بيان "رابطة علماء اليمن" في ادانة جريمة القاعدة ضد الجنود
تنا
شارک :
ردا على مقتل عدد من الجنود اليمنيين في عملية ارهابية (الجمعة) بمحافظة حضرموت، اعلن عن مسؤوليتها ما يسمى بـ تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، اصدرت "رابطة علماء اليمن" بيانا حمّلت فيه الحكومة، المسؤولية الكاملة عن وقوع الحادث؛ مجددة دعوتها للشعب اليمني، "كافة باتخاذ موقف والقيام بواجباتهم الشرعية والقانونية في الدفاع عن أنفسهم وحماية أهليهم وأموالهم وبلادهم من فتنة هوجاء يراد إدخالهم وإقحامهم فيها بغرض لفت أنظارهم والالتفاف على مطالبهم المتمثلة بإسقاط ومحاسبة رموز الفساد وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات تراعي وتلبي المصلحة العليا للبلاد وتقدمها على المصالح الخارجية والاستقطابات الدولية".
وفيمايلي نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) صدق الله العظيم.
تابعنا الأخبار الواردة من محافظة حضرموت عن قيام عناصر ما يسمى (تنظيم القاعدة) بأسر مجموعة من جنود الجيش اليمني ثم ذبحهم بالسكاكين وهم مكتفين أمام الكاميرات، في مشهد ينبئ بأن أعمال القتل هذه يراد منها الاستعراض بأبشع الوسائل والأدوات للإرجاف في الأرض وتخويف أكبر عدد من الناس، وهو ما يؤكد وقوف طرف ما خلف هذه العناصر وجرائمها البشعة للاستفادة منها بتحويل الأنظار عن مشاكل وأحداث أخرى وللتكسب الإعلامي والسياسي من ورائها.
إن رابطة علماء اليمن وهي تدين بشدة هذه العملية الإجرامية البشعة، لتحمل سلطات الدولة، ممثلة برئيس الجمهورية وحكومة ما يسمى (الوفاق)؛ المسؤولية الكاملة جراء تغافلها عن الفكر المتطرف وانتشار عناصره التكفيرية في عموم محافظات الجمهورية، تحت رعاية ودعم جهات حكومية ومسئولين فيها، وكذا القصور الأمني عن متابعة تلك العناصر المسلحة وتنقلاتها من مكان لآخر ومن محافظة إلى أخرى، تنفيذاً لمخططاتها الإرهابية المعدة مسبقاً..
إن الشلل الذي أصاب النظام القائم بجميع سلطاته وإمكاناته في مواجهة عناصر الذبح والقتل والإرهاب، واستسلامه في معركة مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين، للحد الذي صارت معه كل قرارات النظام تصب في مصلحة عناصر الإجرام وأركان الفساد أنفسهم، وصار أبناء الشعب وجنوده هم من يدفعون ثمن تلك القرارات الغبية التي لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف، ليدفعنا للقول بأن نظام كهذا لم تعد له من مبررات بقاء سوى خدمة مصالح دول خارجية إقليمية ودولية، وأن هذه الدول هي من تقف خلفه وتدعم بقائه في ظل لعبة الاستقطاب الدولية التي ليس لليمنيين فيها ناقة ولا جمل.
إننا وفي هذا الصدد وحيث قد حذرنا رئيس الجمهورية من قبل، وطالبنا مسئولي الحكومة بالقيام بواجباتهم الوطنية بعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة أو المشاريع الأجنبية المشبوهة، لنحذر أبناء شعبنا اليمني كافة من خطورة التخاذل عن القيام بواجباتهم الشرعية والقانونية في الدفاع عن أنفسهم وحماية أهليهم وأموالهم وبلادهم من شر مستطير وفتنة هوجاء يراد إدخالهم وإقحامهم فيها بغرض لفت أنظارهم والالتفاف على مطالبهم المتمثلة بإسقاط ومحاسبة رموز الفساد وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات تراعي وتلبي المصلحة العليا للبلاد وتقدمها على المصالح الخارجية والاستقطابات الدولية.
وبهذا المصاب الجلل والأليم فإن رابطة علماء اليمن تتقدم إلى أسر الجنود المغدورين بأحر التعازي وأصدق المواساة، سائلة المولى عز وجل أن يتقبلهم في الشهداء، وأن يعجل بكشف من يقف وراء القتلة والمجرمين، لنشهد مساءلتهم وإنزال العقوبة الرادعة بحقهم جميعاً، إنه سميع مجيب.
حفظ الله بلادنا وشعبنا وجنودنا من شر عصابات الفساد والإرهاب، وهو القائل في محكم كتابه: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) صدق الله العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن السبت ١٣ شوال ١٤٣٥هـ الموافق ٩ أغسطس ٢٠١٤م