على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية
نائب مفتي المسلمين السابق في اليونان لـ (تنا): الاختلاف بين المذاهب أمر طبيعي
تنا- خاص
قال الداعية الاسلامي الشيخ يشار شريف نائب المفتي السابق للمسلمين في اليونان عضو الهيئة العلمية في جامعة ارسطو باليونان، إن الاختلاف بين المذاهب أمر طبيعي.
شارک :
وأوضح الشيخ شريف في حوار خاص أجرته وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران، بأن الحياة مليئة بالاختلافات، واحيانا الانسان يختلف مع أخيه أو مع أبنائه أو زوجته ، بل حتى الأنبياء كان لديهم مشاكل مع أقرب الناس اليهم، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين السني والشيعي، ولا ينبغي أن يتطور الاختلاف الى خلاف وصراع وحروب ومشاكل.
وحول المسؤول عن اذكاء الخلافات والمشاكل وأحيانا الصراع بين المسلمين، لفت الشيخ شريف الى أنه من السهل جدا القاء اللائمة على الآخر، موضحا بأن المسلمين لو أغلقوا جميع منافذ الخلافات والمشاكل بينهم فلن يكون بوسع أحد فتحها، وقال: اذا وفرنا الفرصة للاخر بالتدخل فمن الطبيعي ان الآخر سيتدخل.
وأردف قائلا، ان عقد المؤتمرات كمؤتمر الوحدة الاسلامية يسهم في تجسير الهوة والخلافات بين المسلمين والقضاء عليها، خاصة وأن هناك مشاكل أعظم وأكبر من الخلافات الفقهية والطائفية، ففي بلداننا يتأثر شباب المسلمين بالأفكار والسلوكيات المنحرفة ويقعون فريسة المغريات الشيطانية، وهذه من الأولويات التي ينبغي الاهتمام بها.
وفيما يتعلق بمشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية، نوه الشيخ شريف الى أن أوضاع الأمة الاسلامية بلغت حدا، انه حتى لو وجدنا أي ضوء لانقاذ الوضع فاننا نمد ايدينا له، ولذلك فاننا نشارك وبقوة في مثل هكذا مؤتمرات، ونبدي فيها آراءنا بما يتفق مع روح الشريعة الاسلامية، ونحاول أن نقدم تجاربنا في الدول التي نعيشها، لعلها تكون حلقة مع سائر الحلقات التي تسعى الى ايجاد حلول لمشاكل هذه الأمة، وبكلمة فانه يتعين علينا أن نقدم ما نقدر عليه والله هو المسدد وهو الموفق.
وحول أولئك الذين يشككون بجدوى عقد مثل هذه المؤتمرات، خاصة مع وجود الجماعات التكفيرية والارهابية وانتشارها في بعض الدول الاسلامية، شدد الشيخ شريف على أن مثل هؤلاء موجودون في جميع العصور والأزمنة، وأن السابقين لهؤلاء تصدوا أيضا لأية مساع وتحركات جرت آنذاك وكانت ترمي الى رأب صدع الأمة الاسلامية، ومع ذلك فان تلك المساعي والجهود أثمرت.
واوضح الشريف قائلا: اننا أيضا نسير على نهج السابقين ونبذل ما بوسعنا في هذا الطريق، ولاينبغي أن نتهاون في أي جهد يؤدي الى ايقاف النزيف والمشاكل والصراعات، واننا هنا في المؤتمر نناقش التحديات والمشاكل ونسعى الى وضع الحلول لها، خاصة وان الاسلام جاء لكل البشرية، وسعى ويسعى الى اخراج الناس من الظلمات الى النور، وهذه ليست نظريات وانما وقائع حدثت في مراحل عديدة من التاريخ الاسلامي.
واضاف: اننا نتبع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اشاد النبي بحلف الفضول (الدفاع عمن يقع عليه الظلم في مكة المكرمة) على الرغم من ان التوقيع عليه كان قبل الاسلام، وبلغت اشادته به حتى نقل عنه انه قال، لو دعيت اليه لأجبت، فهذه هي مهمة السائرين على نهج النبي فهم يدافعون عن المظلومين أينما كانوا، ومن الطبيعي أن يكون هناك من يشكك ويعترض ويتصدى ويوجه الاتهامات للجهود الخيرة التي تسعى لاصلاح أوضاع الأمة.
وبخصوص اتهام ايران بنشر التشيع، لفت الشيخ شريف الى ان مهمة علماء الدين هي ارشاد الناس الى تعاليم الدين وتبيين الاسلام لهم، وليس من مهمتهم هي ارغام الناس على اعتناق الدين أو مذهب ما، وانما عرض الاسلام وتعاليمه عليهم، فمن كان الله يريد توفيقه فسيهديه للاسلام، "اذا كان ذلك ديدنا مع النصراني وغير المسلم فكيف مع المسلم؟ فمن باب الأولى هو عدم التدخل فيما يؤمن به الشيعي أو السني".
وتابع قائلا: لحسن الحظ فإن أهل السنة والجماعة يعتبرون الشيعة من أهل قبلة وانهم يؤمنون بالله والكتاب والسنة، وبالتالي فان الذي يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وربما هناك دوافع أخرى من اثارة مثل هذه القضايا.
وبشأن أوضاع المسلمين في اليونان، أشار الى أن المسلمين في اليونان ينقسمون الى قسمين، القسم الأول هم أولئك الذين بقوا في اليونان بعد استقلالها من الحكم العثماني، والقسم الثاني هم أولئك الذين جاؤوا من سائر البلدان الاسلامية وهاجروا الى اليونان، والقسم الأول يقطنون في المناطق الشمالية المحاذية لتركيا وبحر ايجة، وهؤلاء يتمتعون بقوانين وأنظمة خاصة بهم، فلديهم المدارس والمناهج الاسلامية والمساجد وقرى بأكملها مسلمة وتقام فيها الصلوات وتنطلق أصوات الأذان من مكبرات جوامعها، كما لدى هذه المناطق دار افتاء، ويتم تنفيذ الاحكام الاسلامية في الأحوال الشخصية، كالزواج والطلاق والميراث.
ولفت الى أن المسلمين الذين يعيشون في مناطق أخرى غير هذه المناطق، وهؤلاء اما من المهاجرين من سائر البلدان الاسلامية أو المسلمين الذين كانوا يعيشون في مناطق آنفة الذكر، وهؤلاء ليس لديهم حقوق كحقوق أولئك، فعلى سبيل المثال لا يستطيعون تأسيس المدارس وانما عليهم أن يتعلموا المناهج الحكومية.