ليبيا .. مظاهرات داعمة ورافضة لعملية اللواء المنشق "حفتر"
تنا
خرج الاف الليبيين في العاصمة طرابلس وبنغازي ومدن اخرى بمظاهرات مؤيدة لـ"عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المنشق خليفة حفتر لمكافحة ما وصفه بالارهاب ، بينما خرجت اخرى معارضة له .
شارک :
ففي طرابلس تجمع مئات المواطنين في ساحة الشهداء وسط العاصمة وأكدوا دعمهم لـ"عملية الكرامة لمكافحة الإرهاب" مرددين شعارات تدعو إلى دعم المؤسسة العسكرية والشرطية الرسمية في مختلف ربوع البلاد.
وقبل أسبوع، دشن حفتر "عملية الكرامة" ضد مسلحين يقول إنهم "إرهابيون مرتبطون برئاسة الأركان الليبية"، في مدينة بنغازي (شرق)، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط ٨٠ قتيلا على الأقل. واعتبرت أطراف حكومية تحركه "انقلابا على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١١ التي أطاحت بنظام معمر القذافي.
وفي حديث مع الأناضول، اعتبر متظاهرين أن قرار أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني محاولة من الإسلاميين للسيطرة على العاصمة، معتبرين عملية حفتر "طريقا للخروج من الأزمة السياسية في ليبيا واجتثاثا الإرهاب"، ورفعوا لافتات تؤيدها. في المقابل، تظاهر المئات من مؤيدي البرلمان الليبي ومعارضي حفتر في ميدان الجزائر (قريب من ميدان الشهداء).
وأعربوا عن استنكارهم لمحاولة تأجيج الرأي العام وإسقاط المسار الديمقراطي في البلاد باستخدام شعارات محاربة الارهاب والتطرف، محذرين من محاولة إقصاء الثوار عن المشهد الليبي.
وفي بنغازي، شرقي البلاد، خرجت مظاهرتين بمناطق متفرقة من المدينة، أيدت الأولي تحركات حفتر، بينما اعتبرت الأخرى تحركاته "انقلابا على شرعية الدولة".
ورفع المتظاهرون المؤيدون لحفتر، الذين تظاهروا بوسط المدينة، لافتات كتب عليها "بنغازي مع اللواء حفتر"، و"نعم لعملية الكرامة"، كما هتفوا ضد الكتائب المسلحة.
أما المعارضين لحفتر الذين تظاهروا في ساحة الحرية بوسط بنغازي، فاستنكروا تحركاته، معتبرين أنها انقلاب على شرعية الدولة ومحاولة للسيطرة على الحكم في البلاد، ورددوا هتافات منددة بحفتر ورافضة للاقتتال بين الليبيين في الأشهر الحرم، رافعين لافتات كتب عليها "زمن الانقلابات قد ولى"، و"اللواء حفتر وجه آخر للقذافي".
واما الحكومة الليبية المؤقتة فقد اشادت بالمظاهرات والشعب الليبي لخروجه بمظاهرات سلمية وحضارية لبناء مؤسسات الدولة وتنديدا بالارهاب .
وعلى الرغم من عدم إشارتها إلى دعم حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة، إلا أن الحكومة أكدت في معرض البيان نفسه على مكافحة الإرهاب، وهو المصطلح الذي يستخدمه اللواء المتقاعد في حملته العسكرية.
وأضاف بيان الحكومة أن "خروج عشرات الآلاف اليوم يحتم على الجميع الاستجابة لمطلب الشعب الذي يمثل الشرعية التي لا يمكن تجاهلها"، وجددت التأكيد على المبادرة التي كانت قد أطلقتها.
وتقضي المبادرة بأن يدخل المؤتمر الوطني العام في "إجازة برلمانية حتى انتخاب برلمان جديد تسلم له السلطة التشريعية عند ذلك"، إلا أن رئيس المؤتمر لم يظهر تجاوبا مع خطوة الحكومة.
ويبرز بيان الحكومة عمق النزاع بين البرلمان والسلطة التشريعية، في وقت تتسع دائرة التأييد لحفتر مما ينذر باندلاع مواجهات مسلحة جديدة في بلاد تنتشر فيها الميليشيات.