>> الدكتور أذرشب: اللغة العربية ليست لغة اجنبية في ايران | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2022 10 January ساعة 15:11
رقم : 533909
العلاقات اللغوية بين ايران والعالم العربي تمثل قوة لكلا الجانبين

الدكتور أذرشب: اللغة العربية ليست لغة اجنبية في ايران

تنا
اكد استاذ اللغة والأدب العربيّ الدكتور "محمد على اذرشب" ان الايرانيين يعتبرون اللغة العربية لغة الحضارة الاسلامیة وليست لغة اجنبية وانطلاقا من ذلك هناك لغات متعددة تدرس في کلیة اللغات الاجنبیة في جامعة طهران ولکن العربیة بقیت فی کلیة الاداب باعتبارها لیست الاجنبیة بل هی لغة الحضارة الاسلامیة.
الدكتور أذرشب: اللغة العربية ليست لغة اجنبية في ايران
وفي حوار خاص مع وكالة ارنا، اكد الدكتور أذرشب ان الايرانيين ينظرون الى اللغة العربية باعتبارها لغة الحضارة الاسلامية وقدموا خدمات لهذه اللغة في كل المجالات بما فيها البلاغة وتدوين القواميس والصرف والنحو.

ولفت إلى ان الايرانيين ينظرون الی اللغة العربیة، باعتبارها لغة الحضارة الاسلامیة ولم ینظروا الیها كلغة قومیة لانهم اذا ينظرون الیها نظرة قومية فلا یتفاعلون معها والملفت ان الایرانیین منذ ان تشرفوا بالاسلام قدموا خدمات للغة العربیة في كل المجالات بما فيها البلاغة، وتدوین قوامیس اللغة العربیة وفی مجال النحو والصرف وفي کل المجالات التي من شأنها ان ترتبط  باللغة العربیة وهذا یدل دلالة الواضحة علی انهم نظرو الی اللغة العربیة باعتبارها لغة الحضارة الاسلامیة. وعلى العرب ان یساعدوا في إبقاء فکرة الحضارة الاسلامیة لدی الایرانیین لان اثارة العصبیات القومیة لا تنفع اللغة العربیة ولا تنفع اللغة الفارسیة واذا ثارت العصبیات القبلیة فان اللغة العربیة سوف تبتعد عن قطاع کبیر من قطاعات العالم الاسلامی وسوف تتحول الی اللغة القومیة بدلا من اللغة الحضاریة وتنحصر فی الدائرة المعینة وهذا لیس من مصلحة اللغة العربیة وكذلك اللغة الفارسیة.

العلاقات اللغوية بين ايران والعالم العربي تمثل قوة لكلا الجانبين

وشدد بالقول ان الایرانیين  اصبحوا اساتذة اللغة العربیة للقرون المتعددة یعني اول من دون النحو في اللغة العربیة هو سیبویة في کتابه "الکتاب"  واول من  اجاد في تدوین  البلاغة العربیة هو الجرجاني صاحب کتاب دلائل الاعجاز  واسرار البلاغة  والذي لم یخرج یوم واحد من ایران ولكن کتب هذا الكتاب باللغة العربیة من اجل ان یبین عظمة هذه اللغة وجمالها وجمال القرآن في زمانه ولا یزالان هذان الکتابان هم من اهم الکتب في تدریس جمالیات اللغة العربیة والبلاغة العربیة.

الایرانيون اصبحوا اساتذة اللغة العربیة للقرون المتعددة وفي صدارة هولاء الاساتذة هو الجرجاني وسيبويه والزمخشري والكسائي الذين لاتزال كتبهم تعتبر مرجعا لدارسة اللغة العربيةكما ان اهم الکتاب في تفسیر بلاغی للقرآن الکریم  هو کتاب الزمخشري واهم  المدارس النحویة التي اقيمت في الکوفة وفي البصرة وفي بغداد کان علی رأسها الایرانیون وفي صدارتهم ابو علي الفارسي والکسائي وسیبویه ونفتویة ولا تزال کتبهم الیوم هي مرجع لدراسة اللغة العربیة.

وفي مفردات القرآن الکریم كتب الراغب الاصفهاني مدونته التي لا تزال تعتبر حتی الیوم مرجعا مهما  لمعرفة مفردات القرآن  الکریم. هذا لیس فقط في اللغة فی الادب بل اول من جمع  آثار الشعراء والادباء حتی عصره  هو ابو الفرج الاصفهاني ثم بعد ذلك العماد الاصفهاني وتلاه بعد ذلك الاخرون وکلهم خلدوا الادب العربي في کتبهم وقدموه الینا.

الیوم اذا اردنا ان نرجع الی الادب العربي القدیم في العصرين العباسي والاموي لا نستطیع ان نجد مرجعا دون ان ترك الايرانيون بصمتهم فیه كما ان اهم شراح الدواوین العربیة هم الایرانییون بمن فيهم التبریزي وآخرون وامثالهم لذلك فان اهتمام الایرانیین لیس فقط  مقتصر علی اللغة العربیة بل علی الادب العربي كونه یمثل روح  اللغة. ولا بأس ان نقول ان اهتمام الایرانیین بالمتنبي کان اکثر من اهتمام العرب وغیر العرب به.

وان صاحب بن العباد الطالقاني في زمن المتنبي کتب کتابا نقدیا علی شعر المتنبي. هذا هو وحده يكتفي ان یبین کم کان هناك من العلاقات اللغویة والادبیة بین ایران والعالم العربي وهذه هی قوة لایران وللعالم العربي یجب ان یفخر به الایرانیون والعالم العربي معا .
هذه یدل علی الدائرة الحضاریة الواحدة.
دور اللغة العربية في تطوير العلاقات مع العالم الاسلامي

وفي جانب اخر من الحوار وتاكيدا على اهمية اللغة العربية في العلاقات بين الدول الاسلامية اوضح الدكتور اذرشب: في الحقيقة ان اللغة العربیة هی وسیلة لتطویر العلاقات مع کل العالم الاسلامي بل مع المسلمین حتی خارج العالم الاسلامي لان المسلمین خارج العالم الاسلامي یتکلمون العربیة واغلب المؤتمرات في العالم الاسلامی تقام باللغة العربیة وطبعا الارتباط مع البلدان العربیة یأتی بالدرجة الاولی من الاهتمام لاننا نعیش الی جوار البلدان العربیة ونتعامل معها وکل ما یفرح العرب یفرحنا وکل مایسیء الی العرب یسیء الینا لاننا في الدائرة الحضاریة الواحدة وهذا المفهوم يجب ان يترسح لازالة الخلافات القومية والطائفية.

کل ما یفرح العرب یفرحنا  وکل مایسیء الی العرب  یسيء الینا لاننا فی الدائرة الحضاریة الواحدةومضى يقول ان ایران والعرب والعالم الاسلامي جميعا یواجهون اليوم تحدیات ولکن امامهم فرص ایضا واهم هذه الفرص هی ان یتعاونوا فی اطار  الثقافة الاسلامیة  واللغة العربیة خاصة ان العلاقات السیاسیة والثقافیة والفنیة بیننا وبین العالم  العربي لا یمکن ان تترسخ الا عن طریق  توثیق  اللغة العربیة واقامة الجسور باللغة العربیة بیننا وبین اخواننا العرب.

ولفت الى اشتياق البلدان العربية الى الارتباط بايران وقال: انا اینما ذهبت الی البلاد العربیة وجدت انهم مشتاقون جدا  الی ان یکون لهم الارتباط بایران والمهم ان حضور ایران الثقافي والحضاري والعلمي والفنی في البلاد العربیة یرتبط باللغة العربیة ومدى قدرتنا علی  اعطاء خطاب حضاری متمیز باللغة العربیة الی العالم العربي.

