المطلوب أن نتضامن ونتكاتف لتحرير أرضنا وحماية وطننا
الشيخ عبدالأمير قبلان يهنئ اللبنانيين بعيد الاستقلال ويؤكد أن على اللبنانيين أن يحصنوا منعتهم الوطنية بنبذ الخلافات والابتعاد عن التحديات ليظل لبنان سدا منيعا بوجه المؤامرات التي تريد تفريق صفوفنا وبث الفتن واثارة الحساسيات بين أهلنا.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين بعيد الاستقلال، رأى فيها أن "الاستقلال حركة توازي بين الحقوق والواجبات، وعيد الاستقلال متوج بالحرية والديموقراطية واكتساب الحقوق والتعاطي مع الامور بجدية وصدق وموضوعية".
وأضاف: "علينا أن ننتهز هذه الفرصة فنمارس الاستقلال بلقاءاتنا وعطاءاتنا وسلوكنا، والمستقل هو الحر الذي ينطلق من معطيات ايجابية ويبتعد عن السلبيات ليعمل في حدود المصلحة العامة بعيدا من المراوغة والمشاكسة فينظم شأنه وينطلق لتنظيم المجتمع وإعطاء كل ذي حق حقه".
وتابع قائلاً: "الاستقلال حرية وديموقراطية ووقوف عند حدود الانسان وكرامته وحقه، لذلك نطالب كل اللبنانيين بالعمل لايجاد مجتمع متكافل موحد يلتزم العدالة والإنصاف والحق والاستقامة، ونهنىء كل اللبنانيين بحلول عيد الاستقلال الذي شكل ولا يزال محطة مفصلية مضيئة من تاريخ لبنان للتخلص من عهد الوصاية والانتداب وبداية الدخول في عصر دولة المؤسسات التي يحكمها القانون وتسود فيها سلطة الدولة الحاضنة لأبنائها والقوية بوحدتهم وتعاونهم ووقوفهم بوجه كل من يريد النيل من وحدة لبنان واستقلاله وسيادته. ونهنىء كل من قدم له التضحيات حتى وصل لبنان إلى الاستقرار والأمن والسلامة، ونخص بالتهنئة الجيش الوطني والقوى الأمنية والمقاومة الذين قدموا التضحيات الكبيرة في سبيل تحرير الأرض والدفاع عنها والسهر على امن لبنان وسيادته من الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية التي كانت ولا تزال مصدر الخطر الحقيقي على لبنان وأشقائه العرب والمسلمين".
وقدم "تحية الإجلال والتقدير إلى الأرواح الأبية التي سكنت أجساد شهداء لبنان الذين روت دماؤهم ارض الوطن ليحيا اللبنانيون بعزة وكرامة، فكانوا الشمعة التي أذابت نفسها لتنير طريق لبنان ويظل شامخا مستقلا موحدا في أرضه وشعبه ومؤسساته، فكتبت تاريخ لبنان المضيء وحاضره الذي شع في سماء العالم وتجسد حرية وأمنا وانتصارا وعيشا كريما وحياة هانئة وآمنة".
وشدد على أن "لبنان جوهرة في محيطه وعلينا ان نحميه ونصونه ونتوجه تاجا على رؤوسنا لنجسد من خلال استقلالنا العدالة والاستقامة والتزام الحق، فلا يكون الإنسان حرا مستقلا الا اذا كان في رحاب الحق والعدالة ولا سيما أن استقلالنا ناقص لان العدو الإسرائيلي يحتل أرضنا ويتعاطى مع الحقيقة بسخف وسخرية ويضرب بعرض الحائط القرارات الدولية فيما المطلوب أن نتضامن ونتكاتف لتحرير أرضنا وحماية وطننا فنتلاحم شعبا وجيشا ومقاومة ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدحر الاحتلال عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فضلا عن وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لأجوائنا وأرضنا ومياهنا".
وتابع: "على اللبنانيين أن يحصنوا منعتهم الوطنية بنبذ الخلافات والابتعاد عن التحديات ليظل لبنان سدا منيعا بوجه المؤامرات التي تريد تفريق صفوفنا وبث الفتن واثارة الحساسيات بين أهلنا، فنحن ليس لنا عداوة مع أحد، عداوتنا مع إسرائيل ومع كل من يريد ضرب وحدتنا الوطنية، وفي عيد الاستقلال علينا أن نعيد الحسابات ونراجع أنفسنا ونقوم بنهضة تكفل للبنان استقراره وسلامه وتصون سيادته وتحقق استقلاله".
وأكد أن "لبنان وطن متميز بتعدد طوائفه وتنوع توجهاته السياسية وهو محكوم بالتعاون بين أبنائه المطالبين بالعمل الجدي والصادق لإرساء دولة القانون والعمل بالدستور لأننا نريد لبنان وطنا حرا مستقلا يعمل ضمن الحدود المقبولة والحقوق المشروعة. علينا أن نتعاون من اجل استقلال الإنسان عن أنانيته وأطماعه وغلوائه، ونحن لن نتخلى عن لبنان وسنعمل لحفظه واستقراره وصون سيادته وترسيخ العيش المشترك فيه ولا سيما أن اللبنانيين أخوة وأحبة ولا يفرق بينهم مفرق".
واعتبر أن "الاستقلال الثاني تحقق بفعل المقاومة التي حررت الأرض وطردت المحتل الذي لا يقهر، فالتف حولها الشعب وكان الدعم المطلق للجيش وقوى الأمن والمؤسسات العسكرية والسياسية حتى حققت المقاومة أحلام اللبنانيين في التحرير من رجس الاحتلال الصهيوني، بيد أن فرحة الاستقلال تبقى ناقصة طالما أن ارضنا ما تزال محتلة، وهي لم تكتمل ما دامت أجواؤنا عرضة للخروقات الإسرائيلية وحدودنا ومياهنا منتهكة من العدو الصهيوني الذي يتربص الشر بلبنان وأهله، من هنا تحتم روحية عيد الاستقلال ان يدعم اللبنانيون جيشهم الوطني ومقاومتهم الباسلة اللذين اثبتا أنهما الدرع التي تقي لبنان المخاطر والسياج الذي يحمي الوطن واهله".
وختم قبلان: "الاحتلال الإسرائيلي لارضنا وعدوانه المستمر على سيادتنا واستقرارنا يجعلنا في حصار دائم ويشكل عقبة اساسية في تحقيق استقلالنا الذي نريده كاملا. علينا أن نعود إلى قيمنا الدينية والوطنية فنرسخ ثوابتنا الوطنية ونعززها بوحدتنا وتعاوننا ليكون موقفنا حازما وصارما بوجه العدو الإسرائيلي الذي يتربص بنا الشر ويبقينا في دائرة استهدافاته ومؤامراته، وعلى اللبنانيين أن يكونوا تبعا لانبيائهم فيكونوا بعون بعضهم البعض ويتمسكوا بحبل الله تعالى، فمن كان مع الله كان الله معه وان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم".