الحكومة تصر على الارهاب، الجهات الرسمية لازالت تداهم البيوت وتغرق المناطق السكنية بالغازات الخانقة.
شارک :
أكد أية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم إن "مشكلة البحرين سببها الاستبداد السياسي، ولا زالت تصر على تغذيتها وترفض الحل الذي يخرج بهذا الوضع العام من دوامة الصراع"، مشدداً على أن الحكومة تصر على ارهابها الرسمي، وتستمر في الحل الأمني.
وأضاف الشيخ قاسم في خطبة الجمعة أمس، أنه قد "أثبتت تجربة العكر المرة التي مثلت نموذج العقاب الجماعي وهي تُمارس الأن في مهزة، حيث المداهمات والاقتحامات"، مضيفاً "ويضاف لها الملاحقات الرسمية لشعيرة محرم هذا العام، ووصل التجريم والادانة بنطق أية قرآنية أو شعار من شعارات الأمام الحسين (ع)".
كما بيّن الشيخ قاسم أنه كان المناسب بعد صدور وثيقة اللاعنف من الجمعيات السياسية أن تصدر وثيقة مماثلة من الجهات الرسمية "للقوات التي تداهم المنازل وتغرق المناطق السكنية بالغازات الخانقة، ولكن لا شيء من ذلك واقع".
الى ذلك، أشار الشيخ قاسم إلى أنه كان من المناسب أن توصيات لجنة تقصي الحقائق قد أنجزت محاسبة المجرمين ومنتهكي الحقوق، "وأنهت الاقتحامات الليلية، وأنهى ملف المفصولين، وأفرج عن المعتقلين وسمح بالمسيرات والتجمعات"، لافتاً الى أنه "كان الطبيعي أن يحدث كل ذلك، ولكن لاشيء منه حصل بل العكس لقد عاد انتزاع المرأة من المنزل في منتصف الليل واعتقالها من أحضان أهلها، عاد هذا للواجهة من جديد".
في سياق متصل، أضاف سماحته أنه "وفي مصادمة شديدة لهذه التوصيات، تم منع المسيرات والتجمعات ومطلق صور الاحتجاجات، أليس في ذلك ما يكشف التوجه الرسمي على إبقاء مشكلة الوطن بكلفته الباهظة على حاضر ومستقبل هذا الوطن".
من جهة أخرى، على صعيد محاكمة كوادر جمعية أمل، قال الشيخ عيسى قاسم: "هناك تخفيف لبعض الأحكام للاخوة الأعزاء من جمعية أمل، ولكن المفترض أن لا يبقى أي أحد يوماً واحداً في المعتقل لممارسته حقه في التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه".
بالمقابل، أكد الشيخ عيسى قاسم أن "واقع سيء مخوف ينذر بتفجرات خطيرة، لا يكاد شعب من شعوب هذه الأمة يلتقي مع حكمه أو يلتقي معه"، موضحاً أن "العلاقة داخل الشعب الواحد أسيرة لروح الصراع الحاصل كما هي الحالة في مصر وتونس وليبيا وسورية، ولعل العلاقة في البحرين هي الأهدأ نسبياً رغم ما تطرحه وسائل الاعلام والسعي نحو حالة الانقسام".
هذا، ولفت سماحته الى أنه "في زحمة الاحتراب والانقسام تغيب لغة الدين والحق والعدل والعقل، وتتقطع الأرحام وتتوزع الأوصال وتتدنى قيمة الانسان ويرخص الدم، وفي البحرين مشكلة سببها الاستبداد السياسي ولا زالت تصر على تغذيتها وترفض الحل الذي يخرج بهذا الوضع العام من دوامة الصراع".