باكستان تحتاج ثلاثة أعوام للتعافي من كارثة الفيضانات
قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان بلاده ستحتاج إلى ثلاثة أعوام على الأقل للتعافي من آثار الفيضانات التي أدت إلى تدمير مساحات شاسعة وألحقت أضرارا بملايين الأشخاص.
شارک :
وكالة انباء التقريب(تنا): واضاف "تخمينكم جيد مثل تخميني، ولكن الأمر قد يستغرق ثلاثة أعوام على الأقل ولا أعتقد أن باكستان ستتعافى تماما، ولكننا سنمضي قدما". وحذر زرداري في حديث لصحيفة "الانديبندنت" البريطانية نشرته ، من أن يستغل المتشددون الإسلاميون هذه الكارثة التي تضرر من جرائها أكثر من ۲۰ مليون من الباكستانيين. وقال زرداري إن بلاده تواجه تحديا من اجل منع هؤلاء من تحقيق مكاسب من وراء هذه الكارثة الإنسانية الى ذلك ، يجري مسئولون باكستانيون محادثات مع ممثلين صندوق النقد الدولي بغية الحصول على قرض طارئ لمواجهة كارثة الفيضانات التي تضرب البلاد منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ، فيما وعدت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتقديم ۷۰۰ مليون دولار لمساعدة باكستان. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مسعود احمد المدير الإقليمي بصندوق النقد "الصندوق يسعى لإيجاد وسيلة لمساعدة باكستان في هذه المرحلة الصعبة ، وستتم مراجعة اوضاع الاقتصاد الباكستاني في ضوء كارثة الفيضانات لتحديد أسلوب تقديم المساعدات مع الحفاظ على إجراءات تحقيق النمو". الى ذلك ، اعلن مساعد الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان دان فلدمان تقديم ۷۰۰ مليون دولار لمساعدة باكستان على معالجة تبعات الفيضانات المدمرة التي شهدتها. وقال "اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس شكل لحظة محفزة في ما يتعلق بمساهمات الدول الأخرى ، لقد أحصينا وعودا تتخطى الـ۷۰۰ مليون دولار من أكثر من ۳۰ دولة، بما في ذلك التزامنا بتقديم ۱۵۰ مليونا" ، من دون تفصيل اسماء الدول وقيمة مساعدات كل منها. وتابع: "هناك ۳۰۰ مليون دولار اضافي لالتزامات غير محددة حتى الآن من بلدان مختلفة ، مشيرا الى اجتماعات متعددة الأطراف جديدة ستعقد من أجل تنسيق المساعدات الدولية في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك امكانية عقد اجتماع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية ايلول/ سبتمبر". وبحسب مكتب الامم المتحدة المخول تقديم حصيلة يومية لوعود المساعدات الانسانية، فان ۴۹۰,۷ مليون دولار من المساعدات الدولية تم دفعها حتى مساء الجمعة من جانب المجتمع الدولي، بالاضافة الى وعود بالمساعدات بلغت ۳۲۵ مليون دولار. ونصف هذا المبلغ مر عن طريق الامم المتحدة لتلبية نداءات بجمع ۴۶۰ مليون دولار لصندوق الطوارىء الذي اطلق في ۱۱ آب/ اغسطس. أما الباقي فجاء من المساعدات الثنائية- وخصوصا من السعودية التي دفعت أكثر من مئة مليون دولار- ومنظمات غير حكومية ومؤسسات وشركات خاصة. في ذات السياق ، أعلنت الأمم المتحدة ان ملايين الأشخاص يواجهون الجوع والأمراض جراء أسوأ فيضانات تشهدها باكستان ، والتي أدت الى غمر المئات من القرى والبلدات بالمياه وتدمير الملايين من الهكتارات المزروعة بالمحاصيل وأضرت بأكثر من ۱۵ مليون شخص. وقال أمجد جمال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي: "نعمل جاهدين لإيصال الغذاء إلى ضحايا الفيضانات الذين يعيشون في مخيمات الاغاثة أو في العراء، ولكن لا يزال هناك الملايين لا يحصلون على طعام كاف او لا يحصلون على طعام على الإطلاق". واضاف "لا تزال هناك بعض المناطق التي لا يتسنى الوصول إليها بسبب الدمار الذي لحق بالجسور والطرق". وكانت الامم المتحدة قد طالبت بالحصول على ۴۰ مروحية إضافية للمساهمة في نقل الطعام إلى عشرات الآلاف ممن تقطعت بهم السبل. وأعربت المنظمة عن قلقها بشأن ازدياد المشكلات الصحية بين الناجين من الفيضانات. وقال ماوريزو جيوليانو، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في باكستان، إن نحو ۱.۵ مليون من منكوبي الفيضانات يخضعون حاليا للعلاج من الإسهال والأمراض الجلدية ومشكلات أخرى. وأعلن رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية "استمرار حالة الفيضانات على مدار اليومين إلى الأيام الثلاثة المقبلة من منخفضة إلى مرتفعة".