"إعتبروا من الدرس الليبي في سوريا" نصيحةٌ لا بد للمجتمع الغربي والدولي من أخذها بعين الإعتبار لعدم تكرار السيناريو الليبي في سوريا،وفي حين تأتي إدانة الإرهاب في طليعة التصريحات،نجد أن روسيا هي الساعي الوحيد لإيجاد حل يستند إلى بيان إتفاقية جنيف
شارک :
يكاد يُجمع المجتمع الدولي على أنه بات من الضرورة القصوى إقتراح قرار ملزمٍ من مجلس الأمن الدولي لحل سياسي دبلوماسي حول سوريا يستند إلى إتفاق بيان جنيف على أن يجري إجتماع ثانٍ لمجموعة العمل حول سوريا في القريب العاجل. وفي حين دان مجلس في بيان صاغته روسيا التفحيرات الإرهابية في حلب،عوّلت الخارجية الروسية على وعي تركيا وإمتناعها من إتخاذ خطوات أحادية بشأن سوريا،فيما رأى مندوب روسيا لدى حلف شمالي الأطلسي أنه من الأجدر للمجتمع الدولي الإعتبار من الدرس الليبي الذي زاد ليبيا تشتتاً وزاد الطين بلة،محذراً من إحتمال تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
نائب ووزير الخارجية الروسي بوغدانوف:لإيجاد حلٍ يستند إلى بيان جنيف وإجتماع مجموعة العمل حول سوريا جدد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إصرار بلاده على إقتراح إصدار قرار ملزمٍ من مجلس الأمن الدولي حول سوريا بناء على إتفاق بيان جنيف،مؤكداً في الوقت نفسه رغبة موسكو بعقد الإجتماع الثاني لفريق العمل حول سوريا في القريب العاجل لتسوية مشاكل البيان. كما أعرب بوغدانوف في هذا السياق عن أمله في قيام المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بزيارة روسيا قريباً لافتاً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى بالفعل محادثات عبر الهاتف مع الإبراهيمي في نيويورك وقام بدعوته لزيارة موسكو "ونأمل أن يتم ذلك قريباً".
الخارجية الروسية: موسكو تعول على وعي تركيا وإمتناعها عن إتخاذ خطوات أحادية تجاه سوريا من جهتها، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو تعول على إمتناع تركيا عن إتخاذ خطوات أحادية تجاه سوريا،إذ جاء في بيان الخارجية " نعول على إبداء الطرف التركي ضبط النفس وعدم إقدامه على خطوات قد تتسبب في المزيد من التصعيد في الإقليم".
وجددت الوزارة التأكيد على تمسك روسيا بضرورة حل الأزمة السورية من قبل السوريين أنفسهم وفق قراري ٢٠٤٢ و٢٠٤٣ لمجلس الأمن الدولي وبيان جنيف.
مجلس الأمن يدين تفجيرات حلب "محاربة الإرهاب تقع على عاتق الحكومات" إلى ذلك،دان مجلس الأمن الدولي التفجيرات الإرهابية الضخمة في حلب في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري،والتي راح ضحيتها العشرات والمئات من الإصابات الخطرة.
وقد أشار البيان الذي صاغته روسيا إلى أن الإرهاب بشتى أنواعه يشكل تهديداً جدياً للسلام والأمن العالمين،مشدداً على إلتزام أعضاء مجلس الأمن بمحاربة كل مظاهر الإرهاب وفق ميثاق الأمم المتحدة،لافتاً إلى أن جزءاً من مسؤولية محاربة التطرف والإرهاب تقع على عاتق الحكومات.
القائم بأعمال المندوب الروسي في الناتو :"إعتبروا من الدرس الليبي" بأن أي حلول من الخارج عبر تدخل عسكري في سوريا سيكون مصيرها الفشل بدوره،رأى القائم بأعمال المندوب الروسي لدى حلف حلف شمال الأطلسي (الناتو) نيقولاي كورتشونوف إن التبعات السلبية للعمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا يمكن أن تشكل درساً في ما يخص الوضع السوري. كذلك لفت كورتشونوف إلى أن أي حلول من الخارج لتسوية سياسية خصوصاً عبر التدخل العسكري سيكون مصيرها الفشل، موضحاً أنه تحت شعار حماية السكان المدنيين جرت حرب ضد الحكومة الليبية وقواتها المسلحة وهذا لا يمت بصلة لقرار مجلس الأمن رقم ١٩٧٣ الذي إستند التحالف إليه لبدء عملياته.
في السياق،أشار كورتشونوف إلى أن الإطاحة بالنظام في ليبيا لم تحقق إستقراراً حقيقياً لهذا البلد وأن النزاع الليبي إكتسب أشكالاً جديدة لا تقل تعقيداً عن القديمة،مؤكداً أن هذا السيناريو قد يتكرر في سوريا أيضاً.