تعلمنا من الحسين الحفاظ على وحدتنا الاسلامية وهويتنا الوطنية.
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : يتجدد الحزن والمصاب بولادة هلال شهر محرم الحرام ونستذكر الحادثة وكأنها وقعت في الزمن القريب، تلك الحادثة التي اصابت قلب الاسلام باستشهاد الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف، تلك الحادثة التي لم يكن الحسين هدفها بل الاسلام ونستذكر كلامه الشريف هو على رمضاء كربلاء، حينما خاطب ربه قائلا «الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيره» اي روح وقلب لك يابن رسول الله وانت تناجي ربك في ساعة الشدة والعسرة.
ونحن عندما نستذكر ونحيي ذكرى الحسين فاننا نحيي اهدافه ومراده من هذه الثورة المباركة وكأنه يعيش في ظهرانينا ويعيش حال امتنا، ان الحسين رمز للوحدة والتآلف والمحبة والتضحية والايثار والفداء. تعلمنا من الحسين كيف نكون مظلومين فننتصر والشاهد على ذلك هتافات ابناء المقاومة اثناء الغزو الغاشم والتي كانت صرخاتهم صرخات الحسين «هيهات منا الذلة».
تعلمنا من الحسين بذل الغالي والنفيس من اجل مبادئنا وحريتنا وديننا. تعلمنا من الحسين كيف نحافظ على امننا واماننا ووحدتنا واحترام حتى من يخالفنا بالرأي والعقيدة والدين. تعلمنا من الحسين السمو في اخلاقياتنا والمحافظة على مبادئنا والحفاظ على اصالة المنهج الاسلامي الحنيف بعيدا عن الغلو والتطرف والارهاب الفكري والعقائدي. تعلمنا من الحسين ان دين الاسلام هو دين الوسطية والاعتدال وانه الرسالة الالهية للانسانية جمعا وليس حكرا على زيد أو عمر. تعلمنا من الحسين مقابلة الاساءة والاحسان بالاحسان لا بالانتقام والبطش.
تعلمنا من الحسين الحفاظ على وحدتنا الاسلامية وهويتنا الوطنية. تعلمنا من الحسين الصبر على البلاء والقناعة والرضا بما كتب الله. فالحسين ليس حصرا على الشيعة بشكل خاص أو المسلمين بشكل عام بل للانسانية جمعا، ولقد استفاد من الفكر الحسيني الكثير من غير المسلمين والشواهد كثيرة في الوقت الذي يثير به بعض المسلمين الفتنة الطائفية البغيضة.
لنجعل الحسين رمزا لوحدتنا وتعاضدنا واخلاقنا ولنستفد من فكره وثورته قبل غيرنا ولنجعل ايام عاشوراء ايام حزن والم على المبادئ والقيم التي افتقدناها بعد الحسين عليه السلام والتي ضحى من اجلها ولا نجعل هذه الايام الاليمة على آل بيت رسول الله ايام فرح وسرور كما يريد من ينشد الفتنة وتمزيق نسيج مجتمعنا، فالرسالة السامية للحسين اسمى واطهر من ان تدنسها افكار ملوثة ومسمومة تستهدف مواطنتنا. محمد الهندال الدار