بيان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة رداً على كلام الحريري حول مواقف السيد نصر الله
تنا بيروت
تعليقاً على البيان الذي أصدره رئيس حزب المستقبل الرئيس الأسبق سعد الحريري, رداً على كلمة الأمين العام لحزب الله التي تناول فيها العدوان على اليمن، ومؤخرا المقابلة التي أجراها سماحته مع قناة الإخبارية السورية، أصدر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بيانا تناول فيه بيان الرئيس سعد الحريري جاء فيه:
شارک :
أولاً: هناك تباين واضح استراتيجي ومنهجي بين حزب الله وحزب المستقبل ينعكس دائماً في مواقف الفريقين وادائهما تجاه الأحداث والتطورات المحلية والاقليمية, ومن ضمنها الحدث اليمني الساخن الذي نختلف في مقاربته مع حزب المستقبل سواء لجهة التوصيف أو لجهة الأهداف أو لجهة تحديد المسؤوليات...
ثانياً: الحرص المشترك على مواصلة الحوار الذي باشرناه وسنكمل فيه معاً, ليس المراد اسقاط القناعات المتفاوتة, بل التوصل عبرها مع الامكان إلى التقاء حول قاسم مشترك ننطلق منه سوياً لنحقق مصلحة وطنية أو لندفع خطراً عن لبنان واللبنانيين.
ثالثاً: نتفهم حراجة وضعالشيخ سعد وضيق صدره في هذه اللحظة الزمنية خصوصاً ازاء كل ما ننتقد به زعماء السعودية وسياساتهم الخرقاء وعدوانهم الفاشل على اليمن وشعبه, لكن الصمت عما يرتكبه هؤلاء من جنايات وابادة للمدنيين ومكابرة في محاولة مصادرة ارادة الشعب اليمني وفرض وكيل لهم حاكماً هناك, هو صمت لا يرتضيه إلا العبيد أو الجهلة أو الجبناء.
رابعاً: ان ادانة تدخل السعودية في اليمن وعدوانها العسكري ضد أرضه وجيشه وإنسانه هو التزام وطني ودستوري وانساني واخلاقي, من شأنه أن يكبح جماح المعتدين وينبههم إلى خطورة فعلتهم ويصَّوب الأمور باتجاه ايجاد حل سلمي للأزمة اليمنية بدل المقامرة الخاسرة التي تفاقم المشكلات وتوَّسع من رقعتها.
إن الادانة للعدوان وتفنيد ارتكابات المعتدين ليس إساءة, انما الاساءة تكمن في تبرير العدوان والتصفيق له ونسج الأوهام والرهانات الخاطئة حوله.
والفَطِنْ هو من يتعلم من التجارب السابقة, وليس من يكرّر الأخطاء نفسها وكأنه يتصرف خارج التاريخ والجغرافيا. خامساً: السعودية بالنسبة لنا شقيق مرتكب ومغرور, لا يمكن أن يغطي جناياته لا بتحالفات اقليمية ودولية ولا بهدر المزيد من اموال وثروات شعبه والأمة.. ويحتاج فعلاً الى من يقول بوجهه كلمة الحق دون مجاملة او نفاق. سادساً: ان قياس ما جرى في لبنان على ما يجري في اليمن هو خطأ فادح وامعان في سوء التقدير والمكابرة, ومنشؤهما عدم تقييم ومراجعة ما حدث في لبنان.. والتغييب الكامل للإرادة الوطنية للناس والتعاطي الدائم معهم كبيادق تحركها ارادات قوى أخرى. سابعاً: ان ايران كانت على الدوام حريصة على دعم استقرار لبنان وامنه الوطني والعيش المشترك فيه.. وحريصة كذلك على سيادته ودعم حق شعبه بمقاومته الغزاة الصهاينة المحتلين ... ولم تسمح لنفسها أن تقرر شيئاً عن اللبنانيين لا في مجال مقاومتهم لإسرائيل ولا في مجال ادارة الشأن الداخلي لبلادهم, وكانت تسعى دوماً لمساعدة اللبنانيين بكافة فئاتهم واتجاهاتهم وطوائفهم للتفاهم فيما بينهم ولتقوية موقفهم الوطني الجامع ضد العدو الاسرائيلي من جهة ومن أجل النهوض بسد احتياجات البلاد من جهة أخرى.
إن الطعن المشبوه بدور ايران هو افتراء محض يصب في خدمة أعداء لبنان.. وقد يكون توظيفاً تافهاً وإرتزاقاً رخيصاً يحترفه البعض المعروف في لبنان, في سياق التملق أو عرض الخدمات للدول المعادية أو التي تنظر بقلق جراء تنامي حضور ايران ودورها الايجابي مع لبنان واللبنانيين ولحساب المصلحة الوطنية.
ثامناً: اننا ندعو الشيخ سعد الحريري وكل فريقه والمتعاونين معه إلى وقفة ضمير ومراجعة موضوعية لسياساتهم المعتمدة, خصوصاً في هذه اللحظة التي يظهر فيها الافق المسدود لما سمّي "عاصفة الحزم " السعودية .. وأن يلتفتوا الى اهمية عدم تخريب لبنان واثارة النعرات المذهبية والتحريض لمصلحة المعتدين, فلا يكن للبنان ان يكون تابعاً ويجب أن نتماسك لمصلحة قوتنا وعيشنا المشترك في مواجهة التحديات ، ان شعبنا في لبنان هو شعب مقدام وواعي ووفي ويحتاج الى قيادات متعاونة تستطيع ان تتقدم مسيرته لتحقيق حقوقه وآماله في وطن سيد حر عزيز وكريم. ودولة قوية قادرو وعادلة ووحدة وطنية جامعة.