الأحداث التي مرت بالمنطقة بعد انتصار الثورة الإسلامية لهي خير دليل على نجاح هذه الثورة في استعادة الهوية الإسلامية.
شارک :
أراك (تنا) - أكد آية الله الشيخ محسن الأراكي، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، إن من أكبر المؤامرات التي يحيكها الإستكبار العالمي اليوم لبسط هيمنته على العالم هو العمل على كسر إرادة وعزيمة الشعوب الساعية إلى نيل حريتها واستقلالها وحقها في تقرير المصير والحياة الكريمة.
وأضاف سماحته في كلمة له أمام حشود المشاركين في مسيرات يوم القدس العالمي في مدينة أراك: إن الشعب الإيراني يوجه من خلال هذه المسيرات الحاشدة رسالة إلى العالم أجمع يعلن فيها أنه شعب حر ذو سيادة وإقتدار ولا ينثني أبداً عن مواقفه المبدئية في مقارعة الظلم والإستكبار.
وشدد سماحته على أن الثورة الإسلامية الإيرانية لعبت دوراً أساسياً في استرجاع هوية الأمة الإسلامية وعمقها الحضاري وتحفيز الطاقات والفرص بما يخدم مصالح الأمة ويعزز اقتدارها ويضمن تماسكها ووحدتها، مؤكداً أن الثورة الإسلامية التي فجرها الإمام الخميني (رض) جاءت لإحياء الأمة الإسلامية وإحياء قيم الإسلام.
وأوضح سماحته: لقد كانت أمتنا الإسلامية قبل انتصار الثورة تعاني من أزمة حقيقية في الهوية، فقد استطاع الغرب أن يتوغل في عمق المجتمعات الإسلامية من خلال السيطرة على كافة الجوانب السياسية والإقتصادية والثقافية، وكان نتيجة ذلك أن تحولت الأمة الإسلامية إلى أمة متشرذمة متفرقة، مما مهد الطريق لإيجاد الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، فلو كانت الأمة الإسلامية أمة قوية متماسكة وتعتز بهويتها وانتمائها لما كان بالإمكان إيجاد هذه الغدة السرطانية.
وتساءل قائلاً: كيف يمكن أن نتصور أمة حية تتمتع بمقومات الإقتدار والغيرة على الهوية، ثم يأتي العدو ويغتصب جزءاً من أرضها ويعتدي على أبناء الشعب الفلسطيني ويستحل ديارهم وممتلكاتهم، وهذه الأمة ترى ما يجري ولا تحرك ساكناً؟
ومضى سماحته بالقول: لقد انطلقت الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الراحل (رض) ودعم أبناء هذا الشعب العظيم لتطوي صفحة من صفحات التأريخ وتفتح صفحة جديدة في تأريخ البشرية، وهذه الصفحة الجديدة هي صفحة إحياء هوية الأمة الإسلامية، فقد استشعرت أمتنا الإسلامية بعد إنتصار الثورة أنها أمة ذات هوية إسلامية وذات إرادة إسلامية تنبع قوتها من قيم الإسلام ومبادئه السامية.
وأضاف: إن الأحداث التي مرت بالمنطقة بعد انتصار الثورة الإسلامية لهي خير دليل على نجاح هذه الثورة في استعادة الهوية الإسلامية، بدءا بتحرير أفغانستان، ومروراً بالتحولات التي حصلت في العراق، وتشكيل حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة، كحزب الله في لبنان، وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي استطاعت أن تقف بكل قوة بوجه الكيان الصهيوني وتوجه له صفعات قوية في حرب الـ ۳۳ يوماً وخلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وتابع قائلاً: إن الإنتصارات الباهرة التي حققتها المقاومة وصمودها بوجه العدو إن دل على شيء لدل على حقيقة واحدة وهي أن هذه الأمة قد ولدت من جديد وأن الثورة الإسلامية نجحت في إحياء الهوية الإسلامية وتعزيز ثقة الجماهير الإسلامية بأنفسها وقدرتها على التصدي للإستكبار العالمي والأنظمة المستبدة والعميلة له، وهو ما تأكد من خلال ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً من صحوة إسلامية عارمة واندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن.
وأشار سماحته إلى مقولة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (حفظه الله) والتي أكد فيها "إن العالم الإسلامي اليوم على أعتاب مرحلة تحول كبيرة، وهذه المرحلة ستمهد الطريق لبناء الأمة الإسلامية الواحدة". موضحاً: إن قائد الثورة يرى أن هذه المرحلة هي مرحلة إستعداد وتهيئة للمرحلة المقبلة وهي مرحلة بناء الأمة الإسلامية الواحدة الذي سينهي عصر هيمنة الإستكبار على العالم ويضع حداً لسياساته السلطوية ونهب خيرات الشعوب ومقدراتها.
وأضاف: إن الأعداء بدأوا يشعرون بارتدادات الثورة الإسلامية الإيرانية وانعكاساتها على الشعوب الإسلامية بعد أن شاهدوا عملاءهم وأذنابهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، ومن هنا فقد لجأوا إلى إثارة الفتن المذهبية والصراعات الداخلية بين المسلمين كما هو الحال في سوريا من أجل القضاء على الإنسجام والوحدة الإسلامية.
وأكد سماحته أن ما يجري في سوريا في الوقت الراهن ليس ثورة ضد الإستبداد، بل هي مؤامرة وفتنة أراد الأعداء إشعالها لإنقاذ الكيان الصهيوني الغاصب وتحقيق أهدافهم الشيطانية في المنطقة، غافلين عن أن الجماهير الإسلامية يقظة وواعية وستقضي على كل مؤامراتهم ودسائسهم الخبيثة وتحول آمالهم إلى سراب.