قال الدكتور يوسف القرضاوي في رده على سؤال حول إتهام البعض له بالتساهل في الدين " من يختار التيسير فقد إختار منهاج السنة النبوية وكان أقرب لهدى خير العباد عليه الصلاة والسلام الذي ما خيّر بين أمرين إلا إختار أيسرهما ".
شارک :
وكالة أنبـاء التقريـب(تنـا): أكد القرضاوي أن منهج التيسير ليس هو التنازل عن ثوابت الدين ولكنه اقتراب من إرادة الله الدينية بعباده، يقول الله تعالى: "ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج" ويقول أيضا: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" ويقول كذلك: "يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا". وأضاف في رده على سؤال محاوره حول اتهام البعض له بالتساهل في الدين والميل للتيسير بقوله "من يختار التيسير فقد اختار منهاج السنة النبوية وكان أقرب لهدى خير العباد عليه الصلاة والسلام الذي ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن فيه إثم كما وصفته السيدة عائشة ( رض )".
وأوضح أن الأصلين كتاب الله وسنة النبي (ص) وسيرته في الناس، قائمين على منهج التيسير والله تعالى لم يتعبدنا بالشديد الأشق بل بالسهل الميسر على النفوس. وهذا ما كان يعلمه النبي (ص) لأصحابه عندما يرسلهم فيقول: "يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا" وكان يقول: "إنما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين" وكان يغضب بشدة إذا تشدد أحد أصحابه وأخذ الناس بالعزائم في التطويل في الصلاة مثلاً، فعن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت النبي (ص) غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: "يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أمّ الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة".
وفي رواية أخرى أرشد أصحابه إلى الفرق بين أخذ النفس بالعزائم وتعميم ذلك على الآخرين فقال: "إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء"، وهذا المنهج النبوي الوسط، فللمسلم أن يأخذ نفسه بالعزائم والأحوط في الدين لكن هذا لايصلح أن يتم تعميمه مع سائر الناس، وفي مختلف الظروف والبيئات. وحول كتابه "الحلال والحرام في الإسلام" قال القرضاوي أن الكتاب موجه بالدرجة الأولى لأقليات إسلامية تعيش في الغرب لا تكاد تسمع الآذان ولا القرآن، ويعيشون في أسر ومجتمعات قائمة على معاكسة الإسلام ومخالفة دين الهدى، " فمن الأجدى أن نربطهم بالدين بتحبيبهم فيه فلا ننهج معهم فقه التشدد والفقه الأحوط مادام في الأمر سعة تجعلهم تحت مظلة الدين عوضاً عن النفور منه والإبتعاد عن مقاصده العامة، هذا المنهج هو سمة فقه الصحابة ومن اقترب منهم من التابعين وهذا لب الفقه في الدين " .