باحث لبناني لـ تنـا : امريكا اتفقت مع التكفيريين في سوريا بعد موافقتهم على التطبيع مع "اسرائيل"
تنـا
يرى الكاتب والباحث اللبناني، عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين "عدنان علامة"، انه "بالرغم من السمعة السيئة للجماعات التكفيرية في العراق وسوريا ولبنان منذ العام 2011، لكن اتفقت أمريكا وإوروبا مع قادة هذه الجماعات المتشددة بعد ان أبدوا إستعدادهم لفتح علاقات سياسية مع الكيان الصهيوني".
شارک :
جاء ذلك في حوار اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الاستاذ علامة حول مجريات الاحداث في سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد وسيطرة الجماعات المسلحة التكفيرية بقيادة هيئة تحرير الشام ومتزعمها ابو محمد الجولاني (احمد الشرع) على هذا البلد.
اوضح علامة : لقد ركزت أمريكا على الجولاني، وقد اخضعوه لعملية تدريب أمريكية مكثفة في البروتوكول؛ وشاءت الصدف أن تصنِّف أمريكا الجماعات المتشددة التكفيرية بين الإرهابية أو المعارضة السياسية، وأشارت إليه بالإنسحاب من جبهة النصرة وتشكيل "هيئة تحرير الشام"؛ فانتقل الجولاني وجماعته بين عشية وضحاها من جبهة إرهابية إلى جبهة معارضة سياسية.
وتابع، ان "أمريكا قررت اليوم، بان تقدم الجولاني واتباعه لنا بعد آخر تحديث كـحمائم سلام، فجدد هؤلاء التكفيريون مظهرهم، وشذبوا اللحى وبدلوا لباسهم إلى بدلات رسمية َمع ربطات عنق". ولكن الطبع يغلب التطبع؛ فخلال الإنقلاب تم تحطيم قبور المسيحيين وتمثال للسيدة العذراء سلام الله عليها الايام، كما قاموا بتنفيذ إعدامات َميدانية لجنود قوات الاسد داخل المستشفيات، بمن فيهم اتباع الأقليات والسياسيين والعلماء بحجة أنهم مطلوبين، كما تم اغتيال خطيب مقام السيدة رقية (س) الذي كان موظفا في السفارة الايرانية لدى سوريا، "حجة الاسلام السيد داوود بيطرف" امام المرقد الطاهر في دمشق.
وبسؤاله، هل هناك امكانية للتعامل مع الهيئة الحاكمة في سوريا، وما هو المسار الذي تراه مناسبا في هذا السياق؟، اكد الباحث اللبناني في الشؤون السياسية على، ان "هيئة تحرير الشام نكثت بالعهود والمواثيق بعد التعرض للمقامات الدينية وللأقليات وتحديدًا الشيعة في مدينتي النبل والزهراء ومحيط السيدة زينب عليها السلام؛ وبناء عليه فلا يمكن الوثوق بهم والتعامل معهم".
واضاف : لذا أقترح إنشاء هيئة تأسيسية للإتفاق على شكل الحكم المستقبلي لسوريا، حيث يضمن حقوق كافة أطياف الشعب السوري ويُطرح على الإستفتاء العام ومن ثم يتم إنتخاب مجلس نواب جديد وإنتخاب رئيس جمهورية جديد يكلف أحد نواب الأكثرية تأليف الحكومة محترماً التوزيع النسبي للنواب، ومن ثم يقوم مجلس النواب بنص دستور جديد.
وحول طبيعة الحكم المناسب لسوريا ما بعد الاسد، اوضح الاستاذ علامة : لا بد من وجود رئيس شرعي منتخب بشكل قانوني حسب الدستور الحالي لكسب الوقت وبشكل مباشر من قبل الشعب، وبعد إجراء التعديلات اللازمة يكلف شخص غير مستفز لأي طرف بتشكيل "حكومة إنقاذ" خلال مدة معينة يتم خلالها إقرار الإصلاحات المتفق عليها بموجب التوصيات التي أقرتها الهيئة التأسيسية.
وشدد بان السبل الى الخروج من الأزمة وعودة السلام والاستقرار إلى سوريا، هو إجراء إستفتاء وطني على نوع الحكم المطلوب في هذا البلد.
وعلى صعيد اخر، تحدث الاستاذ علامة حول الوضع الراهن في لبنان، وهل أن المقاومة لا تزال تأخذ بزمام المبادرة هناك، فقال : للأسف الإتفاق مع اَمريكا و"إسرائيل" ولبنان على أساس تنفيذ وقف إطلاق النار وفق القرار 1701، هو إتفاق مخادع لا علاقة له بالقرار المذكور، وقد أفقد المقاومة زمام الَمبادرة؛ مؤكدا بان "حزب الله في حالة جمود حاليًا، وسيعيد نتنياهو تقييم الوضع بعد حوالي 35 يومًا؛ لأنه صرّح بأننا في مرحلة وَقف إطلاق النار مع حزب الله، ولسنا إنهاء حالةوالحرب معه، آخذين بعين الإعتبار أن حكومة العدو لم تبدأ حتى الآن بترميم مستوطنات الشمال لغاية في نفس يعقوب وسط غياب تام للخدمات للنازحين".
