تاريخ النشر2010 8 December ساعة 10:27
رقم : 33404

اعتراف البرازيل والارجنتين يمهد لاعلان الدولة الفلسطينية

يرى محللون أن اعتراف بلدان بدولة فلسطينية بحدود ١٩٦٧ لن يجدي إذا بقي مرتبطا بتطور المفاوضات مع إسرائيل،
اعتراف البرازيل والارجنتين يمهد لاعلان الدولة الفلسطينية

وكالة أنباء التقریب (تنا)

رأى محللون أن اعتراف دول في أميركا اللاتينية بدولة فلسطينية بحدود ١٩٦٧، يمنح مصداقية ووزنا للحل البديل الذي تسعى إليه السلطة الفلسطينية، بعد إخفاق كل الجهود لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان للتمكن من استئناف المفاوضات، إلا أن المحللين رأوا أن هذه الجهود يجب ألا تكون مرتبطة بالمفاوضات المتعثرة، خشية تحولها إلى أداة بيد إسرائيل تستخدمها للمماطلة.
 
وعملياً، يبدو أن القيادة الفلسطينية باشرت تنفيذ خيار التوجه إلى دول العالم للاعتراف بدولتها تمهيداً للحصول على هذا الاعتراف رسمياً من الأمم المتحدة.
 
فقد حصلت فعلاً على اعتراف البرازيل الأسبوع الماضي ثم الأرجنتين الإثنين، وتوقع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن تتوالى اعترافات دول أميركا الجنوبية بالدولة الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة. 

ويرى محللون أن اعتراف بلدان بدولة فلسطينية بحدود ١٩٦٧ لن يجدي إذا بقي مرتبطا بتطور المفاوضات مع إسرائيل، وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض لوكالة الأنباء الفرنسية: إن الاعترافات قد يكون لها جدوى «إذا استثمرت في سياق خطة فلسطينية خالصة بعيدة عن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي». 

وأضاف: إن «هذه الاعترافات يجب أن تكون مسبوقة بإعلان صريح من القيادة الفلسطينية بفشل المفاوضات مع إسرائيل، لأن استمرار المفاوضات مع إسرائيل في ظل هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية سيكون غطاء تستخدمه إسرائيل للمماطلة». 

وأكد عوض ضرورة «استغلال هذا الجهد العالمي ليكون حقيقة، وليس لمصلحة المفاوضات».
ورأى أن «هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية ليست مصادفة بل جاءت نتيجة سعي متواصل للسلطة الفلسطينية للحصول عليها». 

من جهته قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم: إن توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية «خطوة في الاتجاه الصحيح». 

وأشار إلى أن «البرازيل دولة لها أهميتها في أميركيا الجنوبية، وسيكون لها تأثير قوي في حال طرحت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أي من مؤسسات الأمم المتحدة».
لكنه أضاف: «يجب ألا يرتهن الحراك السياسي الدائر بالمفاوضات التي أظهرت استحالة تغيير إسرائيل لموقفها (...) ولا أعتقد أنه من الضروري الربط بين هذه الاعترافات والمفاوضات السياسية». وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة أن التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ الذي ترفضه إسرائيل، من الخيارات التي ستسعى إليها القيادة الفلسطينية في حال إخفاق المفاوضات. 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس قوله لتلفزيون تركي خلال زيارته لأنقرة إن «القيادة طلبت مساعدة تركيا لدى العديد من دول العالم من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام ١٩٦٧». 

وقال عباس: «طلبنا من تركيا مساعدتنا لدى بعض دول أوروبا الغربية وبعض دول أميركا اللاتينية وكندا وغيرها». 

وأضاف: «اتفقنا على أن نزود وزير الخارجية التركي (أحمد داود أوغلو) بقائمة بأسماء جميع دول العالم التي اعترفت بنا والتي لم تعترف، حتى تعمل تركيا على حثها من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧». 

وقال سويلم أيضاً: «يمكن اعتبار هذه المرحلة بأنها مرحلة تمهيدية لتهيئة الأجواء» للتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية. وذكرت صحيفة الأيام الفلسطينية الثلاثاء أن رئيس البعثة الفلسطينية في فرنسا هايل الفاهوم سلم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة «مهمة». 

وفي الشارع الفلسطيني، لقي اعتراف البرازيل أولاً بالدولة الفلسطينية صدى إيجابياً، فقد رفع عشرات الموظفين الذين شاركوا بإضراب أمام مجلس الوزراء الفلسطيني للمطالبة بحقوق نقابية، علم البرازيل تقديراً منهم لهذه الدولة. 

وكانت أكثر من مئة دولة اعترفت بإعلان استقلال الدولة الفلسطينية الذي أعلنته منظمة التحرير الفلسطينية في ١٩٨٨، إلا أن هذا الاعتراف بقي حبراً على ورق ولم يترجم إعلان المنظمة إلى حقيقة على أرض الواقع.

https://taghribnews.com/vdcfjjdm.w6dmxaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز