وحول العلاقات بين ايران والبحرين أشار الشيخ الدقاق في مقابلة خاصة مع
وكالة أنباء التقریب (تنا) الى أن العلاقات بين البلدين لابد أن تعود ولكن هناك نوع من البطئ والبرودة في عودتها، واصفا العلاقات بين ايران وقطر وعمان قديمة وقوية كما أن العلاقات بين ايران والكويت والامارات عادت وانها تنمو، بينما هناك نوع من الكدورة في العلاقات بين ايران والسعودية والبحرين، وتحدو ايران والسعودية رغبة كبيرة بتنمية العلاقات، واذا استقرت هذه العلاقات فان العلاقات مع البحرين ستعود، ولكن الأمر يحتاج الى بعض الوقت لازالة الجليد الذي طرأ على العلاقات.
وفيما يتعلق بموقف المعارضة البحرينية من عودة العلاقات مع ايران، قال الشيخ الدقاق: نحن نطالب بعودة العلاقات بين الدول الاسلامية لأنها تضفي الانسجام بين الدول الاسلامية الأمر الذي ينعكس بشكل ايجابي على شعوبها، ومصلحة الشعب فوق كل مصلحة أخرى بل حتى فوق مصالحنا الشخصية والحزبية، فاذا خدمت العلاقة الشعب فنحن ندعمها بقوة ونقتدي بما قاله الامام علي عليه السلام "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا علي خاصة".
وقال أيضا: ما عدا العلاقة مع الكيان الصهيوني التي يعارضها الشعب البحريني فاننا نرحب بأية علاقة تصب في مصلحة الشعب البحريني حتى لو كانت على حساب المعارضة.
وحول مصير المعارضة البحرينية بعد عودة العلاقات بين طهران والمنامة قال الشيخ الدقاق: خيارنا هو خيار الشعب البحريني، وان شعب البحرين شعب متدين يؤمن بعلمائه وما تقرره القيادة الدينية المتمثلة بالفقيه العادل آية الله الشيخ عيسى قاسم سيكون له صدى واسع، وقد عودنا آية الله المجاهد الشيخ عيسى قاسم انه لا يتخذ قرارا بانفراده من دون الرجوع للشعب، فاذا وافق شعب البحرين على مشروع معين فان الشيخ عيسى قاسم سيكون مع الشعب وستلتحق اطياف المعارضة بركن الشعب وعلمائه.
ورد على سؤال، هل هذا يعني انكم ستطالبون باجراء انتخابات بالقول: هذا أقل شيء، فأقل ما نطالب به هو دستور عقدي يكتبه مجلس تأسيسي ينتخبه الشعب، فالمشكلة في البحرين سياسية قبل أن تكون اقتصادية وحقوقية، فالمشكلة السياسية والدستورية هي أساس المشاكل في البحرين، فاذا كتب دستور البحرين بقلم أبناء البحرين المنتخبين فان هذا بداية الطريق لحل المشاكل في البحرين.
وبخصوص ما اذا كانت الحكومة البحرينية تبدي مرونة تجاه كتابة دستور جديد، أكد الشيخ الدقاق أن جميع الأبواب أغلقها النظام البحريني، وقد ذهب النظام الى اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وانضم الى تحالف معهم ضد ايران، الا أن ذلك هروب الى الامام من المشكلة السياسية والدستورية التي يطالب شعب البحرين بحلها.
وحول مستقبل العلاقة بين النظام البحريني والمعارضة شدد الشيخ الدقاق على ان الأفق لا يزال مغلقا بين النظام والمعارضة ولكن هذا الأفق لن يبقى مسدودا الى الأبد وأن تطور العلاقات السعودية اليمنية سيحدث انفراجة في الملف البحريني، كما أن تعمق العلاقة بين ايران والسعودية من جهة وتعمقها مع الامارات منجهة أخرى سيؤثر على الوضع في البحرين، لأن أكبر دولتين داعمتين للبحرين هما السعودية والامارات، فانهما يدعمان النظام ماليا وسياسيا فاذا ضغطتا على النظام فانه سيضطر الى التنازل.
وفيما يتعلق بالذي يريده النظام البحريني، قال الشيخ الدقاق: النظام يريد ملكية مطلقة، فهو يريد الاستبداد وان تكون جميع شؤون الحكم بيده ولا مكان للشعب في القرار، والنظام ينزعج من مطالبة الشعب لحقوقه المشروعة والمسلوبة ويريد شعبا ساكتا ولا يحرك ساكنا، ففي الوقت الذي يمنح الاميركيين قاعدة عسكرية بحرية ويمنح البريطانيين قاعدة عسكرية، ويوافق على تأسيس مكتب عسكري اسرائيلي فانه يرفض اعتراض الشعب على ذلك كله.
وأردف قائلا: الشعب البحريني شعب حي ويتعاطف ويدعم القضية الفلسطينية كما انه يتعاطف مع قضايا شعوب العالم بينما السلطة في البحرين لا تريد شعبا حيا وانما تريد شعبا ميتا لكي تفعل ما تشاء، والثورة البحرينية نار تحت الرماد، وما أن تهب الرياح عليها حتى تشتعل من جديد، وهذا وضع جميع الثورات في العالم، الا ان النظام يقوم بقمعها بكافة الأساليب، ولكن الثورة تبقى في القلوب حتى تهب رياح التغيير من جديد، وهناك نماذج عديدة على ذلك، وما حدث مؤخرا من ردود فعل للشعب على سجن جو، فبعد ان أضرب السجناء جراء ممارسات السلطات ضدهم خرجت مظاهرات عارمة الأمر الذي تبعها تحركات دولية من بينها اعلان مريم الخواجة كريمة القيادي المعتقل عبد الهادي الخواجة من انها ستأتي للبحرين مع مفوضة العفو الدولية لعيادة أبيها في لاسجن، فاضطرت السلطات الى تقديم تنازلات لينهي السجناء اضرابهم، ولكن ما أن انهوا اضرابهم حتى اتفق النظام مع البريطانيين على منع مريم الخواجة ومفتشة الأمم المتحدة من المجيء للبحرين.