السفير الإيراني في الأردن: إقصاء حزب الله من المسرح السياسي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
تنا
أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأردن، ان ايران ليست بصدد السيطرة على الدول العربية، وإن من يتصورون انه يجب إقصاء حزب الله من المسرح السياسي، هم مخطئون، فذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
شارک :
وفي حوار مع موقع "المونيتور"، وردا على سؤال عن مدى تحقيق قمة سوتشي في 22 تشرين الثاني/نوفبمر تقدم بشأن القضية السورية، قال السفير مجتبى فردوسي بور: ان قمة سوتشي تأتي على خلفية اتفاق مبدئي سابق بين روسيا وتركيا وإيران، لإيجاد حلول للأزمة السورية، والتي أسست لمسار مفاوضات أستانا. ويأتي اجتماع سوتشي في المسار نفسه ومتابعة لقطف الثمار، بعد الانتهاء من عمليات مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد العمليات في منطقة البوكمال، وتطهير المناطق الملوثة بـ"داعش" والإرهابيين، وهذا هو بداية فصل جديد للحل السياسي أو التحرك في اتجاهه، وبدء المفاوضات المشتركة بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأضاف: ان القمة تأتي بعد اتفاق ثلاثي (روسي-تركي-إيراني) في موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2016 ، ولا يعني أن غير الموجودين في هذه القمة هم خارج إطار التوافق. هنالك اتصالات هاتفية حصلت بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين والقيادات في مصر وأميركا والسعودية، وهذا يعني أن هناك تواصلاً وارتباطاً وتبادل رسائل، حول نضوج الحلول السياسية بعد العمليات العسكرية.
وبشأن لبنان قال السفير فردوسي بور: نحن طوال العقود الماضية، تعاملنا على أن علاقتنا مع جميع الأطراف الموجودة في لبنان مرنة، وندعم دائماً هذه الفكرة بأن أمن لبنان واستقراره بدعم جميع الأطراف على الساحة السياسية من دون استثناء أي طائفة، وإلا سيكون خطأ كبيراً، مضيفا: ان النظر إلى أن حزب الله يجب أن يخرج مكرهاً من الساحة السياسية، وأن يكون هامشياً ولا دور له، خطأ كبير، ونحن ننصح كل الجهات الإقليمية بأن صيانة أمن لبنان واستقراره سيكونان من خلال نظرة واحدة لكل الأطراف، بالتعاون وتعزيز العلاقات والمحبة، وعلى جميع الأطراف الخارجية مساندة هذه الفكرة.
وتابع: ان زعزعة حزب الله هو لمصلحة الكيان الصهيوني، لا شك أبداً، أقول لمن يدعو لنزع سلاح الحزب من باب التخوف من هذا السلاح، سمعنا من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن حزب الله لم يرسل أسلحة إلى البلدان العربية سوى إلى الجانب الفلسطيني في غزة في حروبه مع الجانب الصهيوني. وأكد أنه لم يدعم الجانب اليمني أبداً، بل شارك في محاربة الإرهاب في سوريا، وهذا يأتي من ناحية تأمين الأمن والاستقرار في لبنان، كون "داعش" وصل إلى الحدود اللبنانية، والتعاطي مع الإرهاب هو ملف مشترك ومتفق عليه من الجميع، فـ"داعش" وجبهة النصرة موجودان على القوائم السوداء للأمم المتحدة.
وردا على موقف جامعة الدول العربية التي زعمت ان صواريخ ايران باتت تهدد العواصم العربية، في إشارة الى الصواريخ اليمنية، قال السفير الإيراني: هذا ليس صحيحاً ودقيقاً ولا قيمة له. ما حصل في اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية توهم بأن إيران تريد احتلال العواصم العربية والسيطرة عليها، وموضوع الصواريخ مرفوض تماماً. إيران لا تساند أنصار الله في صنعاء. هذا خطأ، فالطرق البرية والبحرية والفضاء مغلقة في اتجاه صنعاء. ولو كان ممكناً، لأوصلت إيران المواد الغذائية لدعم شعب اليمن. لا يوجد حتى منفذ لإيصال طن من المساعدات الغذائية، فكيف للصواريخ الكبيرة أن تدخل إلى أنصار الله؟
وأكمل: ان الصواريخ إنتاج داخلي للجيش اليمني ولا علاقة لإيران بها، وما يقال عن تصدير الأسلحة والصواريخ البالستية الإيرانية إلى أنصار الله لضرب المملكة العربية السعودية محض كذب.
وأكد: ا ن الأزمة اليمنية يجب أن تحل عن طريق سياسي، الحل العسكري مرفوض تماماً، يجب أن تكون هنالك مفاوضات مع جميع الأطراف اليمنية لحل مشكلتها داخلياً، وأن تساند ذلك مراقبة دولية من قبل الأمم المتحدة. ونحن لدينا تواصل مع مندوب أمين عام الأمم المتحدة في هذا الاتجاه، وأعلنا دائماً ومراراً طرح مبادرات لوقف إطلاق النار، ثم إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني الفقير، ثم بدء الحوار السياسي المشترك لشرعنة الحكومة اليمنية من دون تدخل أطراف خارجية.
وتعليقا على المخاوف من التواجد الإيراني في سوريا والعراق، أوضح فردوسي بور: ان تواجد إيران في العراق وسوريا شرعي، ودخول المستشارين العسكريين الإيرانيين يأتي بطلب من جانب نظام وحكومة شرعيين، وعندما يطلب منا النظامين العراقي والسوري الشرعيين الخروج، لا يوجد لدينا أي مانع، نحن ساندنا الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب، ونفتخر بذلك، كوننا كنا جادين في هذا الموضوع. الأطراف الأخرى لم تكن صادقة، أتت بكذب وفعلها كذب، ففي كل حصار على "داعش" في المناطق السورية، تأتي أميركا وتخرجها بأمان إلى مناطق أخرى، وهذا كارثي للأسف الشديد.
ومضى السفير الإيراني قائلا: نحن دفعنا تكاليف باهظة في اتجاه العدو المشترك للعالم العربي الإسلامي وهو الكيان الصهيوني.. ان حضور ايران ومساندتها لجبهة الممانعة والمقاومة في هذا الإقليم صيانة للأمن العربي مقابل العدو المشترك. نحن في خندق واحد أمام العدو الصهيوني. فلماذا الخوف من هذا التواجد؟ نحن من دون مجاملة نصرّ دائماً على أن عدونا هو الصهاينة والاحتلال الغاشم الموجود في فلسطين.
وأردف: لا نخشى من تصريح ذلك، نحن ندعم حزب الله من أجل تحرير فلسطين، كما حرر حزب الله الأراضي اللبنانية في الجنوب في عام 2000 بدعم إيراني.. لا نخجل من أن نقول إننا ندعم حزب الله لمكافحة الكيان الصهيوني