التهديدات الغربية بالتدخل العسكري في سوريا حربٌ نفسية
"خاص تنا" - مكتب بيروت
أكّد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني العميد المتقاعد أمين حطيط لوكالة أنباء التقريب أن لا حرب عالمية ولا إقليمية في المدى المنظور ،مشدداً على أن الخوف من تنامي جبهة المقاومة مقابل وهن الجبهة الغربية كفيل بنفي أي فرضية حول التدخل العسكري الأجنبي في سوريا.
شارک :
تتخبط الإدارة الغربية والصهيونية اليوم في متاهات الأزقة والمدن السورية، لتكشف ميادين القتال عن عجز هذه القوى الغربية بالتواطىء مع قوى عربية على كسر الدولة السورية المقاومة شعباً وجيشاً ومؤسسات.
ففي حين خرج الغرب مهزوماً من معركة مجلس الأمن راضخاً ومذعناً لقرار روسيا والصين الحكيم حول السعي إلى حل سلمي للأزمة السورية، تحاول الدول المناهضة للمقاومة في المنطقة إخفاء الثغرات في سياساتها الملتوية تجاه الدولة السورية بالصراخ عالياً عبر نشر مزاعم تهدد بإستخدام سوريا للأسلحة الكيماوية تارة،وتارة أخرى بالتخوف من وصول هذه الأسلحة إلى المقاومة.
وفي هذا الإطار، توجهنا إلى العميد والمحلل السياسي أمين حطيط للوقوف على أبرز التطورات الراهنة في المنطقة.
إلى أي مدى يمكن أن تمهّد المزاعم الغربية حول التخوف من إستخدام سوريا للسلاح الكيميائي لتدخل عسكري في سوريا؟
إن كل المزاعم والتصريحات المتخوفة من إستخدام سوريا للسلاح الكيميائي ما هي إلا تغطية للفشل الذريع الذي لحق بالإدارة الغربية في مجلس الامن.
حتى اليوم نرى أن ما يحول دون تدخل عسكري في سوريا هو قدرات سوريا الذاتية إضافة إلى الإستراتيجية المتنامية لمحور المقاومة والذي يشكل جبهة واحدة وبالتالي فإن الرّد على أي تحرك غربي أو تدخل عسكري لن يكون محصوراً في مكان وزمان معينين. وعليه فإن الغرب لو إستطاع التدخل سواء في مجلس الأمن أو من خارجه لما إنتظر لحظة واحدة،لذلك نراه يستمر في المحافظة على مستوى عال من التوتير لإعطاء الزخم للإستراتيجية الشيطانية لتدمير سوريا وجيشها عبر التآكل الداخلي.
ما هو إحتمال دخول الكيان الصهيوني في حرب على سوريا؟ التدخل العسكري في سوريا بالنسبة لإسرائيل يندرج تحت عنوانين: الأول هو العنوان الموضوعي في النظرة إلى الأحداث إذ أن إسرائيل تعرف أن الرد عليها سيكون ردّاً إقليمياً قوي جداً وبالتالي فهي أعجز من أن تحمي جبهتها الداخلية من تداعيات هكذا قرار.
أما العنوان الثاني فهو أن الكيان الصهيوني مرتاح لما يجري في سوريا بحيث أن هناك ما يسمى بـ "الجيش الحر" الذي ينفذ إملاءات الصهاينة والأميركيين، فلماذا تقوم إسرائيل بما من شأنه أن يدفّعها ثمناً غالياً في حين أن هناك من يقوم بتحقيق مصالحها ويسمح لها بحصد النتائج؟!
ونحن نؤكد أنه لن يكون هناك أي حرب على سوريا لأنّ الحرب لها ظروفها ومقتضياتها وهذا الأمر غير ممكن حالياً خاصة أن الخارجية السورية كانت واضحة بالقول أن الأسلحة الكيميائية لن تُستعمل في الأزمة الداخلية أما إذا ما تعرضت البلاد إلى إعتداء خارجي فإن كلّ شيء يكون مسموحاً عند الضرورة لدفع العدوان الخارجي عن سوريا.
إلى أين برأيك الأزمة السورية اليوم؟ الأزمة السورية مفتوحة على مسار طويل ولا يبدو في الأجواء أي أفق للحل بعد،ولكنّ الإحتمال الأرجح هو سقوط العدوان على الدولة السورية التي نؤكد انها باقية بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد ما دامت القيادة الشعبية تدعمه بقوة.
برأيك ما هي خلفية إتهامات الكيان الصهيوني جزافاً لحزب الله و إيران بالتفجيرات في بلغاريا؟ هذه التهديدات لا تتعدى الحرب النفسية فالصهاينة والأميركيون يريدون منها إرباك الواقع العام لجبهة المقاومة ضمن سياق ما يجري في سوريا، ولذلك يطلقون التصريحات التي تهدد بإستهداف المقاومة فيما نحن لا نرى أي فرصة حقيقية أمام هؤلاء لتنفيذ تهديداتهم الوهمية.
ما مدى سيطرة الجيش السوري على الأرض خاصة في العاصمة دمشق؟ نحن نرى أن الجيش السوري ما زال بالمرصاد و مازال مسيطراً على الحالة العامة في البلاد بشكل عام وفي دمشق بشكل خاص مع وجود بعض الأوكار والخروقات فيما تظهر الأحداث على الأرض بما يقطع الشك باليقين أن المسلحين فشلوا في السيطرة على أي منطقة من المناطق السورية.
هل هناك إمكانية لتحقيق فرضية الحرب العالمية الثالثة إنطلاقاً من الصراع الدولي على الأزمة السورية؟ إن فرضية وجود حرب عالمية ثالثة مستبعدة كلياً ،والسبب أنه لا يوجد أي مصلحة لأحد الأطراف التي من المفترض أن تشارك بهكذا في خوضها.
فالغرب يأن بسبب الإقتصاد المنهار والشرق بغنى عن الدخول في حرب كهذه لذلك نرى أن هناك تهديدات بشن حروب فيما الدخول فيها من المستحيلات. إلا ان الحرب الإقليمية تحدث في حال إرتكب الفريق الغربي حماقة وشن هجوماً عسكرياً على سوريا وهذا أمر مستبعد أيضاً.