وخلال خطبتي صلاة الجمعة بطهران اليوم، قال حجة الاسلام والمسلمين كاظم صديقي: ان العدو جرب جميع السبل وقد باء بالفشل، الا انه يعول على قضيتين؛ إثارة الخلافات والشقاقات وانعدام الايمان والثقة.
وشدد على أن ثورتنا ثورة عقيدية، فالشعب لم يقم بالثورة ليحصل على شيء ما، بل ان الشعب قدم كل ما يملكه من اجل الاسلام، واليوم ايضا فإن الشعب يضحون بكل شيء من اجل سيادة الاسلام.
واشار حجة الاسلام صديقي الى تصريحات الرئيس الاميركي ضد ايران، ووصفها بأنها مجرد أراجيف، وقال: ان هذه الأراجيف جرت على لسان الرئيس الاميركي غير المتزن وغير المنضبط وعديم الاخلاق، ولا يمكن ان نتوقع منه اكثر من ذلك، لكن علينا ان نتحلى باليقظة والوعي.
وأكد خطيب جمعة طهران المؤقت أن ثورتنا لا تتحمل الكفر والاستكبار وعالم الغطرسة، فعندما قمنا بالثورة لم يكن لدينا عندئذ لا نووي ولا صواريخ ولا نفوذ اقليمي، لكن هذه الظاهرة الجديدة التي تمثلت في سيادة الدين في إطار ولاية الفقيه، لم ترق لهم لأنها لم تكن إطار مآربهم.
وتابع: وبا ان الغربيين لم يتمكنوا من منع الثورة، فرضوا علينا حربا طيلة ثمانية سنوات من الدفاع المقدس، ومن الناحية العلمية كان المفروض ان تنهي هذه الحرب أمرنا، الا ان الحرب ليس فقط لم تدمرنا بل منحتنا القوة وزادت من إيماننا. ووصف النتائج بعد الحرب بأنها كانت مدرسة لإيران مفعمة بدروس التوحيد والأخلاق والولاء والإيثار والهمة والإيمان بالذات.
وأكمل: ان أعداءنا لم يتعظوا من تجاربهم السابقة مع الثورة والحرب المفروضة، الا انهم خططوا لإثارة الفتنة وقد أخمدها الله، لذلك وبعد فترة أثاروا قضية داعش لتدمير العراق وسوريا، ثم لينفردوا بنا، الا ان قائد الثورة المعظم وببصيرته دعا الجميع الى النزول للساحة، وقد وقف شبابنا المدافعون عن المقدسات الى جانب المظلومين، وأحبطوا مؤامرتهم العالمية في الشرق الاوسط مرة اخرى.
وأشار حجة الاسلام صديقي الى ان الاتفاق النووي ورغم ظاهره المر، لأن اوروبا واميركا حصلوا على امتيازاتهم نقدا، وما كان مقررا ان يمنحونا اياه جعلوه مؤجرا وهم يماطلون في ذلك، لذلك أصبحت تجربة لشعبنا ومسؤولينا لئلا يقبلوا بإيحات الشيطان الاكبر وعملائه.
وأشار الى ان الأعداء ورغم الاتفاق النووي زادوا من عدائهم، وصادروا أموالنا وعقاراتنا وأخيرا وصلت بهم الوقاحة الى فرض الحظر على الحرس الثوري، وقال: ان حرس الثورة الاسلامية قوة شعبية نابعة من صميم الشعب، وحظيت بثقة الإمام الخميني (رض).. ان الحرس الثوري كان فاعلا في جميع الامور، وهو السبب في اقتدارنا، وقد لعب دورا في الخط الاول بالجبهة في قضية داعش، الا ان الاعداء فرضوا الحظر على الحرس.
وقال صديقي مخاطبا المسؤولين، نشكر الله ان لديكم اليوم الشجاعة لتعترفوا ان اميركا ليست جديرة بالثقة، مضيقا: ليعلم مسؤولونا ان الاعداء ومن خلال إثارة قضية الصواريخ والقضايا الاقليمية بصدد خلع سلاحنا ليقضوا على ايران من الجذور.
وتطرق خطيب جمعة طهران المؤقت الى المجازر التي ترتكب ضد المسلمين في ميانمار، وقال: ان القلوب مجروحة بسبب ما يحدث في ميانمار، وعلى الجميع ان يبذلوا العون، لأن الاوضاع في ميانمار متفاقمة، وهنالك 500 ألف مشرد، وقد تركوا بدون اي امكانات، مشيرا الى ان طلبة العلوم الدينية في قم ورغم صعوبة العيش وقلة ذات اليد جمعوا من رواتبهم 180 مليون تومان لمساعدة المسلمين المضطهدين في ميانمار.
كما وصف الاحداث في اليمن بأنها كارثة انسانية، وقال: انني على يقين ان يد الانتقام الإلهية ستبرز وستنتقم للمضطهدين من اميركا ومنظمة الأمم المتحدة المزيفة وأدعياء حقوق الانسان ومنظمة التعاون الاسلامي.
واستطرد صديقي قائلا: ان العديد من اليمنيين يواجهون خطر المجاعة والمرض، وقد تم تدمير بناهم التحتية، وقتل لحد الآن 30 ألفا من الاهالي المدنيين تحت قصف الحكم القاروني المستبد (في إشارة الى النظام السعودي) غير الديمقراطي، مبديا المواساة مع الشعب اليمني.
\110