أفاد ذلك مراسل وكالة انباء التقريب (تنـا)؛ مشيراً الى ان أهداف الملتقى، الذي استغرق انعقاده يوماً واحداً، تمحورت حول التقريب وتحقيق المزيد من التضامن والتلاحم بين الشيعة وابناء السنة في المنطقة تأسياً بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ اضافة الى دراسة و مناقشة الموضوعات الدينية والعلمية والثقافية والاجتماعية، من خلال الكلمات وبحوث اللجان التخصصية، وذلك بحثا عن السبل الكفيلة بترسيخ مبادىء وحدة الامة الاسلامية، بما يترجم آمال وتطلعات سماحة الامام القائد اية الله الخامنئي، وتحقيق المزيد من التواصل والانسجام بين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية والنخب العلمية والفكرية والثقافية وتعزيز التواصل بين الحوزات العلمية وجامعات البلاد؛ فضلاً عن حرص المشرفين على اقامة الملتقى، على تجليل وتكريم رواد التقريب وطلائع الناشطين في هذا المجال.
وفي مراسم افتتاح الملتقى، ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي كلمة جاء فيها : أن التفرقة والتشتت و الحروب واراقة الدماء الى غير ذلك من المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع البشري، إنما هي من صنع وتدبير شياطين المجتمع الانساني؛ مضيفاً : أن المجتمع البشري يتألف من فئتين، الاولى عبارة عن ذرية الانبياء الالهيين، والأخرى هم احفاد الشيطان.
وفي معرض توضيحه لمفهوم اتباع وذرية الانبياء، قال سماحته : أن المجتمع الاسلامي يتسم بهويته الاسلامية التي هي تراث الرسول الاكرم (ص) للبشرية جمعاء، وعليه ينبغي أن تتمحور هوية المسلمين كافة حول الاخوة الاسلامية التي تستمد وجودها من الرسول الاكرم (ص)؛ لافتاً سماحته، الى أن "الوحدة و الاتحاد إنما هي من مقومات الهوية الاسلامية".
وأشار أية الله الاراكي الى أن الهوية الاسلامية إنما هي من نعم الله تعالى؛ موضحاً : أن ما نواجه اليوم من تحديات ومشكلات إنما هو نتيجة لضعف هويتنا الاسلامية، ولهذا لابد لنا من العمل على ترسيخ وتعزيز هويتنا الاسلامية.
واردف سماحته قائلاً : أن كلاً من الوحدة والاتحاد والتآزر والتلاحم تعتبر مكونات اساسية للهوية الاسلامية.
هذا، وخلص الامين العام لمجمع التقريب الى أن "بعثة الانبياء عموماً وبعثة الرسول الاكرم (ص) على وجه الخصوص، استهدفت توحيد المجتمعات البشرية، وأن رسالة الاديان على مرّ التاريخ تمحورت على الدوام حول نداء الوحدة".
جدير بالذكر أن ثمة نشاطات عديدة تخللت فترة انعقاد الملتقى في محافظة هرمزكان، شارك فيها الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، لعل من أبرزها لقاء سماحته جمعاً من النسوة من ابناء السنة والشيعة في المنطقة، متحدثاً اليهن ولافتا الى الدور الفريد الذي تضطلع به المرأة في بناء المجتمع الانساني عموماً والمجتمع الاسلامي على وجه الخصوص".
كما تفقد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، فرع جامعة المذاهب الاسلامية في المحافظة، حيث التقى الاستاذة والعاملون في الجامعة، معرباً عن أمله في أن يضطلع خريجو الجامعة بدور محوري في ترجمة اهداف وتطلعات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وأن يكونوا دعاة وحملة لنداء الوحدة والتلاحم في المجتمع.