يجب على المفتي الاسلامي ان تكون لديه المعرفة الفقهية والمؤهلات العلمية اللازمة وان يكون واعيا بشؤون المجتمع ليتمكن من اصدار الفتاوي الموضوعية وفقا لمتطلبات الواقع الاسلامي.
شارک :
في حوار خاص مع وكالـة انبـاء التقريـب(تنـا)، اكد اية الله الشيخ محمد علي التسخيري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على ان مؤتمر الوحدة الاسلامية في دورته الرابعة والعشرين سيتناول اهم القضايا الخاصة باصدار الفتوى في العالم الاسلامي وهي"اهمية الفتوى عند المسلمين وضرورة الإلتزام بالضوابط المحددة والموضوعية حسب الواقع الذي يعيشه المسلمون عند اصدار الفتوى".
وردا على سؤال حول ضرورة الفتوى ومكانتها والاثار المترتبة عليها قال سماحته: ان الفتوى تصدر نتيجة عملية الاجتهاد وتكشف عن اراء اسلامية تخصصية حول الشؤون المختلفة وهي قضية مهمة جدا في الشريعة الاسلامية، وعليه ينبغي للمجتهد ان يكون جامعا للشروط والمتطلبات المحددة لاصدار الفتوى وان يتمسك بها، كما يمكن لرجال الدين الذين لم يصلوا الى مرحلة الاجتهاد القيام بنقل الفتاوي الصادرة ولكن حسب الشروط الخاصة بها.
واشار الشيخ التسخيري الى الطرق التي سلكها العلماء الماضون في اصدار الفتوى، منوها الى ان تلك السبل لم تتغير في وقتنا الحاضر وانما نظرا للتغيير الحاصل في الظروف المعيشية والتطور التقني يجب على المفتي مراعات هذا التغيير في الوقت الراهن وان تكون لديه المعرفة اللازمة بما يدور حوله عند القيام باصدار الفتاوي، لتكون الفتوى اقرب الى الواقع الذي يعيشه المسلمون وتعطي ثمارها المرجوة.
وأكد اية الله التسخيري ان في المذهب الشيعي توجد ضوابط واطر خاصة يجب على المفتي والمرجع الديني الالتزام بها عند اصدار الفتاوي، وهناك توجه لدى اخواننا السنة لتحديد قاعدة معينة يلتزم بها كافة اصحاب الفتاوي، ولذلك بادروا بإقامة المؤتمرات والندوات التخصصية لصدور القرارات اللازمة في هذا الشأن.
وذكر التسخيري اهم الاسس الصحيحة في اصدار الفتاوي الدينية وهي: - عدم السماح باصدار الفتاوي لغير المؤهلين وتخصيص هذا الامر بالعلماء الذين حازوا على الشروط والمتطلبات المحددة من قبل الشارع الاسلامي. - السعي لاصدار فتاوي مشتركة ناتجة عن الاجتهاد الجماعي. - تعزيز الجهود والنشاطات من قبل المؤسسات الدينية الشهيرة لتكون في متناول الناس من اجل تسهيل مراجعتهم اليها في مسائلهم الشرعية.
وتابع سماحته: اذا التزم المجتهدون والعلماء بالموازين والشروط المحددة لاصدار الفتاوي الدينية، وحصلت عندهم المؤهلات الخاصة كالعلم والمعرفة بالاحكام الشرعية والقضايا الموضوعية واستشارة المتخصصين واهل الخبرة، عندها سيتمكن العلماء من وضع انضباطية لعملية الافتاء على صعيد العالم الاسلامي.
واشار الى ضرورة الاهتمام بالاجتهاد الجماعي في بعض الاحيان كما ينبغي اتباع آراء "ولي امر المسلمين" خاصة في القضايا الاساسية والمهمة التي تخص الامة الاسلامية باسرها.
واستدل التسخيري بالاية القرانية: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣]. مؤكدا على ان شروط الافتاء في الشريعة الاسلامية قد تحددت بناء على تعاليم القرآن الكريم والعقل السليم. وعلى صعيد اخر تحدث الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، عن اهم الآليات لإرساء ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية وتحقيق اهدافه على الصعيد العالمي واختصرها في مايلي: ١- توحيد عملية الاستدلال الفقهي عن طريق تكريس المواضيع الأصولية بين العلماء والمؤسسات الدينية. ٢- الترويج لـ "علم الخلاف" واصوله بين العلماء. ٣- الدعوة الى الحوار المنطقي القرآني. ٤- التعرف على معالم واراء كل مذهب بالرجوع الى افكار علماء ذات المذهب وكتبهم وليس ما ينقله الاخرون عنهم. ٥- تعزيز المساحات المشتركة بين المذاهب والسعي لتوسيع نطاقها. ٦- الدعوة الى الاجتهاد الجماعي بمشاركة العلماء من كافة المذاهب الاسلامية.