أكد الإعلام الصهيونى أن الخلافات السياسية بين مصر وسوريا ليست بجديدة، ولكنها قديمة وتجددت الأيام الماضية، وأن هذه الخلافات ستظل باقية نتيجة لاختلاف الدولتين فى تناول الملفات الإقليمية.
شارک :
فى محاولة لزيادة توتر الأجواء السياسية بين مصر وسوريا، فتحت وسائل الإعلام الصهيونية ملف العلاقات بين القاهرة ودمشق، بهدف تأجيج الفتنة بين البلدين الشقيقين.
قالت صحيفة "هاآرتس" و"إذاعة صوت إسرائيل"، فى ملفهما عن توتر العلاقات بين مصر وسوريا، إن الدولتين اللاتى كانتا جارتين وحليفتين تحت مسمى "الجمهورية العربية المتحدة" من عام ١٩٥٨ إلى عام١٩٦١، أصبح تدهور العلاقات بينهما بشكل علنى وأكثر حدة بطريقة غير مسبوقة، وذلك بعد حرب التصريحات الإعلامية المتبادلة بينهما، والتى بدأت بتصريحات الرئيس الأسد التى أعلن فيها أن بلاده لا تريد شيئا من مصر، وأنه لن يزور القاهرة إلا عند تلقيه دعوة رسمية من الإدارة المصرية.
وزعمت وسائل الإعلام الصهيونية أن تدهور العلاقات بين البلدين، يعود إلى الاختلاف بينهما فى أكثر من ملف إقليمى، بما فى ذلك ملف الأزمة السياسية فى لبنان، وملف عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاستياء المصرى الواضح من تحالف سوريا مع إيران، التى تحاول فرض أجندتها الشيعية والنووية على المنطقة وسط قلق شديد من الدول العربية السنية، وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن.
وقال يوسى نيشر، محرر شئون الشرق الأوسط فى الإذاعة الصهيونية، إن المسئولين المصريين أكدوا خلال التراشق الإعلامى بين البلدين أن الرئيس السورى بشار الأسد يعلم أن الخيارات السياسية السورية هى سبب الجفوة المصرية السورية، وأن مصر أبلغت دمشق قلقها من هذه الاختيارات المتوافقة مع الأجندة الإيرانية، هذا بجانب دعم سوريا لحزب الله فى مواجهة دولة لبنان، ودعمها لحركة حماس فى مواجهة السلطة الفلسطينية الشرعية، وهذا لا يرضى مصر، ولكن سوريا تصر على موقفها، ومصر أيضاً تصر على موقفها المؤيد للسلطة الفلسطينية وللدولة اللبنانية، وكان هناك جهود لتقريب وجهات النظر ومنع توتر العلاقات السياسية بين البلدين.
وتابع قائلا، "مقابل هذا، هاجم الإعلام السورى مصر بشدة، واتهمها بأنها تحولت من دولة كانت تخدم مصالح الدول العربية فى الماضى، إلى دولة بلا أى دور عربى وبلا حول ولا قوة، وأصبحت تخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية فقط، كما رفض الإعلام السورى الاتهام المصرى لدمشق بالوقوف وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريرى فى ٢٠٠٥".
وأخيرا، أكد الإعلام الصهيونى أن الخلافات السياسية بين مصر وسوريا ليست بجديدة، ولكنها قديمة وتجددت الأيام الماضية، وأن هذه الخلافات ستظل باقية نتيجة لاختلاف الدولتين فى تناول الملفات الإقليمية، وانتماء كل منهما إلى معسكرين يمثلون أعداء فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى معسكر إيران وحزب الله وإيران فى مواجهة الدولة الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية.
وبناء على ما سبق، فالمصالحة وتحسن العلاقات بين القاهرة ودمشق فى المرحلة الراهنة أمر شبه مستحيل بسبب اختلاف سياسات البلدين فى تناول الأزمتين المتفاقمتين فى الملفين اللبنانى والملف الفلسطينى.