القيادي البارز في المعارضة البحرانية الدكتور راشد الراشد :
الدكتور الراشد : زيارة بينيت الأخيرة أخر ورقة للبحرين ونقطة تحوّل خطيرة بالمنطقة..!
الدكتور راشد الراشد : تتزايد وتيرة التطبيع بين عدد من الدول العربية و"إسرائيل"، في تطور لافت كان آخره زيارة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إلى البحرين، لتكون هذه أول زيارة لرئيس حكومة "إسرائيلي" للبحرين، منذ اتفاق التطبيع الذي وقّعته كل من المنامة وأبو ظبي مع "إسرائيل"، في أيلول/سبتمبر 2020، بوساطة أميركية.
شارک :
القيادي البارز في المعارضة البحرانية د. راشد راشد، يقول، إن زيارة رئيس الوزراء الصهيوني للبحرين حدث ليس بالطبيعي، بل هي نقطة تحول خطيرة في المنطقة، مبينًا أنها تضع جميع دول المنطقة على شفير حرب، لا قبل للمنطقة برمتها باحتمالها.
ويوضح د. راشد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الكيان الصهيوني له أهداف من التواجد في المنطقة بالصورة العلنية والمكشوفة من حيث رغبته في نقل التهديدات الإستراتيجية في المنطقة الخليجية، مشيرًا إلى ذلك يحقق له أمران، الأول توريط الامريكيين في الدخول في معمعة صراع الصهاينة مع إيران.
وفي 11 سبتمبر 2021 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موافقة البحرين و"إسرائيل" على توقيع اتفاقية سلام، حيث جرى توقيع الاتفاقية في 15 من ذات الشهر، وشهد البيت الأبيض حينها مراسم توقيع "إسرائيل" معاهدة السلام مع البحرين.
آخر ورقة
الأمر الثاني، وفق القيادي البارز في المعارضة البحرانية ، يجلب التهديدات في تخوم إيران وإبعادها عن ادارة معركتها مع الصهاينة بالقرب من فلسطين المحتلة في لبنان وسوريا، سيما بعد فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي كان يستهدف السيطرة على كل المنطقة.
وعن هدف البحرين بالتطبيع مع "إسرائيل"، يشير إلى أنها تسعى للاحتماء بآخر ورقة قد تضمن لها البقاء في الحكم، معتبرًا ذلك بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على الأمن الإستراتيجي في المنطقة وبيع كامل للسيادة الوطنية.
توقيت الزيارة
وبشأن توقيت زيارة بينيت للبحرين تزامنًا مع الانتهاكات "الإسرائيلية" في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة واشتعال فتيل المواجهات في الضفة والقدس: قال: "الانتهاك الصارخ لأهلنا في بلدة الشيخ جراح والتي تجري وقائعها المرة والأليمة أمام مشهد ومرأى من العالم، هي وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وعلى جبين هذا المجتمع الدولي الكاذب في كذبه وتضليله وخداعه بأنه يدافع عن القيم والحقوق والإنسانية".
ويؤكد د. راشد، أن العدوان الفجّ من قبل "إسرائيل" على بلدة الشيخ جراح يأتي في سياق ممنهج للقضاء على الوجود الفلسطيني ليس في منطقة القدس الشريف فحسب، إنما في كل فلسطين المحتلة، بالقمع والاضطهاد والاعتقال بصورة متواصلة لا تتوقف، في استهداف واضح للهوية والوجود.
ويشن الاحتلال "الإسرائيلي" حملة صهيونية منظمة ضد أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، مستهدفًا الوجود والهوية الفلسطينية بمصادرة الأراضي والبيوت والاعتداء على المواطنين المتظاهرين من كافة البلدات والقرى الفلسطينية، دفاعًا عن الشيخ جراح.
ويلفت القيادي البارز في المعارضة البحرانية ، أن ما نشاهده اليوم من تطبيع علني وبشكل مفضوح وسافر هو شراكة واصطفاف وذوبان في المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن الشعب البحريني خرج في تظاهرات عفوية حاشدة أعلن فيها عن رفضه القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
رفض شعبي
ويذكر أن جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، أصدرت بيانات أدانت فيها التطبيع وأعلتن براءتها من اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، وتصدرت نخبة من شخصيات سياسية واجتماعية أنشطة وفعاليات عديدة أقيمت في البحرين رفضا للتطبيع وتنديدًا به.
ويوضح د. راشد، أن شعب البحرين استقبل بجميع أطيافه وتياراته السياسية زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني ورأى العالم مشاهد التظاهرات الحاشدة والغاضبة التي خرجت للتنديد بالزيارة والتي اعادت الى الأذهان احداث الصورة الشعبية التي تفجرت في ١٤ فبراير ٢٠١١.
الجريمة الأبشع
كما اعتبر احتضان البحرين لبيينت في زيارته الأخيرة، جريمة هي الأبشع في التاريخ المعاصر، مبينًا أن ذلك يُمكّن عصابات الاحتلال تحت عناوين الحقوق والسيادة والكرامة، مستدركًا: " أملنا كبير فيما نشهده من نهضة في الشوارع، والتي بدأت بتحقيق الانتصارات الكبرى واستطاعت أن تعيد للأمة ثقتها ووعيها الثاقب بحقوقها بدءا من قدرة هذا الجيل الصاعد على إنزال الهزيمة في أقوى مشروع نزل به الغرب والصهاينة من أجل السيطرة على عالمنا الاسلامي بما عرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد، إلى جانب الانتصارات المدوية للمقاومة في غزة وفي لبنان واليمن.
وتابع: "هذه الانتصارات الأسطورية العملاقة أخرجتنا كأمة من واقع الاستسلام المر والهزيمة النفسية أمام القوى الشيطانية التي تستهدف السيادة والكرامة في بلادنا الإسلامية المترامية الأطراف، لذلك نحن نعيش حاليا بفعل ما يحققه هذا الجيل الذهبي الجديد من أبناء محور المقاومة عهدًا جديدًا تسمو فيه قيم العزة والكرامة وتزدهر فيه حضارتنا الإنسانية".
وختم القيادي البارز في المعارضة البحرانية حديثه: "أملنا اليوم بتحرير كامل تراب أرضنا العزيزة في فلسطين أصبح كبيرًا، وإن تحقيقه وإنجازه على الأرض، إنما هي مسألة وقت ليس إلا.
وخلال عام 2020، أعلنت 4 دول عربية تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بدءاً بالإمارات ومن ثم البحرين والسودان والمغرب، في خطوة اُعتبرت طعنة علنية في ظهر القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني على مدار عشرات السنوات من الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه.