تبدأ القمة العربية، اليوم الثلاثاء ٢٥ مارس / اذار، اعمالها للدورة الخامسة والعشرين في الكويت وسط خلافات تعقيدية اهمها التوتر القائم بين الدول الخليجية الثلاث السعودية والبحرين والامارات مع دولة قطر، والأزمة السورية والأوضاع في مصر و...
وذكرت "الجزيرة" الاخبارية اسماء عدد من الرؤساء الذين وصلوا الى الكويت باكرا، بمافيهم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور واليمني عبد ربه منصور هادي بالاضافة الى رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبو سهمي؛ بينما أعلن مكتب الرئاسة التونسية أن رئيس الجمهورية منصف المرزوقي توجه إلى الكويت للمشاركة في هذه القمة.
ونقلت الجزيرة عن وكيل وزارة الخارجية الكويتية "خالد الجار الله" قوله انه "تأكد حضور الملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، والرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشال سليمان"، الى القمة.
من جانب اخر، نقلت وكالات انباء عراقية عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قوله أن "هناك خلاف كبير بين الدول المشاركة في قمة الكويت وهو قضية من يمثل سوريا"؛ لافتا الى عدم اتفاق الدول الاعضاء على تسليم مقعد سوريا في القمة إلى ما يسمى بـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".
وكانت ست دول من بينها العراق والجزائر ولبنان قد احبطت محاولة لمنح مقعد سوريا لجماعة "الائتلاف".
الى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن الأمين العام لـجامعة الدول العربية "نبيل العربي" تصريحات أكد فيها أن "الخلافات بين الدول العربية ستؤثر في قرارات القمة"؛ مشيرا الى انها "تأتي في فترة تتزايد فيها المخاطر والتحديات على الأجندة العربية".
من جهته، استبعد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الأحد أن تخرج جميع الأطراف المشاركة في القمة بقناعة تؤكد تسوية جميع الأمور، لأن "الجرح عميق"، حسب وصفه.
وأضاف فهمي أنه "حتى إذا توصلنا إلى صيغة وهذا مستبعد، نحتاج جميعا إلى فترة لكي نقيّم ترجمة هذه الصيغة إلى التزام حقيقي بمواقف وخطوات تنفيذية تعكس تغييرا في السياسات".
وتأتي تصريحات الوزير المصري على خلفية التوتر بين مصر وقطر وسحب سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة أوائل الشهر الجاري احتجاجا على تدخلها في شؤونها الداخلية، بينما قالت مصر إن سفيرها لدى قطر الذي استدعي الشهر الماضي لن يعود إلى الدوحة حاليا.
ولم تستثني الخلافات المستولية على قمة الكويت، خلافات الدول الاعضاء حول الملف الفلسطيني، حيث مطالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني "أحمد بحر"، في رسالة وجهها للقمة العربية بإنقاذ أهالي قطاع غزة والتدخل لدى مصر لإعادة فتح معبر رفح وتنفيذ قرارات القمم العربية السابقة برفع الحصار عن غزة.
كما دعا بحر لسحب المبادرة العربية للسلام في ظل تجاهل الاحتلال الإسرائيلي وازدرائه لها، وعدم التعاطي مع خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إضافة إلى التأكيد على الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها القدس وحق العودة.
وعشية انعقاد القمة عبر الشارع العربي عن عدم قدرة المجتمعين على حل الخلافات والازمات التي تعيشها الأمة؛ ففي سوريا رأى المواطنون أن اي قمة من دون مشاركة سوريا ستواجه الفشل.
وفي فلسطين المحتلة أكدت شخصيات في غزة أن المصالح العربية لا تحمى بخلافات تشغل عن اي قرار بشأن القضايا الجوهرية.
وفي الضفة الغربية عبر الفلسطينيون عن خيبة أملهم من القمم العربية دون أن يستثنوا قمة الكويت.
وفي مصر يأمل الشارع أن تتبنى القمة العربية قرارات لمكافحة الارهاب الدخيل على المنطقة، والاستثمار العربي المشترك خاصة في مجال التصنيع العسكري لمواجهة الضغوط الدولية.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية اللبناني السابق "عدنان منصور" أن القمة تعقد في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين الدول العربية ويتواصل تدخل بعض الدول العربية لإشعال نار الحرب في سوريا وسط تقاعس العرب عن دعمِ القضية الفلسطينية.