صعود التيارات التكفيرية وهيمنة المجموعات الاقصائية اساءت الى صورة الاسلام عالمياً ، ووضعت الحركات الاسلامية أمام المساءلة ، وصدمت اغلبية الراي العام العربي الاسلامي .
شارک :
إستضافت مؤسّسة الإمام الحكيم في منطقة بئر حسن حوارًا بعنوان "المسألة العربيّة المعاصرة: تهديدات وتحدّيات"؛ بمشاركة حشد من الشّخصيات وأساتذة الجّامعات وعلماء الدين.. وبينهم عضو كالة الوفاء للمقاومة النّيابيّة النائب د. علي فيّاض الّذي طرح أطروحة جديدة تقوم على تبنّي الدّيمقراطية المقاومة، وإلتزام الاسلاميّين بها من دون أيّ تردّد، كما راهن على قيام تحالف تركيّ-ايرانيّ يخفّف من أجواء الفتنة المذهبيّة .
وممّا قاله د. فيّاض: "نحن نعيش في مرحلة لم يعد يسعنا معها أن نطلّ على الواقع السّياسيّ الإقليميّ أو المحليّ من دون الإطلالة على الواقع الإسلاميّ والوضع الدّوليّ.. وإذا أردنا أن نعالج "المسألة العربيّة المعاصرة" فهناك جانبان: الأوّل يتّصل بالتّحدّيات الفكريّة والاجتماعيّة والسّياسات العامّة..
والّثاني يتّصل بالتّصورات الاستراتيجيّة السّياسيّة، وهذا الجانب مهمّ؛ وقد تحدّثت عنه سابقًا حيث دعوت إلى ما يشبه "وستفاليا عربية إسلامية" (وستفاليا هي الاتفاقيّة الّتي عالجت الواقع الأوروبيّ بعد الحروب الدّينيّة). وذكّرت سابقاً أنّه يمكن إنشاء نظام عربيّ ـ إسلاميّ جديد في ظلّ تراجع الدّور الأميركيّ وتعاظم الدّور الشّعبيّ. ويهدف هذا التّصوّر إلى إقامة نظام إقليميّ عربيّ ـ إسلاميّ جديد يرعى مصالح الدّول والفئات، ويمنع حصول حرب دينيّة ـ مذهبيّة تمتد لثلاثين عامًا..
وفي معرض تساؤله عن الدّول الأساسيّة التّي يمكن أن تلعب دورًا أساسيًّا في إطار الحلّ؟، قال " يمكن لتركيا وإيران تأدية دورا مهمّ في إعادة صياغة المنطقة مجدّدًا .... لكن إذا لم يحصل تحوّل أساسيّ في سياسة تركيا تجاه سوريا لا يمكن أن نشهد إتفاقًا إيرانيًّا ـ تركيًّا جديدًا..
وقال فياض: "اليوم هناك ٣ ضحايا كبرى وهم: الإسلام والدّيمقراطية وفلسطين؛ والاضطراب القائم ترك تأثيرات على هذه القضايا الأساسيّة، والتّي تشكّل جوهر التّحدّيات المعاصرة... فهناك صعود للتّيارات التّكفيريّة، وهيمنة للمجموعات الإقصائيّة.. مّما أساء إلى صورة الإسلام عالميًّا، ووضع الحركات الإسلاميّة أمام المساءلة، وصُدمت الأغلبيّة العامّة من الرأي العام العربيّ الإسلاميّ من ما يجري. .. وعلى صعيد القضيّة الفلسطينيّة، قال فيّض: أصيبت بانعكاسات سلبيّة كبيرة بعد الثّورات العربيّة، وارتكب بعض الحركات الإسلاميّة أخطاء عدّة بعدم إعطاء الأولويّة للقضيّة الفلسطينيّة..والمطلوب أن تبقى القوى السّياسيّة والحزبيّة وفيّة للمقاومة وأن لا تكون هذه القضية في واقع إشكاليّ" .
وعلى ضوء ما يجري يرى فياض أنّنا "نحتاج إلى تيار إسلاميّ عقلانيّ، وإلى مقاومة حقيقيّة، وتيّار شعبيّ ديمقراطيّ قويّ، ولم يعد من الممكن الفصل بين كل هذه القضايا..وإذا لم تتبنّ الحركات الإسلاميّة الدّيمقراطية بشكل حقيقيّ فستواجه الدّيمقراطية أزمة كبرى..