وكالة أنباء التقریب (تنا)
وقال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام للمنظمة، إن الأقليات المسلمة يجوز لها المناداة بحماية حقوقها الدينية والثقافية والمدنية والسياسية والاقتصادية، ولكن ينبغى أن يكون ذلك فى إطار احترام السيادة والقانون فى البلدان التى يقيمون فيها، مؤكدا على أن المنظمة اهتمت بقضايا الأقليات والمجتمعات المسلمة فى الدول غير الأعضاء، وأنشأت إدارة خاصة بها داخل المنظمة فى عام ١٩٧٨ لمعالجة قضاياهم، مشيرا إلى أن المنظمة قدمت عن طريق الدول الأعضاء والهيئات المتخصصة مساعدات متعددة الأوجه فى مجالات كثيرة، خاصة فى مجال التعليم، إلى المجتمعات المسلمة فى البلدان غير الإسلامية.
وقال أوغلو: "على الذين يخاطبون المسلمين وغير المسلمين من المساجد أن يكونوا قدوة فى المعرفة والاعتدال والتسامح والحكمة"، وأكد مجددا موقف المنظمة الرئيسى المتمثل فى الوسطية والتحديث فى الوقت الذى تنبذ فيه جميع أشكال التطرف والعنف، وشدد كذلك على أن الإسلام أصيلاً فى أوربا وليس غريبا فيها.
وقال جاسيك ميشالويسكى مدير مستشارية الرئيس البولندى، من جانبه، إنه من الأهمية بالنسبة إلى بولندا، بوصفها "ديمقراطية جديدة"، أن تكون لها علاقات جيدة مع الثقافات الأخرى فى العالم بما فى ذلك الشعوب المسلمة، مؤكدا على الحاجة إلى أن يعرف كل واحد المزيد عن ثقافة الآخر، واقترح ميشالويسكى إنشاء برامج مشتركة بين المنظمة وبولندا فى مجالات التنمية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد فى بلدان العالم الثالث، ورحب الأمين العام بالفكرة واقترح إجراء المزيد من الاتصالات بين المنظمة وبولندا.
وتحدث فى الندوة كل من وكيل وزارة الخارجية البولندى هنريك ليتوين، ومفتى بولندا توماس أحمد ميسكيويكس، ومدير دائرة الطوائف والأقليات القومية والإثنية جوزيف رازانسكى نيابة عن وزير الداخلية، وممثل مجلس الكاثوليكيين والمسلمين فى بولندا الدكتور آدم واس، ورئيس السلك الدبلوماسى للبلدان الإسلامية سفير الجزائر عبد القادر خمرى، ومدير إدارة الأقليات والمجتمعات المسلمة بمنظمة المؤتمر الإسلامى طلال داعوس.
وتناولت الندوة الفرص والتحديات التى تواجه المجتمعات والأقليات المسلمة فى شرق ووسط أوربا، ودور المجتمعات والأقليات المسلمة فى محاربة الإسلاموفوبيا، ودورهم كذلك فى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ودور المؤسسات التعليمية فى الحفاظ على الهوية الإسلامية فى شرق ووسط أوربا، ودور المنظمات والمراكز الإسلامية فى تعزيز الروابط بين المجتمعات والأقليات المسلمة فى وسط وشرق أوربا من جانب والعالم الإسلامى من جانب آخر.