الدعوة إلى التآخي الإسلامي و التاكيد على حرمة دماء و أعراض المسلمين أصبحت من الفرائض الغائبة
تنا
أرسل مدير رابطة الحوار الديني للوحدة حجة الاسلام حميد غريب رضا رسالة إلى الداعية الإسلامي السعودي وإمام مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي واعتبر أنّ الدعوة إلى التآخي الإسلامي و التاكيد على حرمة دماء و أعراض و أموال المسلمين من الفرائض الغائبة التي طالما احتاجت الأمة إلى من يقوم بها و نسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقكم و بقية العلماء في أرض الحرمين لتوحيد كلمة المسلمين كما هي أرض كلمة التوحيد.
شارک :
إليكم نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحیم
مدير رابطة الحوار الديني للوحدة في رسالته إلى الشيخ صالح المغامسي:
التآخي الإسلامي فريضة غائبة
إلى سماحة الشيخ صالح المغامسي حفظه الله
أحييكم في البداية بتحية الإسلام و أقول: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد شاهدت مقطعاً من درس تفسير القرآن الذي ألقيتموه خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تناولتم تفسير الآية الكريمة (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) و أشرتم إلى مسألة مهمّة ألا و هي التأكيد على إسلام أهل القبلة من المذاهب المختلفة و ضرورة تجنّب تكفيرهم و ذكرتم في سياق حديثكم:
(إن أهل السنة والشيعة والإسماعيلية والأباضية، كل هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبياً وبالإسلام ديناً، يؤمنون بالكعبة قبلة، وبالقرآن كتاباً، وبالقيامة موعداً وبالجنة ثواباً للطائعين، وبالنار ثواباً للكافرين، ويضحون).
و أكّدتم على ذلك بدليل من السنة النبوية الشريفة: (أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – لما ضحى قال: وهذا عمن لم يضح من أمتي، -وذكر شرطين- ممّن شهد لك بالوحدانية، وشهد لي بالبلاغ، فهؤلاء أولى وأحرى ألا يكون بينهم اقتتالٌ وألا يكون بينهم سفك دماء، وأن يجتهد كل منهم في الحق فيجنح إليه تعبّداً إلى الله.)
و شددتم على أهمية "أن يعلم كل أحدٍ منهم في أيّ بلد من بلاد المسلمين يعيش فيها أن قدر أهل كل بلاد قدر واحد، وأن العدو -عياذا بالله- لو أتى بلدة لن يفرق بين أهلها، فقدر الناس واحد وليس للناس قدر إلا أن يتعاضدوا ويعين بعضهم بعضاً، ويعلموا أن ثمة أشياء تجمعهم وأن الصالح العام لهم، بألا يكون بينهم من الضغائن والاقتتال وسفك الدماء والتجرؤ عليها؛ ما يجعلهم يهلك بعضهم بعضا".
فرأيت من واجبي كداعية إلى وحدة الأمة الإسلامية أن أوجّه خالص شكري و تقديري لسماحتكم و أضمّ صوتي لصوتكم و أؤكد على أنّ هذه الرؤية الفقهية و العقائدية التي أكّدتم عليها، هي ما نتبناه نحن كذلك و نعتقد به من عدم جواز تكفير أهل القبلة و حرمة السب و توجيه الإهانة لرموز المسلمين.
إنّ الدعوة إلى التآخي الإسلامي و التاكيد على حرمة دماء و أعراض و أموال المسلمين من الفرائض الغائبة التي طالما احتاجت الأمة إلى من يقوم بها و نسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقكم و بقية العلماء في أرض الحرمين لتوحيد كلمة المسلمين كما هي أرض كلمة التوحيد.