وتعليقا على تهديد الكيان الصهيوني بشان استهداف العراق وسط التطورات الأخيرة بالمنطقة، والمخطط الجديد الذي يمضي عليه الكيان قبال هذا البلد، حذر عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، من ان الدولة العميقة في أمريكا تقوم حاليا بتنفيذ مخطط خطير في منطقة الشرق الأوسط تحت عنوان "الشرق الأوسط الجديد"ن وقد رفعت خارطته بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2023 بدون أي ذكر لغزة أو الضفة أو فلسطين.
واوضح علامة : لقد كان نتنياهو يستبطن الحرب حین کتب تغريدة على حسابه في موقع إكس، قوله "إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم ومن أجل بلدنا"؛ فالهدف الرئيس من هذا المشروع هو القضاء على محور المقاومة باستفراد أعضاء المحور كل على حدة. ويتم العدوان على أعضاء المحور بالترتيب التنازلي بحسب درجة الخطر الذي يشكله كل مكوًّن على الكيان المؤقت.
وتابع، انه وفقا لهذا المخطط الصهيو – امريكي، فإن ترتيب العراق سيكون بعد اليمن والجمهورية الإسلامية في إيران، والهدف من هذا العدوان هو تدمير كافة الأسلحة والقدرات التي بيد محور المقاومة، كما حصل في سوريا؛ وذلك مقدمة لإعلان "إسرائيل الكبرى" حتى لا يهدد وجودها أي دولة اقليمية.
وردا على سؤال ان، "اليمن باعتباره احد محاور المقاومة في المنطقة، لا زال يطلق صواريخه صوب الاراضي المحتلة معلنًا استمرار العملية حتى انهاء الحرب على غزة، فهل سيتمكن من مواصلة هذا الموقف ام هناك مفاجآت قادمة؟، وصف الاستاذ علامة موقف اليمن بانه جريء جدًا في التصدي للغطرسة الصهيو أمريكية؛ فحين نسفت "إسرائيل" وبدعم أمريكي كامل وتآمر دولي القانون الإنساني الدولي، لم يقبل قادة اليمن الصمت المهين للدول العربية والعالم الغربي والهيئات الدولية بهذا الظلم وسياسات التجويع لأهل غزة ورفح.
واضاف : من منطلق إسلامي وتعاليم الإمام علي (عليه السلام) القائل بان [الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان، إثم العمل به، وإثم الرضا به]، كان تحرك اليمنيين دعما لشعب غزة وفلسطين، فمنعوا كافة السفن المتوجهة الى موانئ الإحتلال، وكان نتيجته إقفال الموانئ على البحر الأحمر ولاحقت السفن المتوجهة إلى موانئ الكيان عبر قناة السويس.
وتابع الباحث السياسي اللبناني : لما إعتدت "إسرائيل" عدة مرات على اليمن، كان قرار القيادة اليمنية بإستهداف يافا المحتلة (تل أبيب) بأسلحة فرط صوتية دقيقة جدًا عجزت كافة التقنيات الأمريكية و"الإسرائيلية" في التصدي لهذه الصواريخ.
ولفت الى انه، نتيجة لإصابة الصواريخ اليمنية أهدافها بدقة متناهية؛ تخشى أمريكا و"إسرائيل" تفعيل منظومة "ثاد" مخافة الفشل فتصبح هذه المنظومة كمنظومات "مقلاع داوود" و"حيتس" و"آرو" موضع سخرية واستهزاء الخبراء العسكريين العالميين، واقرارهم بتفوق تقنية الصواريخ اليمنية على درة تاج منظومات الصواريخ الأمريكية والصهيونية.
ومضى الباحث السياسي اللبناني الى القول : ان القوات الجوية اليمنية اسخدمت رؤوسا حربية جديدة متطورة تتزايد سرعتها عند دخولها الغلاف الجوي للارض، ويستطیع الرأس المتفجر التحكم بإتجاهه إذا صادفه أي خطر. لذلك فكبار قادة دول محور الشر العسكريين، هم في حالة إنعقاد دائم لإيجاد الحلول المناسبة للقضاء على الصواريخ فرط الصوتية اليمنية التي أذلت الكيان الغاصب وستذل أمريكا إذا لم يتم القضاء عليها.
وحول مسؤولية قادة الدول الاسلامية والعربية قبال اليمن في ظل دوره المشرف قبال فلسطين، راى بانه "لا جدوى من تحركهم فهم يتآمرون على فلسطين وشعبها والأدلة لا تحصى ولا تُعّد"؛ محذرا هذه الانظمة بان الرسالة التي تحملها التطورات الاخيرة بالمنطقة هي ان الغرب وعلى راسه امريكا يريد إذعان الجميع بوجود "دولة إسرائيل الكبرى" وانه لا يكون هناك أي سلاح في المنطقة سوى بيد "إسرائيل" وإلا سيصب أي دولة ترفض ذلك مثل مصير سوريا.