من قدم الدعم لداعش والنصرة قد واجه فشلاً ذريعاً، وحذرنا السعودية من السياسة الخاطئة التي تنتهجها قبال اليمن قبل أن تقدم على تنفيذها بشكل عملي، وأكدنا لها بأن الحرب ليست سبيلاً صائباً في التعامل مع الملف اليمني، وقلنا لساسة الرياض أن لا يفعلوا ذلك فهناك أساليب عقلانية في هذا المضمار.
شارک :
انتقد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الدكتور محمد جواد ظريف المواقف اللامسؤولة للحكومة التركية في الآونة الأخيرة تجاه الجمهورية الإسلامية في مقابلة أجرتها معه صحيفة " إيران " ووصف تركيا بأنها جارة ذاكرتها ضعيفة وتنكر الجميل.
وأشار وزير خارجية الجمهورية الإسلامية إلى التصريحات المناهضة للجمهورية الإسلامية من قبل المسؤولين الأتراك قائلاً: أنظروا إلى تركيا، فهي إلى أي مستوى وصلت؟ هذا في حين أننا نشفق على حكومة هذا البلد، ويبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة، حيث يتّهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية وكأنهم تناسوا موقفنا في ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح رغم أنها ليست حكومة شيعية. إن ذاكرتهم ضعيفة وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة.
يشار إلى أنّ رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود شاويش أوغلو اتهما طهران بأنها تروج للطائفية في المنطقة.
وأكد الدكتور محمد جواد ظريف في هذه المقابلة على أن سياسة الجمهورية الإسلامية في المنطقة ناجحة، وأضاف قائلاً: الكل يعلم بأن سياستنا الخارجية فاعلة ومصيرية في المنطقة، في حين أن الأطراف التي فشلت سياساتها في هذه المنطقة يثيرون ضوضاء على أمل توجيه السياسة التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ فيا ترى من هؤلاء الفاشلون؟ لا شك في أنهم من قدم الدعم لداعش والنصرة، فالجميع يعلم بأن الأوضاع الراهنة في منطقتنا بغاية الخطورة وسياساتهم هي السبب في ذلك؛ والذي حدث اليوم أنهم وجدوا الفرصة مؤاتية وزعموا ما زعموا.
كما تطرق وزير خارجية الجمهورية الإسلامية إلى تصريحات المسؤولين السعوديين والأتراك المناهضة لإيران في مؤتمر ميونخ للأمن، وقال: هذه البلدان المؤثرة على الساحة قد باءت مساعيها بالفشل، فهي بلدان لها تأثيرها لكن سياساتها وصلت إلى نفق مظلم، وفي أحد اللقاءات التي أجريت معي سابقاً قلت إن التحالف الدولي ضد داعش هو تحالف التوابين، ولكنني اليوم أؤكد لكم بأنه تحالف الفاشلين؛ فجميع الأطراف التي فشلت في منطقتنا قد بادرت إلى تشكيل تحالف ولا يتوقفون عن التصريحات المتتالية، وأعتقد أنه ليس من الحري بنا إعارة أهمية لها، فلو كانت أوضاعهم رصينة لانتهجوا سلوكاً آخر.
وفي السياق ذاته صرح الدكتور ظريف: أطلب منكم أن تقارنوا كلامي مع كلامهم، فنحن نتحدث عن الظروف الدولية الراهنة ونؤكد على ضرورة الحوار والتعاون لوضع حلول للمشاكل التي تعاني منها منطقة الخليج الفارسي في عالم ما وراء الغرب، في حين أنهم يجعلون عراقيل في هذا الطريق؛ ولا ريب في أن الطرف الضعيف هو الذي يضع العراقيل، فالقوي عادة ما يطرح مشروعه للآخرين ويوضح معالم المستقبل لهم لا أنه يتعرض للآخرين بكلام غير لائق.
ووصف وزير خاجية الجمهورية الإسلامية مدى اقتدار إيران بالقول: هذه البلدان مقارنة مع الجمهورية الإسلامية تعتبر ضعيفة، ولكن الأمر الذي جعل بعض المحللين يتصورون أننا سنواجه مصاعب مستقبلاً هو تقارن هذه المواقف اللامسؤولة لهذه البلدان مع مواقف دونالد ترامب بشكل يزيد من احتمال تناغم أفكار الطرفين.
وشدد على عدم جدوى هذه المواقف وأضاف: بعض الحكومات المؤثرة في منطقتنا تشعر بالفشل، لذلك يحاول ساستها التملص من الاتهامات التي وجهت لهم جراء هذا الفشل، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك ويكيلون التهم للمنافس الذي هزمهم؛ وهذه التصرفات سيئة ولكنها طبيعية ... ونحن لم نكن نتوقع من بلدان الجوار هكذا تصرفات ومن المؤكد أنها ستتضرر مثلما عجزت حتى الآن عن تحقيق أية نتيجة تعود عليها بالمنفعة.
كذلك تطرق وزير خارجية الجمهورية الإسلامية إلى التجاوز السعودي السافر على الشعب اليمني، وقال: وأما بالنسبة للحكومة السعودية، فقد حذرناها من هذه السياسة الخاطئة التي تنتهجها قبال اليمن قبل أن تقدم على تنفيذها بشكل عملي، وأكدنا لها بأن الحرب ليست سبيلاً صائباً في التعامل مع الملف اليمني، وقلنا لساسة الرياض أن لا يفعلوا ذلك فهناك أساليب عقلانية في هذا المضمار.
وأضاف الدكتور ظريف في السياق ذاته: السعوديون لم يصغوا لنصائحنا، لذلك وقعوا اليوم في مستنقع حرب اليمن، ولكنهم مع ذلك بدل أن يصلحوا سياساتهم الشاذة لأجل أن ينتشلوا أنفسهم من هذا الوحل الذي علقوا فيه، نجدهم يتهجمون على إيران.
وفي الختام نصح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلدان الجوار قائلاً: ينبغي لبلدان الجوار اليقين بأن الجمهورية الإسلامية ترغب في خير المنطقة واستقرارها، ولم تسع طهران يوماً إلى الانتقام منهم لما فعلوه في الماضي كدعمهم لصدام حسين أو سائر الأخطاء التي ارتكبوها في المنطقة.