ممثلي الإتحاد العالمي للشباب المسلم التقريبي يزورون مدينة باوه
تنا
مدينة باوة من المدن الحدودية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة العراق الشقيقة وتحتفظ في ذاكرتها التاريخية أياماً ساخنة في دفاع شعبها عن الوطن وقيم الثورة الإسلامية سواء أمام أطماع وطموحات القوى الإنفصالية أو أمام عدوان حزب البعث الصدامي أيام الدفاع المقدس .
شارک :
ولا ننسى أيام الحصار المفروض على "مدينة باوه" من قبل القوى الإنفصالية والمجازر التي ارتكبتها وروّعت الآمنين كقتلهم للمرضى والجرحى وطاقم مستشفى المدينة . وكذلك لايمكن أن ننسى الدور البطولي الذي قام به الشهيد مصطفى شمران للدفاع عن الشعب الكردي المظلوم في هذه المنطقة وفكّ الحصار عنها كما كان للخطاب الذي أصدره الإمام الخميني (ره) في وجوب الجهاد وفكّ الحصار عن المدينة الأثر البالغ في القوى المسلحة المناهضة للثورة بمجرّد سماعهم لذلك الخطاب عبر الإذاعة ألقت الأسلحة وتركت المدينة قبل وصول القوات التابعة للنظام إليهم .
ومن الجدير ذكره أنّ بعض أعضاء الخلية التي قامت بالعملية الإرهابية الأخيرة في طهران عند مرقد الإمام الخميني (ره) وفي مبنى مجلس الشورى الإسلامي كانوا من أهالي هذه المدينة، ممّا أثار موجة استياء شديدة عند أهالي هذه المدينة. هذا وقد استنكر سماحة الشيخ (ملا قادر القادري) إمام جمعة باوة هذه العملية بقوله:
(إذا خرج بعض الثعالب من مدينتنا و أساؤوا إلى مقام الإمام الخميني فقد قدّمنا أسوداً قرباناً و شهداء للثورة الإسلامية).
وبعد إعلان هذا الموقف من قبل إمام جمعة مدينة باوة وهو من علماء أهل السنة و الجماعة وانتشاره الواسع بين الأوساط الإعلامية، قرّر أعضاء الإتحاد العالمي للشباب المسلم التقريبي السفر إلى هذه المنطقة واللقاء المباشر بأهالي المدينة والشخصيات العلمائية والسياسية فيها لاسيما بالشيخ (ملاقادر القادري) الذي كان له الدور الأكبر في توعية أبناء المدينة والذي يحمل معه تاريخاً حافلاً في ميادين العلم و الجهاد.
وكان لمدير رابطة الحوار الديني للوحدة حظّاً للمشاركة في هذا الحدث و هو كان ضمن أعضاء هذه القافلة.
ألقى سماحة الشيخ ملاقادر القادري كلمته في الإحتفال البهيج الذي أقيم في مسجد قبا في مدينة باوة وقال فيها: إنّ هذه الحادثة في اليوم 12 من شهر رمضان جرحت شعبنا وتركت إستياءً وقلقاً كبيراً في نفوسهم لكنّني قلت أنّ أهالي المدينة قدّموا أبطالاً كثيرين للثورة وهذه التضحيات والجهود لن تضيع بسبب جريمة 2 او 3 من مرضى القلوب. وهذه الحقيقة يعلم بها المسؤولون في الجمهورية الإسلامية وعلى دراية بأنّ شعبنا لا علاقة له بداعش .
وقد صرّح الشيخ ملاقادر القادري أنّ إراقة دم الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في عام 40 للهجرة بيد الجهلة المتعصبين ومثيري الفتنة نظير ما يقع اليوم في العالم الإسلامي من إراقة دماء الآلاف من الأبرياء وقتلهم بفعل بتلك الأيدي الخبيثة وخوارج القرن الحادي والعشرين. هذا هو التاريخ الذي يتجدد ويروي لنا قصة الحق والباطل.
وأكّد في حديثه على أنّ العالم الإسلامي اليوم يواجه فتنة التطرف والتشدد والتكفير وبكلمة مختصرة أننّا أمام جهالة داعش. هذه الزمرة المقطوعة عن هويتها الوطنية والمذهبية وفي الحقيقة لا مذهب لها ولا وطن.
لقد حذّرت عن مخاطر هذه المجموعة التكفيرية منذ سقوط الموصل في أكثر من 124 كلمة في خطب الجمعة وفي المحاضرات وفي المؤتمرات الأخرى وهاهو الآن وصل خطر هذه الفتنة إلى إيران فيجب علينا أن نكون على وعي كامل أكثر من ذي قبل.
وفي معرض كلامه أشار إلى الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة الفكر الداعشي بقوله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحفاظ على وحدة الكلمة وملئ الفراغات الإجتماعية الموجودة مثل حل أزمة البطالة والفقر والتعامل الحسن مع الناس تعتبر من الركائز الأساسية في مواجهة التكفير والإرهاب.
وكرّر الشيخ ملاقادر ترحيبه بوفد الإتحاد حيث قال: إنّ مجيئكم إلينا وتحمّلكم لمشاق السفر فيه من الخير وسررنا به. ونقدّم شكرنا وتقديرنا لجهودكم وتواجدكم في منطقتنا لإيصال رسالة السلام والمواساة والتعبير عن موقفكم في نفي تهمة الإرهاب والإنتماء الى الدواعش عن أهالي مدينة باوة .
قال الشيخ ملا قادر لقد أحسنتم فعلاً أنتم و من أوفدكم إلى مديتنا. ولن ننسى هذا الجميل منكم ونؤكد من خلال وفدكم على أننا كنّا ومازلنا وسنكون مع هذا النظام وبإذن الله سنستمر في الدرب الذي اخترناه وهو مسيرة الوحدة والبصيرة و السير في خط قائد الثورة ومثل هذه الحوادث لن تنال من عزيمتنا .
وفي ختام اللقاء قرأ الشيخ رازيني رسالة سماحة آية الله الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الموجهة لأهالي المنطقة كما ألقى بدوره كلّ من الدكتور يامين بور العضو البارز والمؤسس للإتحاد وسماحة السيد كميل باقرزاده كلمتهما المقتضبة وقد لاقى حضور أعضاء الإتحاد استحساناً كبيراً من الحاضرين.