معاهد الدراسات الاميركية تمهد الرأي العام للهجوم الاميركي على المنطقة بحجة داعش
تنا
تشير المعطيات القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن حملة "التبشير" التي تخوضها معاهد الدراسات و وسائل الإعلامي الأمريكية قبيل كل حرب تذهب نحو التمهيد لطرح أمريكي رسمي لعملية عسكرية برّية في العراق و سوريا بحجة مواجهة خطر داعش.
شارک :
الدور الذي تقوم به كل من معاهد الدراسات الحربية و الاستراتيجية في أميركا، هي خلق الانطباع الذي تستند عليه الإدارة الأمريكية قبيل إطلاقها لأي سياسة أو قرار قد يكون له تأثيره على سير أي عملية انتخابية قادمة، و ليتمكن الرئيس الأمريكي من إسكات أصوات معارضيه في الكونغرس الأميركي أو مجلس الشيوخ، بأن قراره يكسب التأييد الشعبي.
ذبح الصحفيين الأمريكيين، ومن بعدهما موظف الإغاثة البريطانية، كان بداية الحدث، ولا يستبعد أن يقوم داعش خلال يومين قادمين من ذبح الرهينة الرابعة، وهو سيفعل ذلك باعتبار إن التنظيم أصلاً يعمل لصالح أمريكا التي أنشأته، و إن كان التشكيك بصحة الأفلام كلها قائماً على أسس عدة أولها رباطة جئش المذبوحين قبيل ذبحهم وهو يوجهون رسائلهم إلى العالم كي يحس بخطورة داعش، لا بخطأ السياسات الأميركية.
وقبيل عملية الذبح الرابعة – التي قد تأتي خلال يومين أو ثلاثة- تصدر دراسة تمهد لطرح العملية البرية، ومصدر هذه الدراسة هو "معهد الدراسات الحربية" حيث طالب المعهد بزيادة انخراط القوات العسكرية الأميركية في "كل من العراق وسوريا لتعزيز الغارات الجوية المكثفة في محاربة "داعش"، وذلك تماشياً مع متطلبات الإستراتيجية الأميركية الجديدة، إذ إن المطلوب وفق وجهة نظر المعهد إرسال ٢٥.٠٠٠ مقاتل أمريكي لينتشروا في "عمق الأراضي السورية و العراقية"
وأضافت الدراسة أنه يتعين "نشر قوات قتالية بحجم كتيبة أميركية على الأقل، بالإضافة إلى القوات الخاصة، داخل الأراضي السورية، إحدى مهامها حشد قواتها على عجل لدعم القوات الأميركية الأخرى في سوريا".
ونوّهت الدراسة إلى ضعف حجم تأييد "العشائر السنية المحلية للخطة الأميركية في الوقت الراهن"، وقالت إنه "من السابق لأوانه التيقن من وجوده أصلاً، إذ من غير الجائز إثبات أو إلغاء تلك النظرية من دون الانخراط المباشر للقوات على الأرض".
المعهد الأمريكي الذي يمهد لتوجه أمريكي نحو وضع خيار التقدم البرّي على الطاولة بعد أن كان حبيس الأدراج حتى اللحظة، يحتاج إلى سفك المزيد من الدماء، و على هذا الأساس قد لا يكون الرهينة البريطاني الذي هدد داعش بذبحه في شريط إعدام البريطاني ( هاينز)، مما يعني إن الوضع في العراق مرشح لمذبحة جماعية ضد إحدى أقليات العراق، أو مزيداً من العمليات الانتحارية في بغداد و سواها، و ربما سيكون كلا الامرين معاً، في حين إن محاولات اقتحام دمشق من قبل الميليشيات المسلحة تبوء بالفشل الذريع.