وسلط الاستاذ اذر شب في جانب اخر من الحوار  الضوء على اسباب ضعف التكلم باللغة العربية بين الطلاب الذين حصلوا على شهادة جامعية في هذه اللغة واوضح عندنا مشاکل کثیرة وقد ورثناها من السنین السابقة ومن قبل الثورة. الاهتمام باللغة العربیة الحیة قلیل سواء علی مستوی الجامعات او علی مستوی الحوزة العلمیة؛ نعم الاهتمام بالصرف والنحو والبلاغة وبمفردات اللغة العربیة کثیر جدا  اما  الاهتمام باللغة العربیة کاللغة الحیة قلیل والسبب یعود الی عدم وجود العلاقات القویة بیننا وبین العالم العربي.

واكد في الوقت نفسه ان الحوزة العلمیة وبعض الجامعات في ايران تهتم اليوم بان تكون اللغة العربیة حية علی السن اصحابها، هذا الاهتمام موجود ولکن لیس علی  المستوی المطلوب لان مجال العلاقات بيننا وبين العالم العربي  واسع الی ابعد الحدود. انا آمل  ان شالله من  الحوزات العلمیة والجامعات ان تفکر تفکیر جادا في هذه المسالة.

واقترح الدكتور اذرشب اقامة ورشات العمل لفسح المجال امام تعليم اللغة العربية كلغة حية حيث يتمكن المتعلمون من التكلم باللغة العربية ملفتا انه قدم سابقا مشروعا الى وزارة التعليم العالي لتحقيق هذ الهدف غير ان المشروع لم يدخل حيز التنفيذ للاسف وصرح بان ممکن تبادل او ایفاد الاستاذة للدول العربیة خاصة ان الاستاذة  یطلبون ذلك.

واكد ان كل ذلك يحتاج الی النهضة العلمیة الثقافیة الکبیرة خاصة ان هناك اهتمام كبير باللغة العربية علی مستوی القیادة موجود ولکن للاسف لا نجد مثل هذا الاهتمام على مستوی  الوزارة  وعلى مستوی  الجامعات ویا لیت ان الروح التي یمتلکها السید القائد في مسالة اللغة العربیة والحضارة الاسلامیة تسري الی الجامعات والی الکلیات والی الحوزات من اجل ان یهتموا باللغة العربیة.

العلاقات الادبية واللغوية بین ایران والدول العربية تساعد في ازالة كثير من المشاکل في العالم العربي.
والى ذلك دعا الاستاذ اذر شب الى تعزيز العلاقات الثقافية واللغوية بين ايران والدول العربية للتعرف على الاثار الادبية والشعراء المعاصرين لكلا الجانبين  لنقل المفاهيم الادبية والاخلاقية في اشعار هولاء الشعراء وقال فعلى سبيل المثال نحن الیوم  لا نعرف الشعراء الموجودین في العراق والعراقیون لایعرفون الشعراء الموجودین فی ایران لأن اجزاء هذه الدائرة الحضاریة الواحدة تفککت بینما في ذلک الوقت کان هناک اتصال وثیق بین  ایران والعالم العربي وسر قوة  العالم الاسلامي في ذلک الوقت  هو  هذا الاتصال الوثیق الذي کان موجودا بینهم خاصة في مجال اللغة والادب.

