكا تضغط لترشيح العبادي والمرجعية ترفض
تنا - خاص
أكد الناشط السياسي والاستاذ في جامعة البصرة سالم العقابي ان الولايات المتحدة تضغط على بعض الشخصيات والاحزاب الشيعية والسنية والكردية لتسمية حيدر العبادي لولاية ثانية بينما المرجعية الدينية لها راي اخر وتطالب بان يكون من يتسلم هذا المنصب من غير السياسيين اللذين مارسو السلطة واثبتوا فشلهم في كافة مفاصيل الحكم .
شارک :
بعد العملية السياسية الناجحة التي اجريت في العراق من خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة وصعود الاحزاب والتحالفات الشيعية في صدارة هذه الانتخابات وحصولهم على اغلبية المقاعد ، وبعد ان تأمل المواطن العراقي على تشكيل برلمان وحكومة قويتان لحل معظم ازماته الاقتصادية والخدمية والامنية ، ظهرت الخلافات بين التحالفات وكافة المكونات الشيعية والسنية والكردية في عملية انتخاب القيادة الجديدة مما اثر على الشارع العراقي بشكل سلبي ووفر الارضية المناسبة للمتربصين بهذه الارض المباركة وهذا الشعب المقاوم لبث سمومهم الفتنوية وتشديد هذه الخلافات واستغلالها لاثارة الاضطرابات هنا وهناك وخاصة ما جرى في البصرة بذريعة تولث مياه الشرب ، وتقسيم العراق في النهاية .
ولمعرفة اسباب إستمرار الخلافات وفشل تشكيل الكتلة النيابية الاكبر لحسم تسمية الحكومة المقبلة وماذا وراء احداث البصرة المؤلمة ، تحدثنا مع الاستاذ في كلية الاداب في جامعة البصرة ، والناشط السياسي الدكتور سالم العقابي حول اهم الازمة التي يمر بها العراق اليوم .
تشكيل الكتلة الاكبر والضغوط على التحالفات
حول هذا الموضوع يرى الاستاذ العقابي ان هناك سببين في تأخير تسمية رئيس الوزراء وولادة الحكومة المقبلة :
السبب الاول يتمثل في الصراعات والخلافات بين التحالفات الشيعية وكذلك السنية والكردية لتسمية رئيس الوزراء الشيعي ورئيس البرلمان السني ورئيس الجمهورية الكردي .
السبب الثاني والاهم هو ضغوطات الادارة الامريكية على بعض التحالفات والاحزاب خاصة السنية منها بهدف عدم تعاونها وتحالفها مع بعض الكتل والشخصيات الشيعية حسب ما كشفه القيادي السني محمود المشهداني بان السفير الامريكي يجري ضغوطات على بعض الشخصيات السنية لعدم التعاون مع بعض الاحزاب الشيعية واجبارها على التعاون والتحالف مع بعض الشخصيات والكتل النيابية التي ترغبها الادارة الامريكية مما ادى الى تذمّر السياسيين من هذه الضغوطات والظروف الحالية .
واكد العقابي ان في مثل هذه الظروف من الطبيعي ان تتأخر عملية انتخاب الكتلة البرلمانية الاكبر وتسمية رئيس الوزراء وتشكيل الكابينة الجديدة .
المرجعية الدينية وتسمية رئيس الحكومة
واما عن دور المرجعية الدينية لحسم هذه الازمة وترشيح رئيس الوزراء المقبل ، اشار الناشط السياسي والاجتماعي سالم العقابي الى الدور الايجابي والبناء الذي لعبته المرجعية الدينية لحلحة كثير من الازمات السياسية والخدمية التي مرت على البلاد كان اهمها فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي .
اما في خصوص تسمية رئيس الحكومة المقبل يقول العقابي ان رأي المرجعية كما جاء على لسان ممثليه هو ان رئيس الوزراء يجب ان يكون من غير السياسيين اللذين مارسو السلطة خاصة اولائك اللذين ثبت فشلهم في ادارة البلد على مستوى جميع مفاصل الحكومة ، او اللذين كانت لهم مسؤولية في الملفات الخدمية والامنية لان المرجعية حسب ما لفت اليه العقابي ترى انه يجب المحافظة على مكاسب الانجاز الكبير الذي حصل في العملية السياسية الاخيرة اي الانتخابات البرلمانية وان تكون الحكومة المقبلة مؤهلة وحريصة على تقديم افضل الخدمات في المجال الاقتصادي والامني ومحاربة الفساد وعدم تكرار السياسسات الماضية .
وبهذه المواصفات اصبح واضحاً موقف المرجع السيد السيستاني حول مستقبل رئيس الحكومة المقبلة ، حسب ما اوضحه الناشط السياسي سالم العقابي هو ان يكون رئيس الوزراء المقبل رجل محترف وشجاع وقوي ، الى جانب تأكيد المرجعية بان لا يتسلم هذا المنصب من اللذين تم تجريبهم في الماضي حسب ما جاء على لسان ممثيله في كربلاء والنجف .
التدخل الامريكي في العملية السياسية
وكما اشار الدكتور العقابي ان احد اسباب تأخير تشكيل الكتلة الاكبر وتسمية رئيس الحكومة وباقي رئاسات السلطة التشريعية ورئاسة الجمهورية هو التدخل السافر والعلني للولايات المتحدة على اساس توجهاتها العدوانية تجاه النظام العراقي الجديد من خلال ايجاد شرخ في الصف الشيعي وحتى في الصف السني وكسب بعض الوجوه والاحزاب الشيعية الى محورها وحتى انها تحاول ايجاد خلاف وانشقاق داخل الحزب الواحد .
وشدد العقابي ان الهدف الامريكي من التدخل في العلمية السياسية ومحاولاته لتقريب بعض الاحزاب والوجوه الشيعية كانت او السنية الى محوره هو مواجهة الاحزاب التي تدور حول محور المقاومة والقريبة الى الجمهورية الاسلامية في مواقفها واهدافها ، مشيراً ان سبب الغضب الامريكي وسخطه من هذا المحور هو اتساع جغرافية حلفاء هذا المحور في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين ولهذا تسعى الادارة الامريكية ان تخلق انقساما في الصف الشيعي وان تضغط على الاحزاب والشخصيات القريبة لسياستها لترشيح العبادي لولاية ثانية على الرغم من موقف المرجعية الواضح ومعارضة كثير من الاحزاب والتكتلات النيابية على ترشيح العبادي لولاية ثانية .
تأثيرالخلافات على الشارع العراقي
ويرى الناشط السياسي والاجتماعي واستاذ جامعة البصرة ان من العوامل التي ادت الى احباط ويأس المواطن العراقي من نخبه واحزابه السياسية هو سوء الخدمات وتشري الفساد الاداري والمالي وكذلك الخلافات التي ظهرت بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة خاصة بين التحالفات الشيعية ، حيث اصاب الشارع العراقي بخيبة امل بشخصياته السياسية حيث كانت من نتائج هذا الاحباط هو المشاركة الضئيلة في الانتخابات الاخيرة نسبة للانتخابات الماضية .
فتنة البصرة
وحول ما جرى في البصرة بعد الاحتجاجات السلمية من اضطرابات وشغب وتجاوز على الممتلكات العامة وخاصة القنصلية الايرانية ومقرات الحشد الشعبي ومظاهر الجهاد والمقاومة اوضح الاستاذ العقابي ان البصرة وبنفوسها الاربعة ملايين تمتاز بمكانة خاصة اقتصاديا واجتماعيا حيث الولاء للمرجعية الدينية والحشد الشعبي ومورادها النفطية التي تغذي 90% من ميزانية الحكومة .
ويرى العقابي ان تلوث مياه الشرب وتشري البطالة في هذه المدينة العريقة والتي تعتبر العمود الفقري لاقتصاد العراق وخروج المظاهرات السلمية التي طالبت بتحسين الخدمات ، استغلها الاعلام السعودي والصهيوني وبالطبع الامريكي الذي حاول منذ اجتياحه للعراق تقسيم هذا البلد الى دويلات طائفية وعرقية ، استغل غضب الشارع البصراوي ليرسخ الخلافات والانقسامات ويدس عملائه وسط هذه المظاهرات لتحريف مسرها السلمي ويثير الاحقاد خاصة ضد محور المقاومة والجمهورية الاسلامية الايرانية ، لاعداد الارضية المناسبة لفرض املاءاته وضغوطه على الشخصيات والتكتلات النيابية الشيعية والسنية والكردية لتسمية حيدر العبادي لولاية ثانية .
وینصح هذا الاستاذ الجامعي العبادي بان لا يراهن على الدعم الامريكي له ، لان المخطط الامريكي بالنسبة للعراق وهو تقسيمه وإضعافه ، ولأن نفس هذا المخطط فشل في سوريا واليمن .
وفي الختام يعتقد انه لربما تصل ازمة ترشيح رئيس الحكومة العراقية الى مفاوضات بين الدول ذات النفوذ في الساحة العراقية اي الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة للخروج بتسوية ترضي الجميع ويلبي شروط المرجعية بان يكون رئيس الحكومة المقبل رجل قوي وشجاع ويتعهد بمكافحة الفساد والنهوض بالعراق من جديد وان يكون من غير السياسيين اللذين تم تجريبهم .