ينبغي للغيارى على مصلحة شعوب هذه المنطقة ان تداوي الجراح وان ترمم الوضع
تنا - بيروت
لاريجاني بحث مع بري الوضع في المنطقة، انتصار غزة والصمود. وأزمات المنطقة.
شارک :
لبنان محطة من المحطات التي يزورها رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني، والتقى لاريجاني في لبنان رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في عين التينة، بحضور الوفد المرافق والسفير الايراني غضنفر ركن أبادي، وعرض الطرفان التطورات الراهنة في المنطقة والعدوان "الاسرائيلي" الأخير على غزة.
من هنا، عبّر رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني عن سروره للفرصة "الثمينة التي أتيحت لي اليوم كي أزور هذا البلد الجميل، وقد وفقنا في عقد لقاء هام وبناء مع دولة الرئيس بري"، مضيفاً "فتحدثنا معه حول الكثير من الملفات الاقليمية وخصوصاً النصر الكبير المؤزر الذي حققه الاخوة الفلسطينيون أخيرا في غزة، فهو نصر كبير من دواعي الفخر والاعتزاز لكل الأمة الاسلامية".
وأضاف لاريجاني "نحن نعتقد أن الشعب اللبناني العزيز استطاع أن يشق هذا الطريق، طريق المقاومة والصمود خلال عدوان تموز عام ٢٠٠٦، وأثبت من خلال جهاده ومقاومته أن الطريق الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني هو طريق الجهاد والصمود والعطاء. وقد استمر الأخوة الفلسطينيون خلال هذا العدوان في السير بهذا الطريق أيضاً".
الى ذلك، لفت رئيس مجلس الشورى الايراني الى أنه خلال المواجهات البطولية الأخيرة التي خاضها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أثبت هذا الشعب "أولاً: اعتماده على الباري عز وجل، وثانيا على المعنويات العالية التي تحلى بها خلال فترة تصديه للعدوان، وثالثا من خلال اعتماده على الأسلحة المناسبة التي تمتع بها استطاع أن يسجل هذا النصر"، مضيفاً "ونحن نفتخر ونعتز بأننا ندعم ونؤازر هذه الحركات التحررية المقاومة في هذه المنطقة. والأساس الذي تستند عليه هذه القوى هو مقارعة ومقاومة الروح التوسعية والعدوانية للكيان الصهيوني".
في السياق، أكد لاريجاني أن "اليوم يتطلع أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد بعين الأمل الى الدول العربية والاسلامية كي تمد يد العون والمؤازرة له"، مضيفاً "ونحن نعتقد أن مجرد الكلام ومجرد المواقف السياسية الفضفاضة لا يمكن أن تداوي جرحا، فنحن نهنىء أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة الاسلامية على تحقيق هذا النصر المبين. ونغتنم هذه المناسبة القيمة كي نؤكد مرة أخرى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف بكل ثبات الى جانب القضية الفلسطينية المحقة والعادلة". إضافةً الى "إن الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف بنفس الثبات الى جانب لبنان والى جانب مقاومته وشعبه العزيز".
من جهة أخرى، أشار لاريجاني الى "ان المباحثات البناءة التي اجريناها هذا المساء مع دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، تركزت حول الرؤى التي من شأنها ان تؤدي الى ترسيخ الامن والهدؤ والاستقرار في ربوع هذه المنطقة"، مبدياً أسفه لأن "التجربة التاريخية المعاصرة خلال العقود القليلة الماضية قد دلت على ان هناك بعض الاطراف المشبوهة التي تضمر الشرط لابناء هذه المنطقة ولشعوبها لا تنفك عن قذف الحجارة على زجاج ونوافذ هذه المنطقة وتهشيمها وتكسيرها".
كما أضاف لاريجاني في المقابل ينبغي للغيارى على مصلحة شعوب هذه المنطقة ان تداوي الجراح وان ترمم الوضع، مؤكداً ان "تقييمنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية لمجمل التطورات السياسية في المنطقة سواء من خلال حركات الصموة الاسلامية، وتبلور روح المقاومة والممانعة، وكل هذه العوامل مجتمعة تجعل رؤيتنا ايجابية. وبطبيعة الحال لا يسعني في نهاية المطاف الا ان اتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الوافر من اخي دولة الرئيس بري على حفاوة الضيافة والاستقبال".
من جهته، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري "أرحب باسم المجلس النيابي وباسم كل اللبنانيين بأخي الدكتور على لاريجاني رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في ايران، الذي عودني دائما في كل عمل وفي كل نقطة تحول في المنطقة، على المبادرة بالاتصالات والتحرك على مستوى برلماني وعلى مستوى شعبي في سبيل دعم هذا الخط المقاوم الذي يتجلى في ما حصل غي غزة".
وأضاف بري وما يحصل دائما في ارجاء الوطن العربي والاسلامي كله، "من المؤسف في هذه الفترة العصيبة والمؤلمة في هذه المنطقة العربية خصوصا وبالتوزع الذي يقوم احيانا بين الدول وبين الشعوب واحيانا محاولة التفرقة بين مكونات الطائفة الواحدة"، مشدداً على أن "هذا الامر هدفه الاستقرار ليس في لبنان وحسب انما في اكثر من بلد عربي في هذه المنطقة، الامر الذي يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة، الوحدة التي كانت تحمي".
كما أضاف الرئيس بري "هذا جرى التأكيد عليه خلال هذه المحادثات وهذه الزيارة التي كنا دائما نتمناها ونرجوها ولكنها جاءت قصيرة، فأهلا وسهلا وهذا كان موضوع النقاش الاساسي كما عبر الدكتور لاريجاني".