أهمية سلمى .. والخسارة الكبيرة التي لحقت بالمجموعات التكفيرية
تنا-بيروت
معقل جديد من معاقل المجموعات المسلحة، يتهاوى أمام ضربات الجيش السوري، مع سيطرة وحداته على بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي.
شارک :
معقل له أهمية رمزية ومعنوية كبيرة، فبلدة سلمى الاسترتيجية (تبعد عن مدينة اللاذقية 48 كلم ويرتفع عن سطح البحر 850م)، تعد مصيفًا سياحيًا، وكانت على مدار الأزمة السورية أشبه ما يكون بعاصمة للمجموعات الارهابية في جبل الأكراد.
وتكمن الاهمية الاستراتيجية والجغرافية للبلدة في التلال الواقعة الى شمالها وشمال شرقها، والتي تشكّل عوارض طبيعية مهمة تؤمّن إشرافاً وسيطرةً نارية على مناطق واسعة لا تزال تحت سيطرة المجموعات المسلحة في جبل الاكراد، منها، مرج خوخو، دويركو، آره، المارونيات، المريج، إضافة إلى اتوستراد اللاذقية ـ حلب.
وبالسيطرة على هذه البلدة، تتم إزالة تهديدات القصف الصاروخي لمدينة اللاذقية، ومطار حميميم، ومناطق أخرى مجاورة.
هذا فضلًا عمّا ستتركه خسارة المجموعات المسلحة لهذه البلدة من تداعيات معنوية سلبية على المسلحين، خصوصًا وأنها تمثل خليطاً متنوعاً يضم "جيش الاسلام" و"أحرار الشام"، و"جبهة النصرة"،التي تضم في صفوفها مسلحين من "الشيشان"، والحزب "التركستاني" الصيني، و"القوقازيين"، وهؤلاء جميعًا يعدون من المسلحين المتمرسين في قتال الجبال والمدن، ويتواجدون في المنطقة منذ احتلالها، ويشكّلون رافداً مهمًا لدعم المسلحين بإشراف مباشر من المخابرات والجيش التركيين.
غير أن هذا الاشراف وهذه الرعاية التركية للمجموعات المسلحة في سلمى، لم تقف حائلاً امام تقدم الجيش السوري تجاه البلدة او عائقًا امام ضرباته المتلاحقة التي أفضت الى تدهور معنويات المسلحين، إذ ظهر أنه مع احتدام المعركة حول بلدة سلمى، ارتفعت نداءات الاستغاثة من قبل المجموعات المسلحة طلبًا للمؤازرة والمساندة، ثم ما لبثت أن تحوّلت الى تبادل اتهامات مباشرة بالتخوين بين كل من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش الاسلام"، وهو ما يعكس انهياراً كبيراً في معنويات المسلحين بعد فقدانهم أحد معاقلهم الرئيسية بريف اللاذقية.