الدعوة لحرق القران وقتل جميع الفلسطينيين وازالتهم عن وجه الارض وجهان لعملة واحدة اساسه التمييز والاقصاء والابادة وتجاهل ثقافة الاخر ودينه وقوميته .
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : لا تختلف أمنيات المتطرفين، حتى وإن تباعدت المسافات بينهما، فبين أمنية الحاخام المتطرف عوفاديا يوسيف باختفاء الفلسطينيين عن وجه الأرض، ودعوة تيري جونز إلى إحراق القرآن الكريم، ثمة قواسم مشتركة أهمها أنهما يشربان من بئر العنصرية، ويصبان في المشروع الصهيوني القائم على العدوان والقتل والحرق واغتصاب الحقوق.. فجونز صاحب الدعوة إلى إحراق القرآن الكريم، يقرأ في كتاب لا يمت بصلة للديانات السماوية الثلاث سواء باللغة والاصطلاح، أو بالمفهوم والقيمة، وكذلك يوسيف، إلا أنهما كليهما يقرأان من كتاب صهيوني وعنصري وعدواني عنوانه الرئيس طبيعة المشروع الصهيوني، ومضمونه ولغته يقومان على التمييز والإقصاء والإبادة وتجاهل ثقافة الآخر ودينه وقوميته، وحتى وجوده بشكل مطلق، بل إحراق الآخر أو إصابته بمرض مميت.. إلا أن ما تجب الإشارة إليه أن دعوات جونز وهي الأخطر تكشف عن مخطط صهيوني صريح ومعلن في محاولة يائسة لتشويه صورة الإسلام والمسيحية على حد سواء، عبر تلك اللغة التحريضية المنبوذة، سواء على مستوى النص الديني أو على مستوى الرأي العام، لكن أمثال جونز المنخرطين تحت إدارة أقسام مختصة في المخابرات الإسرائيلية، لم ولن يكفوا عن محاولاتهم تلك، حيناً عبر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، وحيناً عبر الدعوات إلى إحراق الكتب السماوية، وحيناً عبر التحريض المباشر على المسلمين هنا وهناك، مستغلين ما تسمى مناخات الحرية وسلطة الصحافة وتأثيرها والظروف السياسية المعقدة والمركبة، ووجود مناخ عام يحاول الربط بين الإسلام والإرهاب، هذا المناخ الذي اشتغلت عليه مؤسسات مالية وإعلامية تمولها دوائر المنظمة الصهيونية العالمية، وتسخر لأجلها العشرات من الإعلاميين والصحفيين، وأشخاصاً من مستوى جونز ويوسيف اللذين لم يخشيا مطلقاً من إعلان حقدهما على العرب والإسلام والقرآن، ولم يتورعا يوماً عن إطلاق دعوات مشابهة تقرباً من سادتهم الإسرائيليين، وطمعاً في شهرة مفعمة بالعنصرية. ورغم قناعتنا أن دعوات جونز وأمنيات يوسيف لا تضيفان جديداً، ولا يمكن أن تنتجا مفاعيلهما التي يأملانها هما وسادتهما، إلاّ أنهما تثبتان مجدداً أهمية وضرورة وجود جهد مشترك إسلامي ـ مسيحي ـ يهودي ـ عالمي لإسقاط هذه المحاولات، وتعريتها أكثر فأكثر حماية للرسالات السماوية، وتعزيزاً للقيم المشتركة التي جاءت بها هذه الديانات، وتأكيداً على قدرة هذه القيم في مواجهة المشروع الصهيوني ذي الطابع السياسي المحض، الذي ما فتئ يعمل في سبيل غاياته لاستغلال الدين والنصوص الدينية المقدسة، منتهكاً بذلك كل الأعراف والقيم، ومسيئاً إلى هذه المنظومات السامية والعالية. لقد أكدت دعوة جونز وأمنية يوسيف للرأي العام، أن هذا المشروع الصهيوني ينطوي على العنصرية والفساد والانحطاط وإبادة الآخر واللاإنسانية، ما يزيد من أهمية الوقوف في وجه هذا المشروع دينياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً وقانونياً. سميرة المسالمة