تاريخ النشر2025 14 February ساعة 13:58
رقم : 667462
المفكر المغربي ادريس هاني في حوار مع تنـا :

ايران لم تعد لقمة سائغة للتدخل وهذا ما يشكل ازعاجا لدى الغرب

تنـا - خاص
اكد المفكر والباحث السياسي المغربي "د. ادريس هاني"، بأنه من تابع مسار التحديات التي عرفتها الجمهورية الإسلامية منذ البداية، سيدرك أن تحولا نوعيا تحقق على مستوى اقتدارها؛ مبينا "نحن نتحدث اليوم، ليس فقط عن تطور، بل عن أعلى وتيرة في مجال الابتكار وإطلاق الطاقات"، ومؤكدا بانه "لم تعد ايران لقمة سائغة للتدخل، وهذا ما يشكل ازعاجا لدى الغرب".
ايران لم تعد لقمة سائغة للتدخل وهذا ما يشكل ازعاجا لدى الغرب
وأضاف الدكتور هاني في حوار مع مراسل وكالة انباء التقريب (تنــا) حول "دور الثورة الاسلامية الايرانية في تعزيز الوحدة بين المسلمين"، قائلا : على امتداد السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية في إيران، لم يسبق أن حاد الخطاب الرسمي عن رسالة الوحدة الإسلامية؛ وفي مقابل ذلك كان خطاب خصومها والغربيين يدخل في تكتيك استدراجهم الى خطاب طائفي.

ولفت هذا المفكر المغربي الى، ان "الجمهورية الإسلامية الايرانية قدمت الكثير في سبيل الوحدة الإسلامية، ونهجت سياسة الصبر الستراتيجي على كل أشكال التشنيع والإساءة التي تعرضت لها"؛ موضحا، بان "هذا يعطي انطباعا صحيحا عن أن الوحدة الإسلامية هي مبدأ راسخ، ويعتبر من ثوابت السياسة الإيرانية"، ومؤكدا بان "ذلك يظهر بوضوح من خلال تبني ايران الثورة قضايا العالم الإسلامي وفي مقدمتها، القضية الفلسطينية".
 
وحول "الاسباب التي دعت الغرب الى معاداة الثورة الاسلامية منذ انطلاقتها وحتى يومنا الحاضر؟"، قال هاني : من الطبيعي أن يعادي الغرب الثورة الإسلامية في ايران، لأنه استشعر منذ البداية أن محورا أساسيا من أهم محاوره في المنطقة قد استقل بسيادته ورفض الإملاءات، ورفع سقف التحدي ضد الهيمنة الغربية.

واوضح الباحث السياسي المغربي، انه "مثل هذا يحدث في كل تجربة تعلن استقلالها عن التبعية للغرب، كما حصل في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا"؛ مبينا انه "سوف يستمر ذلك العداء حتى اليوم، لأن لا شيء تغير على مستوى الموقف والمبدا. الغرب يريد أفرادا أحرار نحو تحرر فردي، في بيئة غير حرة، ومرتهنة للتبعية، لكنه لن يقبل بتحرر الأمم من الهيمنة".

وحول "تقييمه لانجازات الثورة على مدى نحو خمسين عاما الماضية"، قال : يصعب التفصيل في ذلك، لكن العلامة الفارقة في هذه الانجازات، هو رسوخ فكرة الصمود وتحولها إلى معادلة صعبة في المنطقة والعالم، ودخولها نادي التكنولوجيا من الباب الواسع، حيث جعلت ايران الثورة الاكتفاء الذاتي أساسا لتحريرها من الهيمنة، وتخليصها من تبعات ذلك بمقاومة العقوبات ومناهضة سياسة الاخضاع.
 
وردا على سؤال بان "هل حققت الثورة الاسلامية تطلعات مفجرها الامام الخميني رض؟"، تابع المفكر المغربي هاني ادريس : يبدو أنها حققت الكثير من تلك التطلعات، فلقد كان قائد تلك الثورة واثقا بالله وارادة الشعب. ومن تابع مسار التحديات التي عرفتها الجمهورية الإسلامية منذ البداية، سيدرك أن تحولا نوعيا تحقق على مستوى اقتدارها. اليوم نتحدث ليس فقط عن تطور، بل عن أعلى وتيرة في مجال الابتكار وإطلاق الطاقات. ولم تعد ايران لقمة سائغة للتدخل، وهذا ما يشكل ازعاجا لدى الغرب.

وحول "واجب علماء الامة للحفاظ على منجزات الثورة الاسلامية؟" رأى، بأن "واجب العلماء أن يدركوا هم أنفسهم بأن حاجتهم للاقتدار والتمكين هو فريضة، لأن نمو أي دولة إسلامية هو مكسب للعالم الإسلامي كله. هذه حقيقة لن تظهر في سياق الهيمنة الغربية ونشر النزاعات بين هذه الدول، ولكن كانت تلك فرصة لتكامل اقتصادي وعلمي بين هذه الدول".

واستطرد قائلا : الغرب يرفض تعاون دول المنطقة فيما بينها، ولا يرضى لها سوى التبعية. على العلماء إذن أن يدركوا أن مهمتهم التاريخية تقضي بنزع الخلاف والذهاب باتجاه تحالف بين أقطار العالم الإسلامي، وتقدير منجزات الجمهورية الاسلامية في مجال التقنية المدنية والدفاعية وايضا في دفاعها عن سيادتها واستقلال قرارها السياسي.

انتهى
https://taghribnews.com/vdcai0niu49niy1.zkk4.html