السفير السوري في لبنان لـ " تنا " : امريكا تسعى عن طريق الارهابيين فك الارتباط بين روسيا وحلفاء سوريا
تنا-بيروت
بعد حادثة خان شيخون ، والاعتداء الاميركي على مطار الشعيرات ، جريمة موصوفة عن سابق الاصرار والترصد، ارتكبها الإرهابيون، باستخدام ما يقدر بـ "طن" كامل من المتفجرات بحق أهالي كفريا والفوعة في الراشدين، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. جريمة في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع ولم تحرك أيا من المنابر الدولية والعربية ساكنا في حين أنها وقت حدوث مزاعم الكيماوي وتمثيلية خان شيخون تحركت وبكثافة .
شارک :
وفي السياق استصرحت وكالة "تنا " السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال ان التفجير الذي استهدف أهالي بلدتي كفريا والفوعة هو حلقة من حلقات من قاموا بالحرب على سورية ، لافتا الى أن سلسلة الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه هي التي دفعت هؤلاء الى سلوك بمثل هذا النوع من الجرائم ، تعبيرا عن إحباطهم وإفلاسهم.
وأضاف ان هذه الجريمة لم تدفع المقاومين الى التراجع ، بل زادت من عزيمة سورية ، جيشا وشعبا وقيادة ، وزادت ايضا من حماسة وتصميم حلفاء سورية على الإستمرار في مواجهة هذا الخطر الإرهابي بكل أوجهه ، وكشفت هذه الجريمة التي استهدفت أطفالا ونساء وانتهكت حتى الإتفاقات ، لأنهم اصلا لا يتمتعون بالمصداقية ، ونحن لا نثق بهم ، داعيا الى تسليط الأضواء لكشف هذا التواطؤ والتآمر، وبالتالي نحن نراها تصب في تصليب جبهة ومحور المقاومة وأحقية الشعب السوري .
و رأى عبد الكريم علي أن الإعلام شريك حقيقي في هذه الجرائم ، إذ استخدم كسلاح فتاك في قلب الحقائق وتزويرها ، لأن التضخيم الذي أُريد ولباس الأمور غير لباسها فيما يخص خان شيخون ، نراه تجاهلا وصمتا تجاه هذه الجريمة المروعة التي فاقت بشاعة وجرمية رغم ان ما حدث في خان شيخون جرم بشع وهم صنّعوه لكي يستثمروه ،ومع ذلك نرى اننا مسؤولون ومعنيون بالمتابعة لكشف هذه الجرائم وكشف مشغليها ومدبريها ، والتصميم على دحر الإرهاب وبالتالي كل هذه الخلاصات والدروس مفتوحة للإفادة منها لتحقيق النجاح في كل الميادين ( إعلاميا وسياسيا وعسكريا وأمنيا والنصر لنا بإذن الله ، مؤكدا ان هذا لا يحط من عزيمة المقاومون ولا من تصميم الجيش ولا القيادة ولا الحلفاء بل أراها تعبر عن ضعف وإحباط وإفلاس هؤلاء المجرمين اكثر ما تعبر عن قوة وعن انتصار .
وعن صمت المنابر الدولية والعربية مما حصل ، قال ان : منابر الصمت كثيرة منها بعض المنابر العربية التي أغمضت العيون وصمت الآذان ، وهنالك أيضا المنابر الأوروبية برعاية صهيونية أمريكية ، مما يعبر عن طواطؤهم وإشراكهم بالجرم ، ولكن في المقابل هنالك أصوات منصفة أيضا ظهرت ونحن يجب أن لا نيأس وأن نتابع هذه المهمة وهنالك أقلام مثيرة للحق في أوروبا وأمريكا وفي كل مكان ، ويجب أن نتابع هذا الأمر وإعلامنا يقوم بهذا الدور ولكن يجب أن يتفعل هذا الدور أكثر .
وحول العدوان الصاروخي الأمريكي على سورية ، أشار الى انه كان هدفه أولا ارضاء الغرور للرئيس الأمريكي ، وتعويض بعض الأمور في الداخل الأمريكي وايضا كان هدفه التأثير على القرار الروسي ، وإضعاف المعنويات للجيش السوري ، وفك العلاقة مع القوى الحليفة لسورية ، ولكن بحمد لله ربما ضارة نافعة ، فكان الموقف الروسي أكثر صلابة في المواجهة ما قابله انهيار المعنويات للجانب الأمريكي ، وفشل حتى مردود هذا العدوان كسلاح ، وبرز تكامل بين الروسي والإيراني بشكل أكبر ، والتناغم مع جميع الحلفاء أكبر حتى معنويات الجيش السوري ارتفعت وصلابة الحاضنة الشعبية أكبر ، وحتى الدول التي صمتت أو ضعفت في تمرير السلاح كل هذا اراه كان في المردود الإيجابي لصالح سورية والمقاومة في مواجهة هذا الإرهاب .
واعتبر أن هذه الضربة التي أرادت منها امريكا ربحا هي في الحقيقة حققت خسائر .
وتابع أنهم من البداية أرادوا تفكيك بنية المقاومة والدول الحليفة وتفكيك محور المقاومة لأن "اسرائيل" اصبحت في خطر ، وبعد الإنتصارات التي حققتها المقاومة سواء في فلسطين او لبنان والثبات السوري وربط ذلك بالحقوق الفلسطينية كل ذلك كان وراء هذا العدوان على سوريا لأنها رفضت التخلي عن القضية الفلسطينية ، ولأنها رفضت أن تكون إلاّ حليفا وثيقا ومستمرا ومتكاملا مع المقاومة بكل أوجهها . لذلك كان هذا الإستهداف ، عبر سلاح الفتنة التي يراد منها تفكيك دول المنطقة وليس فقط سورية فهم يريدون أن تبقى اسرائيل الدولة الأكثر قوة وامتلاكا للسلاح والأكثر ترهيبا لدول وشعوب المنطقة ولكن هذا المخطط انهار، والمقاومة تصمد وسورية تصمد وتنتصر، وبالتالي هذا المشروع سينهار بإذن الله .
وردا على سؤال حول العمل العسكري الذي بدأه التحالف باستهداف الرقة ودير الزور ، قال السفير السوري في لبنان : ان هذا يأتي ضمن السياق الذي يفكرون به يخططون ، وبدورنا نحن نعمل لإحباطهم ، وكما انهارت خططهم سابقا ستنهار لاحقا بإذن الله .
وحول الرد السوري حيال ذلك ، قال أن هذه المؤامرة وهذه المشاريع لن تمر، لافتا الى ان الأمريكيين يحسبون حسابا للقوة الروسية والإيرانية ولقوة سورية ولصمود حلفائها ويحسبون للتورط على الارض ، وأيضا كما حققوا خيبة في العراق فإنهم يخشون في سورية اكثر والأمور مرهونة بالوقت .
وعن المناطق الآمنة التي يجري الحديث عنها ، شدد عبد الكريم علي أن هذا غير قابل للتطبيق فالأماني الامريكية والتركية والصهيونية نحن في مواجهتها وهي لا تتجزأ عن الحرب الإرهابية وعن الأطماع التي تقف خلفها ، لذلك نحن نواجه بكل ما نملكه من قوة ، والمستقبل لنا بإذن الله.