وأوضح الشيخ آل عصفور خلال حديث خاص ل
وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في المؤتمر السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، إن جميع الدول الخليجية لديها حاليا علاقات مع ايران سوى البحرين، وحتى البحرين أعلنت انها بصدد اعادة العلاقات مع ايران ولكن تدخلت الادارة الأميركية في الموضوع وحالت دون عودتها.
وتوقع الشيخ آل عصفور عودة العلاقات البحرينية – الايرانية عاجلا أم آجلا ولا يمكنها أن تبقى وحدها دون علاقات مع وجود علاقات قوية ونامية ومزدهرة يوما بعد آخر بين ايران وسائر الدول الخليجية، وعلى سبيل المثال فانه يدور الحديث حاليا حول الغاء التأشيرة بين ايران والسعودية.
وبشأن من يقول أن المعارضة البحرينية هي التي تقف عائقا في عودة العلاقات بين البلدين،شدد الشيخ آل عصفور على أن المعارضة لا تؤثر على القرار السياسي والرسمي في البحرين بل ليس لها دور في ذلك، كما أن البحرين معروفة بكثرة قطع العلاقات واعادتها، لذلك ليس من المستبعد أن نشهد عودة العلاقات بين عشية وضحاها.
وحول مدى تأثير عودة العلاقات الايرانية - السعودية على العالم الاسلامي قال الشيخ آل عصفور: تأزم العلاقات بين الدول يؤثر على مصالح الشعوب بل يزيد من معاناة كل شعب، خاصة وهناك ترابط أسري واجتماعي وثقافي وربما تجاري بين مجتمعات دول المنطقة وقطع العلاقات يضر بشكل مباشر بمصالح الشعوب، ومما لاشك فيه أن التقارب السياسي خاصة بين الدول المتجاورة وخصوصا بين دولتين كبيرتين كالسعودية وايران اللتان تأثران بشكل مباشر على العالم الاسلامي؛ ينعكس على سائر الدول المجاورة وعلى العالم الاسلامي برمته، وأن عودة العلاقات السعودية – الايرانية لاقى ترحيبا وارتياحا من قبل الجميع خاصة أن التوتر بين البلدين أضر بمصالح دول المنطقة.
وحول المستفيد الأول من القطيعة والتباعد بين الدول الاسلامية شدد الشيخ آل عصفور على أن أميركا المستفيد الأول من توتر العلاقات بين الدول الاسلامية وكذلك بريطانيا، فهاتان الدولتان لهما تاريخ أسود في اثارة التفرقة بين العالم الاسلامي، ولعبا وخاصة بريطانيا هذا الدور منذ البداية ومنذ القرن السابع عشر، فقد ارسلت الجواسيس واشتهر بينهم الجاسوس همفر، وبالتالي فان بريطانيا كانت تخطط لاستحمار الدول العربية والاسلامية، وكان أكبر مانع ومعرقل ومحبط للمخطط البريطاني هو تمسك الشعوب بتعاليم الاسلام.
وقال: كانت المخابرات ترسل الجواسيس لعزل المجتمعات عن تعاليمها وقيمها وابعادها عنها والتشكيك بها، وكان الهدف الاساسي هو اضعاف الأمة وهذا كان يتوقف على ابعاد هذه الأمة عن تعاليمها وقيمها، وعلى صعيد العلاقات بين الدول والمجتمعات الاسلامية فان بريطانيا كانت تتمسك منذ القدم بمقولة "فرق تسد"، ولا تزال تمارس ذات السياسة والنهج، وهذا هو السبيل الذي يمكنها من الاستمرار في نهب ثروات العالم الاسلامي خاصة الدول العربية والاسلامية الثرية.
واعتبر أن أوضاع المنطقة والعالم تمنح حكوماتها المزيد من التجارب والحنكة في التعامل مع القضايا الشائكة والحؤول دون عودة التوتر الى المنطقة خاصة وان ذلك يمس مصالح الجميع مما يجعل الشعوب تندفع الى البحث عما يضمن مصالحها ولعل التقارب وتمتين العلاقات وابرام اتفاقيات التعاون تسبب كلها في ضمان مصالح الشعوب.