المؤتمر الشعبي العام في اليمن يرحب بالإحاطة التي قدمها جمال بن عمر إلى مجلس الأمن الدولي، وما تضمنته حول تأكيده بأن الغارات السعودية كانت السبب الرئيسي لتوقف الحوار. وهي تصريحات أثارت في المقابل استياء سعودياً وصل إلى حد اتهام بن عمر بالتواطؤ مع حركة "أنصار الله".
شارک :
لم يخرج جمال بن عمر المبعوث الأممي السابق إلى اليمن من المشهد ملتزماً الصمت أو ناطقاً بأهواء الأقوياء ورغباتهم كما دأب معظم مبعوثي الأمم المتحدة إلى المنطقة.قالها الرجل للتاريخ دون أن يخشى لومة لائم بأن السعودية بعاصفتها أفشلت الاتفاق السياسي الذي كان قريباً جداً فتناثرت كل الحلول الممكنة بين ركام بنية تحتية وأشلاء ضحايا سقطوا بفعل الغارات السعودية المستمرة.
في السياق العام يبدو تقرير بن عمر مكملاً لسلسلة خطوات ونتائج لا تصب كلها في صالح الرياض بدءاً من امتناع باكستان عن التدخل في الأزمة اليمنية، وتردد مصر في التدخل البري، والخلافات داخل مجلس التعاون، وسحب سفينتين حربيتين أميركيتين من قبالة الشواطئ اليمنية مع لهجة أميركية تميل نحو الحوار، وتحذير منظمات دولية من كوارث انسانية بدأت تظهر في اليمن، وتهديد إيراني لافت، وفشل العملية العسكرية في تحقيق أهدافها وهي مؤشرات إن دلت على شيء تدل على اقتناع عام بفشل السعودية وحلفائها بتغيير الواقع عبر الحل العسكري ما يدفع إلى البحث عن حلول أخرى قبل انزلاق المنطقة نحو ما هو أسوء.في ظل هذا المشهد يضع تقرير بن عمر الأمم المتحدة أمام مسؤولية إيقاف العنف في اليمن واستكمال الحوار السياسي الذي كان يقترب من خواتيمه قبل بدء الحرب، كما يعتبر فرصة يبنى عليها في تقارير لاحقة للمبعوث الجديد تفتح الباب للحوار تحت مظلة الأمم المتحدة بعيداً عن تأثير الرياض التي لم تتقبل اتفاق السلم والشراكة يوم أعلن عنه بن عمر لاعترافه بمكانة أنصار الله. وقد تعترض على أي حوار آخر لا يضمن نفوذاً سعودياً على اليمن، لكن شتان ما بين الأمس واليوم.