الامام الخامنئي : هدف العدو في الحرب الاعلامية بث اليأس والتشاؤم لدى الشعب
تنا
اكد قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي، بان اعداء الشعب الايراني وبموازاة الحرب الاقتصادية قد اطلقوا حربا اعلامية ودعائية بهدف بث اليأس والتشاؤم لدى الشعب.
شارک :
جاء ذلك في تصريح لسماحة القائد خلال استقباله اليوم الخميس اعضاء مجلس خبراء القيادة.
واعتبر قائد الثورة اهم مسؤولية للشعب والنخب في الظروف الحساسة الراهنة هي التحرك في مسار حفظ وتعميق انسجام الشعب مع الاجهزة الحكومية وتجنب خلق اجواء اليأس والاحباط والشعور بالوصول الى طريق مغلق واضاف، ان المناوئين للشعب الايراني وبموازاة الحرب الاقتصادية قد جعلوا الحرب الاعلامية والدعائية في جدول اعمالهم، لذا فان الانتقادات يجب ان تكون بهدف الاصلاح والخير.
وفي مستهل حديثه اشار سماحته الى الايام المباركة والمهمة في النصف الثاني من شهر ذي الحجة والمناسبة التاريخية ليوم المباهلة ونزول سورة الدهر قائلا، ان المباهلة هي في الواقع مظهر الاقتدار الايماني والاتكاء على الاحقية ونحن بحاجة دائمة الى الاقتدار الايماني والاتكاء على احقية الجمهورية الاسلامية امام الاستكبار، وفي الظروف الراهنة فان حصيلة توجهات الراي العام هي الثقة تجاه احقية حركة وسير الجمهورية الاسلامية.
واكد قائد الثورة اهمية وضرورة الوحدة والتلاحم الوطني وبلورة الراي العام في هذا الاتجاه واضاف، ان ظروف يومنا هذا ظروف حساسة الا ان هذه الحساسية لا تعود الى كثرة عدد الاعداء او قدراتهم العالية لان هؤلاء الاعداء كانوا موجودين دوما منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية وحتى انهم كانوا يحظون بقوة اكبر الا انهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا رغم كل اجراءاتهم العدائية مثل الهجوم العسكري على طبس وفرض حرب الاعوام الثمانية واسقاط طائرة نقل الركاب والحصار الاقتصادي، والان فان الجمهورية الاسلامية هي كالشجرة الطيبة التي تتوسع وتعطي ثمارها.
واضاف، ان حساسیة الظروف الحالیة تاتي لجهة أن الجمهورية الاسلامية وضعت قدمها في طریق جدید وطرحت رؤى ونظریات مميزة طوال الأربعین عاما الماضیة، وتحركت خلافا للتیار العام للاستكبار ونظام الهیمنة، وفي مثل هذه الحالة تظهر في غابة السياسة الدولية المليئة بالتناقضات ظروف ومقتضیات جدیدة لابد من التعامل معها بالشكل المناسب والدقة التامة ومن هنا لو غفل أبناء الشعب خاصة النخب عن العمل بمقتضیات ظروف ومكانة الجمهورية الاسلامية فسنتلقى الضربة بالتاكيد.
واشار الامام الخامنئي الى الظروف الراهنة ومقتضياتها قائلا، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم تواجه حربا اقتصادية شاملة تدار من غرفة عمليات بدقة واهتمام تام الا انه الى جانب هذه الحرب هنالك ايضا حرب اعلامية ودعائية جارية تتم الغفلة عنها في غالب الاحيان.
واوضح بان هذه الحرب الاعلامية كانت موجودة من قبل ايضا الا انها اشتدت في الاونة الاخيرة واضاف، انه وفقا للمعلومات التي نمتلكها فان اجهزة التجسس التابعة لاميركا والكيان الصهيوني قد اطلقت مؤسسات لهذه الحرب الاعلامية بدعم مالي من دول ثرية في محيطنا بالمنطقة وهم يخططون ويسعون بصورة جدية لتلويث الاجواء الاعلامية والفكرية في مجتمعنا.
واكد قائد الثورة الاسلامية بان اهداف هذه الحرب الاعلامية هي اثارة الاضطراب واليأس والاحباط والشعور بالوصول الى طريق مغلق وجعل المواطنين متشائمين تجاه بعضهم البعض وتجاه الاجهزة المسؤولة وكذلك تهويل وتضخيم المشكلات الاقتصادية في اذهان المجتمع.
واشار سماحته الى مثال على ذلك قائلا، انه وفيما يتعلق بقضايا المسكوكات الذهبية والعملة الاجنبية وانخفاض قيمة العملة الوطنية، كانت الحرب الاعلامية واثارة الاجواء الدعائية التي اطلقها المناوئون مؤثرة، وبطبيعة الحال لا يمكن التوقع من العدو سوى الدناءة، ولكن علينا ان نكون حذرين بحيث لا نساعد هذه الاجواء المثارة لتلويث اذهان الشعب.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى انه يتم احيانا المبالغة في تبيان المشاكل او طرح الانتقادات وقال، ان هذه المبالغة من شانها ان تؤدي الى تشديد الاضطراب لدى الراي العام وتفضي كذلك الى نشر "فيروس التشاؤم" في المجتمع.
واكد سماحته ضرورة رؤية النقاط الايجابية الى جانب النقاط السلبية، بالنسبة لانشطة الحكومة وسائر الاجهزة واضاف، ان تبيان الاعمال الصالحة الى جانب الاعمال السيئة من شانه ان يجعل المواطنين يدركون بان اعمالا واجراءات جيدة تنجز ايضا ولا يشعرون بالياس والاحباط.
واكد بانه ورغم كل الاجواء الدعائية المثارة من قبل المناوئين وجميع المشاكل القائمة فان الثورة والبلاد ماضيان الى الامام قدما واضاف، ان تبيان هذا الامر لا ياتي بصفة التحدي بل نقول وفقا لمعلومات دقيقة بان البلاد تتحرك نحو المفاهيم والاهداف والحقائق الثورية ورغم ان سرعة الحركة يمكن ان لا تكون بالمستوى المتوقع الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتحرك الى الامام في مختلف المجالات العلمية والصناعية والعزة السياسية والنمو الفكري والمعنوي وقد تحققت منجزات جيدة في هذه المجالات.
واكد سماحته بان الحكومة لن تكون قادرة على مزاولة الانشطة دون المساعدة والدعم من الشعب ولا ينبغي ان يفقد الشعب ثقته بالاجهزة الحكومية والقضائية والقوات المسلحة واضاف، ان طريق العلاج لمشاكل البلاد ليس التنصل من دعم الحكومة والتبرؤ من انشطة الاجهزة المسؤولة بل ان طريق العلاج هو ايجاد العلاقة السليمة بين الراي العام والاجهزة المسؤولة والتحدث والانتقاد وفي الوقت ذاته تقديم الدعم الفكري والعملي.
واعتبر طريق الصلاح بانه ليس النزاع والشجار وايجاد مؤسسات عمل موازية للحكومة واضاف، ان التجربة اثبتت بان العمل يجب ان يجري من قبل المسؤولين وفق القنوات القانونية.
واكد سماحته بانه لو وقفنا امام الاعداء فسيضطرون للتراجع وسنركع الاستكبار بعون الباري تعالى وسنقدم هذا الانموذج للعالم كله بانه لو كان انصار الاسلام على استعداد للدفاع والجهاد فانهم سينتصرون بالتاكيد.
/110