وأوضح المصدر أنه وبعد اجتماع عقده التحالف الوطني، الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي، الجمعة في منزل رئيس تيار الاصلاح ابراهيم الجعفري، "تم الاتفاق وبشكل نهائي على تولي رئيس الحكومة الحالية نوري كامل المالكي رئاسة مجلس الوزراء"؛ مبينا المصدر نفسه ان كتلة الاحرار التي يتزعمها مقتدى الصدر ابدت تحفظها على ذلك.
وأضاف المصدر أن "كتلة الاحرار اكدت بأنها لن تصوت له داخل البرلمان، لكنها لن تخرج عن التحالف الوطني حتى يبقى الكتلة الاكبر وأنها ستحترم قرار مكوناته".
ولفت المصدر الى أن "الاتفاق الذي جرى ليلية أمس (الجمعة) بين كتل الائتلاف الوطني، نصّ بصيغته النهائية على تولي المالكي رئاسة الحكومة وحسين الشهرستاني نائبا اول لرئيس الجمهورية، فيما ستحصل كتلة المواطن على منصب نائب رئيس البرلمان والذي سيسند للشيخ همام حمودي ونائب رئيس الوزراء لبيان جبر و وزير النفط لأبراهيم بحر العلوم على ان تمنح كتلة الاحرار وزارات خدمية".
في غضون ذلك، أكد المصدر أن "التحالف الكردستاني حسم موضوع مرشحه لرئاسة الجمهورية ورشح الدكتور نجم الدين كريم، فيما رشح أتحاد القوى الوطنية سيلم الجبوري لرئاسة البرلمان".
هذا، وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، اعلن، الجمعة، انه لن يتنازل عن الترشح لولاية ثالثة في رئاسة الوزراء؛ مؤكدا ان ائتلاف دولة القانون هو الكتلة الاكبر وهو صاحب الحق في اختيار هذا المنصب، وليس من حق اي جهة ان تضع شروطها لاختيار المرشحين.
وقال المالكي في بيان نشر على موقعه الالكتروني، "أجدد شكري وتقديري وأحترامي لجميع الأخوات والاخوة الذين انتخبوني و وثقوا بي والاخوة الاعضاء في ائتلاف دولة القانون، واقول بكل عزم وقوة بأني سأبقى وفيا لهم وللعراق وشعبه".
"متحدون" متمسك برئيسه اسامة النجيفي رغم انسحاب الاخير من ترشحه لرئاسة البرلمان من جانب اخر، اكد ائتلاف "متحدون للاصلاح"، الجمعة، تمسكه برئيس الائتلاف اسامة النجيفي و"ترشيحه لاعلى منصب رغم انسحاب الأخير من ترشحه لرئاسة مجلس النواب في دورته الجديدة"؛ واصفا قرار النجيفي بـ"الشجاع".
وقال النائب عن الائتلاف "طلال خضير الزوبعي"، أن "العراق اليوم بحاجة ماسة الى خارطة طريق جديدة لبناء الدولة"؛ مشيرا إلى أن "ما قام به رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح اسامة النجيفي هو موقف الرجل شجاع"؛ على حد تعبيره.
وأضاف الزوبعي أن "النجيفي ربط موقفه وعدم ترشحه لرئاسة البرلمان مقابل عدم ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة"؛ موضحا أن "إجراء النجيفي يأتي لتضييع الفرصة على الاخرين الذين يقولون انه يدفع بنفسه تجاه تولي رئاسة مجلس النواب او البحث عن رئاسة الجمهورية".
وقال الزوبعي ان "النجيفي لديه شعبية كبيرة ومؤيدين كثر وهو شخصية مهنية ومقبولة من قبل الاطراف السياسية"؛ مبينا أنه "اراد تغيير الوجوه في المرحلة القادمة من خلال سحب ترشحه لرئاسة مجلس النواب لان اغلب الكتل طالبت بتغيير الاشخاص والمناهج في العملية السياسية".
في سياق منفصل، تفيد الانباء من العراق ان اسرة النجفي تواجه اتهامات خطيرة نظرا لمجريات الاحداث في المرحلة السياسية المنصرمة؛ ويرى مراقبون ان هذه الاسرة تعيش حلم فصل محافظة نينوى عن الاراضي العراقية وحصولها على حكم ذاتي كما هو الحال بالنسبة لاقليم كردستان العراق.
ومايقوي من هذه التحليلات هي ممارسات شقيق اسامة، "اثيل النجيفي" محافظ نينوى الهارب الى اربيل بعد تسليمه مدينة الموصل الى تنظيم "داعش" الارهابي ومنعه القوات الامنية المنضوية تحت امرته من مواجهة هذه العصابة الارهابية عندما بدأت زحفها الى الموصل؛ الامر الذي ادى الى سيطرتهم على ارجاء المدينة بكل سهولة. ويضاف الى ذلك تحالفات اسامة النجيفي الخفية في مرحلة ترأسه البرلمان العراقي مع زعماء بعض الدول الخليجية ولاسيما السعودية وقطر، والتي وصفت من قبل شخصيات وكتل مشاركة في العملية السياسية، بأنها على حساب العراق وشعبه.