ندعو إلى تعميق العلائق الإيمانية والرسالية والاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين
شارک :
وجّه سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي رسالة بمناسبة عيد الميلاد متوجهاً بأحر التهاني والتبريكات للمسيحيين والمسلمين على حد سواء. راجياً من الله أن يكون هذا العيد فرصة جديدة لمزيد من التفاهم والتقارب الديني والأخوي والإنساني. و رأى سماحته في الرسالة: أن على المسلمين والمسيحيين أن يخرجوا من أسلوب العلاقات المجاملاتية التي تحكمها أوضاع وظروف ومعطيات متقلبة إلى منهج العلاقات الإنسانية الذي يجب أن يتصف بالانتظام والثبات والثقة, والمستند إلى الوعي والإيمان والصراحة المتبادلة. وبالإمكان أن يصل المسلمون والمسيحيون إلى مستوى متقدم في العلاقات بينهما من خلال عمليّة مُفاهمة ومُثاقفة, وعبر الإنفتاح الإيماني الواعي الذي يرتكز على تشريعات وأسس سماويّة وعلى حاجات إنسانيّة واجتماعيّة هي في منتهى الأهميّة. أضاف سماحته: إنّ على المسلمين أن يصونوا دماء المسيحيين وأعراضهم وأرزاقهم, وعلى المسيحيين أن يفعلوا الأمر ذاته. فنحن بحاجة إلى التحرر من الأغلال الماضية بالتقارب الديني الأخوي الإنساني ويجب أن يعمد الطرفان وسط هذا التنافر والتقاتل والتصارع الذي يضجّ به العالم اليوم إلى تعميق العلائق الإيمانية والرسالية والإجتماعية, والمحافظة على حُرُمات الأنفس والأرواح وحياة الأفراد وحريتهم الدينيّة والمعتقدية من الضغوط والترويع والإرغام. وتابع سماحته: إننا في لبنان نضيق بالأزمات ولا تُبذل جهود كافية لردم الفجوات الواسعة بين مختلف الطوائف والمذاهب. ولا تُوجد حتى الساعة سياسة وطنيّة تُوقف هذا التجاذب والتنافي بين الأجيال. ما يحتم على المخلصين الوطنيين الصادقين من كل المشارب الدينية العمل ككتلة واحدة من أجل بناء وطن خالٍ من لوثة العصبيات وجراثيم التطرف والإلغاء. فإن الإنسان القوي المؤمن بدينه هو الذي يعترف بالآخر ويقبل بالاختلاف ويمارس السلوك الذي ينسجم مع فطرته الإنسانية وتربيته الإيمانية. لذلك نحن ندعو إلى نقد التجربة اللبنانية وتحريرها من دائرة المصالح والأهواء السياسية والشخصية إلى دائرة القيم الدينية والرسالية حتى يتمكن هذا الوطن من التعافي ويستطيع في ظله أن يعيش المسلمون والمسيحيون في وفاق وإخاء وسلام.