سمحت الولايات المتحدة لمعاد للدين الإسلامي بإلقاء محاضرات أمام موظفين حكوميين وضباط من المباحث الفدرالية، مما أثار حفيظة نشطاء مسلمين حيال هذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها منذ بداية إدارة الرئيس باراك أوباما. وأتاحت هيئة حكومية تدعى "قوات مهام الإرهاب المشتركة الساحلية"، وهي تضم ممثلين عن مكتب التحقيقات الفدرالي والدولة والجيش والوكالات الفدرالية للمتشدد روبرت سبنسر، فرصة تدريب مسؤولين حكوميين وموظفين مكلفين بتنفيذ القانون. وقال سبنسر –المؤسس المشارك لمنظمة "أوقفوا أسلمة أميركا"- على مدونته الخاصة إنه قام بإعطاء محاضرتين، مدة كل واحدة منهما ساعتان، لقوات مهام الإرهاب المشتركة الساحلية، تناول خلالهما "نظام العقيدة لدى الجهاديين الإسلاميين"، كبداية لعمله مع الهيئة الحكومية. وسبنسر معروف بهجومه الدائم على كل ما هو إسلامي، وقد قام خلال إحدى مقابلاته الصحفية بسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بـ"النصاب". وفي المقابل، قام ائتلاف من منظمات حقوقية ومدنية تضم منظمات للمسلمين والسيخ ومهاجري جنوب غرب آسيا بكتابة خطاب احتجاج إلى مدير المباحث الفدرالية روبرت مولر، تستوضح فيه أسباب السماح "لمتطرف ديني" بتدريب قوات من المباحث الفدرالية. يذكر أن مكتب البراءات والعلامات التجارية بالولايات المتحدة رفض منح منظمة "أوقفوا أسلمة أميركا" ترخيصا بسبب تناولها المسلمين بأسلوب سيئ يتضمن الدعوة إلى وقف التعامل بكل ما يمت للإسلام بصلة. وظهرت مواقف مجموعة "أوقفوا أسلمة أميركا" في مواجهة عمليات بناء عدد من المساجد، وكذلك من خلال لافتاتها المسيئة إلى الإسلام على الحافلات العمومية، وحملاتها لتأييد ما يقوم به البرلماني الهولندي غيرت فيلدرز من عرض أفلام مسيئة إلى الإسلام، إضافة إلى مهاجمة رئيستها المشاركة باميلا جيلر الإسلام في أكثر من مناسبة. تجدر الإشارة إلى أن سبنسر -المعروف بتطرفه وشعبيته وسط اليمين المسيحي الأميركي وبين الجمهوريين- كان قد كتب مجموعة من الكتب المناهضة للإسلام والمسيئة إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) منها "حقيقة محمد، مؤسس أكثر الأديان تعصباً في العالم".