 انا کتبت اخیرا کتاب عن محمد مهدي  الجواهری في ایران؛ والملفت ان الجواهري حینما جاء الی ایران، الناس کان یعرفونه وهو کان یعرف الایرانیین،  هو کان یعرف كبار الشعراء الايرانيين وفي صدارتهم "حافظ"  و"مولانا" وترجم بعض اشعار حافظ لللغة العربیة  وحدث اتصال الوثیق بین الجواهری وبین الایرانیین من خلال زیارته الی بلدنا. ومن هنا فان العلاقة الوثیقة ادبیا ولغویا بین ایران والعالم العربی تساعد کثیرا في ازالة کثیر من المشاکل الموجودة  فی عالمنا الاسلامی. کثیر من المشاکل ناتجة من سوء  الفهم وعن عدم وجود التفاهم. ربما تقولین الترجمة  یمکن ان تقوم بهذا العمل؛ لا الترجمة الواحدة لا تقوم بذلك لابد ان تکون هناك معرفة باللغة العربیة من قبل  الجانبین لکی یتفاهموا مباشرة.

وحول ما هو السبب وراء عدم معرفة مثثفين والادباء العرب بشعراء الايرانيين المعاصرين اوضح الدكتور اذر شب انهم یعتقدون - انا لا أوید اعتقادهم- ان الادب الفارسي المعاصر قد ارتبط بالادب الغربی فلیست هناك رغبة في التواصل مع الادب الفارسي المعاصر لان یقولون هذا هو انعکاس من الادب الغربي نحن نذهب الی الادب الغربي ونقرأءه  ولماذا نقرأ  الادب الفارسي.  من این جاء هذا الاتهام؟ في الواقع حتی الادب  العربي المعاصر اکثره  لیس باصیل  اکثره مقتبس من الادب الغربي لذلك ان الایرانیین لا یهتمون کثیرا بالادب العربي المعاصر ویعتبرونه ادب مأخوذ من الادب الغربي انا قلت لا أوید هذا الکلام.

تقصیرنا نحن في اننا لم نعرف  الشخصیات الادبیة  الاصیلة بسبب الاهمال  وعدم وجود التشجیع في هذا المجال. حتی یومنا هذا هناك من یری بأنه من الافضل ان یترجم دیوان الشاعر الشهير "حافظ الشيرازي" أو دیوان "مولانا" الی  اللغة العربیة لانه یری ان  العرب یهتمون بدواوین الشعراء القدماء اکثر لأنهم اصیلون.ان  الشعر اذا کان الاصیل یجب عن یرتبط بثقافة  البلد ودین البلد وبالقرآن والنهج البلاغة وثقافة المجتمع.

الترحيب بالادب الفارسي؛ كليدر في مصر 

ومضى يقول الدكتور أذرشب ان  هناك محاولات في مصر لترجمة بعض الآثار الفارسیة إلى اللغة العربیة مثلا بعض الروایات الفارسیة المعاصرة مثل کلیدر لمحمود دولت آبادي مترجمة إلى  اللغة العربیة مشددا یجب ان یکون هناك  اهتمام اکثر من قبل الایرانییین ومن قبل العرب انفسهم ایضا في هذا المجال.

 وردا على سوال حول ما هو دور الجامعات الايرانية للمشاركة في هذا الاهتمام قال الاستاذ اذرشب ان الجامعات الایرانیة مشغولة في امور تتعلق بالدراسة وبالامتحانات وامثال ذلك. الجامعات الایرانیة تحتاج إلى مراکز الابحاث مستقلة عن الجامعات تهتم بمسألة معینة مثلا تهتم بحضور الادب الفارسي المعاصر في العالم العربي.

وختم الاستاذ بالقول ان لديه كتاب جديد تحت عنوان : الجواهري في ایران" الذي طبع في بغداد وقال: کتبت عن حضور الجواهري في ایران وايضا عن حضور  الادب العربي في بلادي  والادب الفارسي في البلاد العربیة واوضح ان تقديم الشعراء الايرانيين المعاصرين في العالم العربي یحتاج إلى المشروع، مشروع یوظف خلاله الطاقات التي یمکن ان تشتغل في هذالمجال سواء في ایران او في العراق او في العالم العربی حيث یجتعمون حول دائرة  واحدة ثم يتابعون الموضوع ضمن برنامج  معینة.


/110
https://taghribnews.com/vdciupaw3t1ap32.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز