تاريخ النشر2014 7 June ساعة 12:14
رقم : 160196

الاختلاف في المذهب لم یقلل من شأن أبناء السنة عند الإمام الخمیني

تنا
الشيخ ماهر حمود : أنا أودّ الامام الخميني کثیرًا ، وأعلن في کل لحظة ان اختلافي معه في المذهب، وعدم تقلیدي له في المذهب ،لا یقلل من شأني عنده .
الاختلاف في المذهب لم یقلل من شأن أبناء السنة عند الإمام الخمیني
  
ذكر رجل الدين السني البارز الشيخ ماهر حمود ، بأنه كان قد التقى الامام الخميني خمس مرات ،  مشيراً الى ذكرياته عن أحد لقاءاته بالإمام بالقول : وقتها تقدمنا لکي نسلّم علیه ،صافحناه ووقفنا معه لحظات ،و أتصور أن السید عیسی الطباطبائي كان قد قال له بأنني رجل من لبنان ،ولم أکن معروفاً بالشکل الذي یجعله یخوض معي کلاماً او شیئًا، انما ابتسم وهز ّرأسه .

و مضى يقول: و المرة الخامسة والاخیرة التي التقیت فیها الإمام کانت في خریف عام 1987 بعد مؤتمر "قداسة الحرمین " ، حیث کان اجتماعا مصغرا، شارك فیه سماحة المرجع السید محمد حسین فضل الله وسماحة الشیخ المجاهد سعید شعبان والسید  ساجد النقوي من باکستان وشخص آخر، إضافة الی سفیر ایران في السعودیة يومئذ محمد علي هادي . وکانت جلسة رائعة اذکر منها أمرین هامين ، الاول أن سماحة السید محمد حسین فضل الله قال له: أنت رجل مهم وقائد ثورة . فأجابه الإمام : انا لم افعل شیئا، الشعب هو الذي فعل.
 
وتابع الشیخ ماهر حمود: الحقیقة أن هذا الحوار  انطبع في ذهني کثیرا ،لانه دل علی تواضع کبیر للامام الخمیني وانکار للذات کما یقال ، وعرفان للجمهور وللشهداء وللعلماء الذین ضحوا من أجل الثورة .
 
وأضاف الشیخ حمود:طبعا  أنا أودّ هذا الرجل کثیرا ،وأعلن في کل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقلیدي له في المذهب ، لا یقلل من شأني عنده. لأن الجانب الرئیسي من الاسلام المتعلق بالموقف السیاسي ومواجهة اسرائیل والاستکبار العالمي ،وهو أهم واصعب جزء في الاسلام ، قام الامام الخميني بحمله علی أحسن وجه ودعا الامة الی ذلك. 
   
وحول فکر الامام وحرکته الثوریة ، قال الشیخ حمود: لا شك ان الإمام الخمیني یشکل قفزة نوعية نحو الأمام لم نکن نتوقعها في زماننا.. نحن ابناء حرکة اسلامیة واسعة کانت تطمح الی الحیاة السیاسیة ،و كنا نعیش وقتها في عقدة نقص أمام التیارات الیساریة . الذي حصل هو انه فجأة عندما خرجت ثورة الامام الخمیني ،قضت عملیا علی الکثیر من الاوهام التي نشرت في حق الاسلام ، وأهم هذه الاوهام الشعار الذي کان یرفعه الیساریون " الدین أفیون الشعوب " . إذ جاءت هذه الثورة المتجددة والعظیمة واظهرت ان الدین لیس أفیونًا للشعوب ،بل محركاً للثورات وللشعوب بالاتجاه الصحیح.
 
وأردف قائلاً : الأمر الثاني کان تشکیكا من العلمانیین والمستشرقین وغیرهم بان الاسلام غیر قادر علی ان یبني دولة في العصر الحدیث. وهذا ایضا سرعان ما ظهر بطلانه.. الأمر الثالث لعله الأهم هو أن التیارات والحرکات الاسلامیة ،او الدول التي تدعی انها اسلامیة، کانت تعتبر في الصف الامیرکي ضد الصف الیساري و المعسکر الشیوعی معتقدین ان الخطر الالحادي اکبر من الخطر الامبریالي والامیرکي، وفجأة ظهر الامام الخمیني بموقف واضح ضد الامیرکي والاسرائیلي لم یکن احد یستطیع ان یسابقه الیه .
 
ورأی الشیخ حمود : أن مواقف الإمام  کلها کانت مغطاة بدعم شعبي واسع جدا کان یتمناه اي زعیم في العالم او اي ثورة یساریة او غیر یساریة فی العالم ، وبالتالی أصبح الاسلام فعلا  وبأشهر قلیلة ، فاعلاً  علی الساحة السیاسیة  ومتقدما  ورافعا شعار فلسطین یقدمه علی کل الشعارات ،وصادق في ذلك کما برهنت على ذلك السنوات الطویلة .
 
واضاف: وبالتالي اشعرنا الامام الخمیني والثورة الاسلامیة ، اننا دخلنا في صلب الحیاة السیاسیة ومن بابها الواسع .  وبکل صراحة فأن ما کنا  نخشاه منذ اليوم الاول  هو الالتباس الدیني في بعض المفاهیم التي یختلف علیها السنة والشیعة ، و الفتنة المذهبیة و التحریض المذهبي . وللاسف صدقت توقعاتنا وحُرکت في وجه الثورة الاسلامیة المشاعر المذهبیة البغیضة ،بل وحرکت الحرب المفروضة - الحرب التي شنها صدام و التی حظيت بدعم أميركي و عربي رجعي -  ضد الثورة الاسلامیة التي لم تکن مستعدة لخوض معارك ولکنها استطاعت ان تقف بثبات  و تتصدى للهجوم و تدحر العدوان .   
 
و تابع الشیخ حمود: المهم أننا و بعد مرور 35 عاما وحتی هذه اللحظة ،نشعر باننا نتقدم علی الطریق الصحیح وان کل الاتهامات المتراکمة ضد الثورة الاسلامیة في ایران قد باءت بالفشل ، وان ایران لا تزال تحتفظ بموقعها الریادي الاول في التحریض علی اسرائیل وامیرکا ، وفي دعوتها الی وحدة الامة ، وقد نجحت في الکثیر من المحطات لاسيما المحطات الرئیسیة .  

واشار  الشیخ حمود إلی الاختلاف المذهبي حول بعض القضایا التي تحتاج إلی توافق وتفاهم حول القواسم المشترکة  من أجل توحید جمهور المسلمین،  مشدداً على : اننا نستطیع ان نتجاوز هذه المسألة في اول محطة حقیقیة جدیدة تسجل فیها المقاومة انتصارا حقیقیا علی اسرائیل او علی المؤامرة التي تحیق بنا، کما حصل هذا الانتصار علی المؤامرة في سوریا.
 
واختتم الشیخ حمود كلامه بالقول :  انا بالتأکید أرفع شعارًا وأدعو الاسلامیین والوطنیین بعد فشل التجارب الاسلامیة الاخری والوطنیة ، الی اعتماد ایران وقیادة الامام الخامنئي في خط یصطف خلفه کل من یرید ان یحقق شیئا علی طریق فلسطین ولو اختلفنا علی بعض التفاصیل ، یعني کل یستطیع الاحتفاظ بطریقته وباجتهاداته السیاسیة والفقهیة ، لکن هذا هو الثابت الوحید منذ 35 عاما علی طریق فلسطین .
https://taghribnews.com/vdccoxqse2bqes8.caa2.html
المصدر : العالم
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز