لجنة الحوار بین الأدیان فی الفاتیکان تلتقی عدداً من مراجع التقلید فی قم
أن لجنة الحوار بین الأدیان فی الفاتیکان، برئاسة الأسقف الکاردینال جان لوئی توران والوفد المرافق لها، بالاضافة الى سفیر الفاتیکان فی الجمهوریة الاسلامیة فی ایران، التقت صباح الخمیس فی زیارة تستغرق یوماً واحداً بعدد من مراجع التقلید والعلماء فی قم المقدسة.
وقد کانت المحطة الأولى لهذه اللجنة الممثلة لبابا الفاتیکان هی زیارة مکتب المرجع الدینی سماحة آیة الله ناصر مکارم الشیرازی، والتباحث معه حول القضایا الهامة فی العالم.
بدوره، أعرب آیة الله مکارم الشیرازی عن ارتیاحه لهذه الزیارة، مصرحاً:إننی أرى بأن تقدم الأدیان والمذاهب فی العالم رهن بتعزیز مثل هذه الزیارات المتبادلة. وثمن موقف الفاتیکان فی تشکیل لجنة الأدیان، منوهاً بالدور الایجابی لهذه الزیارات، مضیفاً: إن الجلوس بعیداً عن الآخر والتفکیر من جانب واحد، من شأنه أن یولد التشاؤم؛ فی حین أن الجلوس مع بعض والتحاور یفضی الى التفاؤل. وأضاف : ثمة قواسم مشترکة کثیرة بین الأدیان السماویة المختلفة، ونحن بمقدورنا دعوة الناس الى السلام والوئام والصلح على أساس تلک المشترکات. الى ذلک، کانت المحطة الثانیة للزیارة عبارة عن اللقاء بالأمانة العامة لمجلس الخبراء، والتحاور مع آیة الله الشیخ محمد یزدی، الأمین العام للمجلس ورئیس رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم. وفیما أعرب آیة الله یزدی عن تقدیره لهذه الزیارة، أضاف قائلاً: أنا أرى أن النبی إبراهیم الخلیل (ع) هو شیخ الأنبیاء، فنحن المسلمین نعبر عن الأدیان السماویة- لا تلک الأدیان التی هی من صنیعة البشر- بالأدیان الابراهیمیة.
وأشار فی معرض بیانه لرؤیة الحکومة الاسلامیة الى العالم الى أن السیاسة جزء لا یتجزأ من التعالیم الدینیة والاسلامیة، مردفاً: السیاسة من أهم الأمور فی الاسلام؛ لکن السیاسة التی لا تنهل من الأدیان والمذاهب الالهیة سیاسة منحرفة ومغلوطة. ثم توجهت اللجنة المذکورة الى مکتب آیة الله الشیخ عبد الله جوادی آملی، أستاذ العلوم العقلیة فی حوزة قم العلمیة. فی هذا اللقاء، أکد آیة الله جوادی آملی على أن الدین هو عنصر الهدایة الوحید للمجتمع البشری، متابعاً: الدین هو الوحید القادر على إرساء سفینة البشر على ساحل النجاة؛ لأن الانسان لا یمکنه العیش من دون أخلاق وحقوق، ولکل من الأخلاق والحقوق مراتب ودرجات متعددة.
وأشار سماحته الى المشاکل التی یعانی المجتمع البشری الیوم والوضع المتأزم لدول مثل العراق وأفغانستان وباکستان، مخاطباً الأسقف توران بالقول: نحن ننتظر من الشخصیات العلمیة والمسیحیة، وخاصة البابا، رفع أصواتهم عالیاً لتحریم هذا الظلم والاضطهاد، وتهدئة الأوضاع الملتهبة فی الشرق الأوسط، واعتبار القرآن کالتورة والإنجیل کتاباً مقدساً، والتندید بالعمل القبیح المستهدف لحرق القرآن الکریم.
ومن الجدیر بالذکر أن لجنة الحوار بین الأدیان فی الفاتیکان زارت ظهر الخمیس مکتب الاعلام الاسلامی فی قم، وعقدت اجتماعاً مع السید ربانی، مدیر المکتب، و الشیخ مبلغی، مدیر قسم البحوث والدراسات فی المکتب .