إلى المحتفلين بيوم الطفل العالمي (20 تشرین الثاني / نوفمبر)، الى الباحثين عن حقوق الطفل! الى جميع المهتمين بصحة الطفل الجسدية والنفسية المشددين على ضرورة الاهتمام بتعليم الطفل، وبالأجواء التي يجب أن يعيش بها الطفل من ترفيه وعلاج ومأكل ومشرب وملبس وحنان وعطف ووو..إلخ..
شارک :
أقول لكم : مهلا اليوم صح النوم يا محتفلون قبل أن تقدموا أطروحاتكم و دراساتكم الجديدة وآرائكم المتطورة في رعاية الطفل؛ دعوكم قليلًا وأناشد أنسانيتكم بالتمهل وأن تلقوا نظرة عابرة على طفل غزة!! أنتم تحتفلون باليوم العالمي للطفل وتقتلون أطفال غزة كل يوم¡¡
طفل غزة من أطفال العَالم الذين أنتم تحتفلون بيومه (يوم 20 نوفمبر) من كل عام¡ لكن الفرق أن طفل غزة لا يبحث كما أطفال العالم عن ألعاب ومتنزهات! في الوقت الذي أطفال العالم يبحثون فيه عن ما يكمل راحتهم ووو...الخ..
فطفل غزة يبحث الآن عن الأمان ليعيش، طفل غزة يبحث عن الغذاء ليسد رمقه، طفل غزة يبحث عن الدواء ليستطب من ألمه...؛ طفل غزة يبحث عن أبيه الشهيد، يبحث عن أمه التي دُفنت تحت ركام قصف طيران الكيان الصهيوني النازي منزله وخيمته ومدرسة الإيواء الذي دُفن أهله فيها...
وللعلم مازال طيران العدوان الصهيوني- الأمريكي ومخلفاته، يقتل اطفالنا واهلنا في غزة بالقنابل والصواريخ، في مدارسهم ومنازلهم وشوارعهم ويحاصرونهم من الغذاء والماء والدواء وأبسط الخدمات الأساسية، للعام الثاني على التوالي.
طفل غزة يذهب إلى المدرسة وهو خائف من دوي الطائرات في سماء بلده ويتلقى دروسه في العراء بعد ان قصفت مدرسته، يذهب ليتلقى العلم، وهو لا يدري أتنتهي الحصة ويعود لبيته بسلام؟! أم تنتهى حياته قبل درسه ويصبح جسده ممزقا وحقيبته المدرسية حطام!!
في الوقت الذي أطفال العالم يشربون الحليب قبل نومهم!!، فإن طفل غزة ينام خاوي البطن يصحوا وهو في أيدي المسعفين الذين ينتشلونه مع جراحه من بين الأنقاض!!
طفل غزة لا ينقصه الأخصائيون النفسيون لمراقبة سلوكياته!!، طفل غزة ينقصه المأوى الذي بعد أن يشفى من أثآر القصف يعود إليه ليكمل حياته.. حياته التى أتى العدوان وقضى عليها، الطفولة في غزة تنتهك بغطاء اممي وتواطئ دولي وتخاذل عربي واسلامي...
طفل غزة في اليوم العالمي للطفل، لا يطالب العالم بحقوقه فقط!! بل كان كل ما يتمناه هو : أن يكمل حياته بمنزله بين أحضان أمه وتحت رعاية أبيه الذي حرم منهما!! طفل غزة كان يتمنى أن يضل يلهو ويلعب مع أخته وأخيه الذي رأى أشلاؤهم الممزقة أمام عينيه!!...
ايها المحتفلون!، يبكي أطفالكم عند حرمانهم من المثلجات، ويبكي أطفال غزة بعد رؤية أهاليهم كجثث في الثلاجات.. بعد ان قصفتهم الطائرات¡¡...
طفل غزة الذي ما تقتله صواريخ كيان العدو المجرم، تقتل أهله وتهدم منزله وتنهي أحلامه.. هذا غيض من فيض معاناة الطفل في غزة.
والآن بعد أن تعرفتم على مأساة طفل غزة، فـ لتبدأوا في احتالفكم بيوم الطفل العالمي ولتكن :-
خدوش محمد الدامية، ودموع زينب المختلطة بالدماء، وأشلاء اطفال مخيم جنين، واطفال في المهد كثير، واطفال بأحشاء امهاتهم وووو...الخ.
هل اجسادهم هدف عسكري للصهاينة؟! ناهيكم عن الكثير الكثير من أطفال غزة المرضى والجرحى والمعاقين¡¡
وليكن أطفال غزة المنسيين منذ زمن طويل.. ليكن كل ما سبق وغيره حاضر معكم أيها المهتمون بحقوق الطفل!!...
اجذبوا انتباهكم ووسائل الإعلام وشعوب العالم والمنظمات، لأطفال غزة ولبنان واليمن مالم فأنتم محاسبون أمام الله؛
انتهى
________________________________
*كاتب واعلامي يمني